أصيب طفل برصاص مطاطي واختنقت مجموعة من النساء خلال المواجهات التي اندلعت بين قوات الاحتلال والمصلين، إثر اقتحام عدد من المستوطنين باحات المسجد الأقصى منذ الساعات الأولى لفجر اليوم الأربعاء.وأفاد مراسلنا، بأن الطفل أحمد سعيد مرار (11 عاما) أصيب برصاصة مطاطية بالكتف في مواجهات باب حطة بالقدس القديمة، وأصيبت نساء من المرابطات داخل المسجد بحالات اختناق، جراء رشهن بغاز الفلفل الساموقال شهود عيان من داخل الأقصى، إن حوالي 49 مستوطنا اقتحموا حتى الآن الأقصى عبر مجموعات صغيرة

يشار إلى أن عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة لملاحقة المصلين الذين تصدوا لمجموعة من المستوطنين التي اقتحمت الأقصى فجرا بالحجارة وبالتكبيرات.وكانت جماعات يهودية متطرفة دعت مؤخرا إلى اقتحامات جماعية للأقصى اليوم، إحياءً لما يسمى  بـ'رأس السنة العبرية' عند اليهود.

وحمّلت دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس، على لسان مديرها العام الشيخ عزام الخطيب التميمي، شرطة الاحتلال مسؤولية الأحداث في الأقصى، لافتاً إلى أن شرطة الاحتلال 'لم تستجب لطلب الأوقاف بإغلاق باب المغاربة اليوم أمام المستوطنين الذين أعلنوا صراحة استهدافهم للمسجد الأقصى اليوم وفي أعيادهم التي تبدأ مساء الليلة.وما زالت أجواء شديدة التوتر تسود المسجد الأقصى ومحيطه ومحيط البلدة القديمة.

وفي تطور لاحق، منعت قوات الاحتلال المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين وعدد من شخصيات دينية واعتبارية أخرى من دخول المسجد، واحتجزتهم على مدخل باب حطة، تزامناً مع تسهيلها عملية اقتحام حرمات المسجد وساحاته من قبل المتطرفين اليهود وشجبت دار الإفتاء في بيان صحفي، هذه الإجراءات التعسفية، وناشدت المصلين من أهل القدس وأراضي عام 1948، وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى تكثيف شد الرحال إليه، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإيقاف القيود التي تحول دون وصول المصلين إليه.

كما دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والزعماء العرب والمسلمين وقادة العالم المبادرة إلى عمل جاد تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الفلسطينية، والسماح لأصحابها بممارسة شعائرهم وعباداتهم بحرية.

وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني، إن 'حكومة الاحتلال ومن خلال إجراءاتها العسكرية المتوافقة مع اعتداءات مواطنيها تسعى إلى تصعيد التوتر في الحرم القدسي الشريف، بهدف اختبار ردود الأفعال العربية والإسلامية وصولاً إلى فرض أمر واقع يقضي بتقسيم الحرم مكانياً وزمانياً بين المسلمين واليهود'.

وأكد دلياني، في تصريح له، أن حملة الاعتقالات التي طالت عشرات المقدسيين يوم أمس والاستدعاءات الأمنية لأكثر من سبعين شابا معظمهم من أبناء حركة فتح المرابطين في الحرم القدسي الشريف، ومن بينهم أمين سر حركة فتح في القدس، مشددا على أن تركيز الجهات الأمنية في دولة الاحتلال 'مُنصب على تخفيف ردة الفعل الميدانية لانتهاكاتها، وأيضاً لاختبار قدرة الشارع المقدسي على خلق حالة جماهيرية حاشدة غير مؤطّرة سياسياً بعيداً عن عدد كبير من الشباب الفاعل بشكل دائم في الدفاع عن الحرم القدسي الشريف و باقي قضايا القدس بشكل عام'.

ولفت إلى أن حركة فتح متواجدة 'بكثافة في محيط الحرم القدسي بعدما منع الاحتلال أبناء شعبنا من دخوله وقام بشكل استفزازي بغلق أبوابه، وأن هذا التواجد كفيل لإعطاء مؤشر واقعي لدولة الاحتلال بأن أي اعتداء على الحرم القدسي الشريف ستكون له عواقب ميدانية وسياسية كبيرة'.وشدد دلياني على أن 'الحرم القدسي الشريف بما فيه ساحة البراق هو وحدة واحدة مُلك للمسلمين وحدهم، و أن الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه مستعد للتضحية دفاعاً عن حق المسلمين بما هو مُقدّس دينياً و رمز وطني وجب حمايته'.

ودعا الشيخ يوسف ادعيس رئيس المحكمة العليا الشرعية رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، في بيان له، أبناء مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 التوجه إلى المسجد الأقصى لفك الحصار عن المرابطين الذين احتجزتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل المسجد بعد إغلاق أبوابه بالسلاسل.
ونبه سماحته إلى أن 'دولة الاحتلال تحاول استغلال الظروف الإقليمية التي تمر بها المنطقة معتبرة أنها اللحظة المناسبة للانقضاض على المقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة المسجد الأقصى المبارك لمحاولة فرض سياسة أمر واقع للوصول إلى الهدف المنشود وهو تقسيم الأقصى على غرار الحرم الإبراهيمي تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه'.

وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من مواصلة السياسة الإسرائيلية القائمة على المساس بحرمة المسجد المبارك والاعتداء على المصلين وطلاب العلم داخله، منددة باستمرار الاقتحامات اليومية الاستفزازية لباحات المسجد وتأدية الطقوس والرقصات التلمودية ودعا أمين عام الهيئة حنا عيسى المواطنين المقدسيين وكل من يستطيع الوصول إلى مدينة القدس المحتلة التوجه إلى المسجد الأقصى المبارك 'لحمايته من اعتداءات جنود الاحتلال وغطرسة مستوطنيه'.

وأدانت الهيئة منع سلطات الاحتلال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الرئيس المسلم للهيئة الإسلامية المسيحية الشيخ محمد حسين وشخصيات دينية واعتبارية من دخول المسجد الأقصى المبارك واحتجازهم قرب مدخل باب حطة، محذرة 'من مخطط كبير وشامل للنيل من المسجد المبارك' وأدان المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف بشدة محاولات الجامعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وساحاته، مؤكداً أن هذه المحاولات 'تمثل عدواناً مبيتاً على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين باعتبارها جزءً من المخطط الإسرائيلي الإجرامي لتهويد القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وتغيير طابعها التاريخي والحضاري العربي'.

وحذر عساف في بيان صادر غن مفوضية الإعلام والثقافة من أن يؤدي هذا 'العدوان وهذه الإنتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمتمثلة بالإستيطان والتهويد لنسف كل الجهود الدولية المبذولة لدفع المفاوضات والتوصل لسلام حقيقي يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في العودة والحرية والإستقلال وينسف مبدأ حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران- ينونيو1967 الذي أجمع عليه العالم'. ودعا المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية إلى 'العمل الجاد من أجل وقف الإنتهاكات الإسرائيلية ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة للاحتلال وسياساته التوسعية، وإلى العمل من أجل تكريس الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف'.
وحذر عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع 'أبو علاء' من توالي الهجمات الشرسة التي تقوم قطعان المستوطنين بحمايه سلطات الاحتلال الاسرائيلية على المسجد الأقصى.
واعتبر قريع في تصريحات صحفية اليوم الاربعاء، أن 'ما يحدث في المسجد الاقصى المبارك من سلسلة اقتحامات وانتهاكات واستباحة متواصلة من قبل عصابات المستوطنيين المتطرفين تحت حماية وغطاء من شرطة الاحتلال والاعتداء على المصلين والمرابطين في المسجد الاقصى المبارك، تستدعي منا التصدي بكل ما لدينا من امكانيات لصد هذه الانتهاكات والخروقات من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية وقطعان المستوطنين الذين يعيثون في الاقصى فسادا'.

ودعا منظمة التعاون الإسلامي للتداعي 'لمناقشة الأوضاع الخطيرة والمتفجرة في المدينة المقدسة وفي المسجد الاقصى خاصة، فالاحتلال الإسرائيلي مستمر بتصعيد عدوانه وانتهاكاته، ودعوة المؤسسات العربية والاسلامية والدولية ومجلس الامن الدولي للوقوف على هذه الانتهاكات ومخاطرها على عملية السلام والامن والاستقرار في المنطقة'.