خاص- مجلة القدس- العدد 334 شباط 2017 - تحقيق: وليد درباس
رغم مختلَف الصعوبات لم تتوانَ المناضلات الفلسطينيات عموماً وبينهن الأخوات الحركيات عن العطاء في زمن الحرب والسِّلم، ومارسن مختلف أشكال العمل النضالي تبعاً لماهية ومتطلّبات المرحلة، وما زلن يواصلن ذلك حتى اليوم.
الأخـوات الحركيات "قـد الحمـل"
في زمن المدِّ الثوري وحتى العام 1982، واعتماد العمل المسلَّح أسلوباً أساسياً لاسترداد الحقوق ومواجهة العدو الإسرائيلي، حيث القواعـد العسكرية ومكاتب الثورة، والتدريبات العسكرية، وعمليات المواجهة مع العدو ومنها داخل الوطن، كانـت الأخوات الحركيات "قـد الحمـل" وفـق توصيف عضو لجنة الإقليم في لبنان مسؤولة مكتب المرأة الحركي المناضلة "زهرة ربيع" التي تضيف: "صحيح أنَّ المرحلة كانت صعبة جـداً، لكن كان لدينا اندفاع وحماسة، ولم نتذمّر يوماً من تنفيذ المهام، وكان الأهل راضين ومقتنعين تماماً بالعمل في سبيل الثورة. واليوم تَواصلُ الأخوات مع أهلنا في المخيّمات العمل بلا توقّف، فنحن نزور بيوت المخيم كافةً بدون تمييز أو مجرد تفكير بخلفية الانتماء السياسي، وهدفنا دوماً تعزيز العلاقات والحد من التباينات في وجهات النظر الفصائلية". ولجانبه خضعت معظم الفلسطينيات المنضويات ضمن حركة "فتح" للتدريبات العسكرية، ووفق حديث ربيع: "على صعيد منطقة صور بلغ عدد اللواتي خضعن للتدريبات 700 فلسطينية في معسكرات البقبوق، وطيردبا، والرشيدية، وزفتة في الزهراني الذي تعرَّض ذات مرة لقصف الطيران الإسرائيلي، وأصيبت بعض الأخوات وبينهن الأخت آمنة جبريل، وأخريات خضعن للتدريب في معسكرات الثورة في الأردن وسوريا وتدرَّبن على الأسلحة ومنها (السيمينوف، السونوبال، الكلشن، الناتو، العقبة، RPG، الخ ...)، وتحمَّلن مهام الحماية وحراسة المخيمات تحسُّباً للإنزالات الإسرائيلية، فكان يُحدَّد لكل أخت إلى ثلاث أخوات نقطة حراسة ويُراعَى أن تكون قدر الإمكان في منطقة سكنهن، ووفق المتاح شاركت بعض الأخوات في العمليات العسكرية، والبطلة الشهيدة دلال المغربي خير أنموذج على ذلك، وقد حصل كل هـذا وأكثر وحتى العام 1987 لم تكن أيٌّ من الأخوات مفرّغات ماليًّا، وكنا نحث الأُمّهات ونُشجِّعُهنَّ على تنسيب أطفالهن للروضات".
وتضيف: "كما كان مكتب المرأة الحركي يقوم بجولات تفقُّـد واطمئنان على أحوال المقاتلين في القواعـد العسكرية، خاصةً أنَّ العديد منهم تركوا أهاليهم داخل الوطن أو في الأقاليم العربية الأخرى. كنا نُعِدُّ الكعك في الأعياد، ونطبخ، ونغسل الحرامات أحياناً، ونتواصل مع عوائل الشهداء، ونصنع أكاليل الغار آنـذاك بجمع حوائجه من الورد والأغصان من البيوت، ونشارك في المسيرات والتي تطول مسافتها لعدة كيلو مترات من البرج الشمالي لمدينة صور مثلاً، أو إلى الرشيدية، وباندفاع وبدون تذمُّـر، وفي زمن الاجتياح الإسرائيلي العام 1982 كانت تقوم الأخوات بتهـدئة الأهالي، وبعد سقوط المخيّمات في الجنوب كنَّ يتواصلن مع الأونروا والصليب الأحمر للحصول على المؤن والخيَم، وعملن قـدر المستطاع على إسعاف الجرحى، وإرشاد وتوجيـه المهجَّرين من أهلنا إلى نقاط التجمُّع الآمنة، وكنا ندخل المقرّات والبيوت بحثًا عن الأسلحة لإخفائها في الأماكن الآمنة".
وتتوقَّف ربيع حيال كفاح الفلسطينيات والأخوات في عين الحلوة بالتحديد فتقول: "بعـد تدمير العدو الإسرائيلي المخيَّم عن بكرة أبيه، قـدَّم الصليب الأحمر للأهالي الخيَم لنصبها، فرفضت النساء وأصررن على إعادة بناء المخيَّم وبالفعل نجحن، وجـرّاء ذلك وبـاعتراف وشهادة على أكثر من مستوى وصعيد محلي ودولي سُمِّيَ المخيّم بمملكة النساء". وعطفاً عليه فقد تعرَّضت العديد من الأخوات آنذاك للاعتقال أو الإصابة واستشهدت أخريات ومن بينهن (هـدى خريبي، وهـدى شعلان، حنان أسعـد، حسنية جريش، شيخة سعـد،...)، ومن الجريحات (جميلة سليمان، مريم عليان، عليا العبدالله، حنان الخطيب، مريم مشيرفي، ليلى الحاج موسى، لمعة كليب، نوفة خليفة، حسنية رمضان... الـخ)، ومن المعتقلات (فاطمة هويدي، أسمهان جمعة، فريال أبو العردات، عيدة الأمين، حليمة ذيب، وضحة خليفة، صبحية حميدي، آمال الشهابي). وإبان حصار المخيّمات شملت مهام الأخوات الحركيات البحث عن ممراتٍ آمنة لم يُكتَشف أمرها من ذوي القربى بعـد، بهدف إدخال المؤن للمحاصرين أو عبر الممرات المعروفـة، بالرغم من مخاطر التعرُّض للإصابة جرّاء القصف العشوائي بين الحين والآخـر.
تأطير وتنظيم الأخوات مهمة تنظيمية ومفصلية في حياة الحركة
يتم تأطير وتنظيم الأخوات من خلال مكتب المرأة الحركي في لبنان وهو "إطار مفصلي من مفاصل العمل التنظيمي الأساسية لحركة "فتح" في لبنان، وتُعدُّ مهمّة أساسية من مهام الإقليم"، وتزامن تأسيسه مع انطلاقة "فتـح"، ويلتزم البرنامج السياسي والنظام الداخلي الحركي وأهداف ومبادئ الحركة وكلَّ ما يصدر عنها، ويمتاز بخاصية أنه يجد الحلول للكثير من القضايا التنظيمية، ويأخذ القرارات المناسبة ولما فيه مصلحة الحركة وأحياناً بدون الرجوع إلى الإقليم"، ومرد ذلك وفـق حديث المناضلة زهـرة ربيـع "ثقة الإقليم بقدرة وكفاءة الأخوات"، وتضيف: "تقضي شروط الانتساب والعضوية بلوغ الأخت الـ18 عاماً من العمر، والتحلّي بالسمعة الطيّبة والأخلاق الحميدة، والاستعداد للدفاع عن الحركة وعن منظمة التحرير الفلسطينية أيضاً، بصفتها الممثّل الشرعي والوحيد لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، وهناك أخوات يتدرَّجن بإطار الزهرات والكشّافة، كمرحلة تهيئة وإعـداد، وخلالها تتم تربيتهنَّ تربية ثورية حركية، ويصبحن مع الوقت عضوات حركيات وفاعلات"، ولجانب ما سبق تلحظ أجندة مكتب المرأة الحركي "الحرص على التواصل مع مختلف الشرائح المجتمعية بهدف كسب نصيرات ذوات كفاءة قادرات على العمل كقناة تواصل مع الجماهير وملامسة قضاياهم وكامتـداد للحركة".
إعـداد وتهيئة المناضلات الحركيات
يتم إخضاع الأخوات لدورات الإعداد التي تنظِّمها الحركة أو هيئة التوجيه السياسي في الساحة، بهدف التعريف بالبرنامج والنظام الحركي الداخلي وما يتعلَّق بشأن المنظمة أيضاً، وتقول ربيـع: "على الـدوام نلحظ في مكتب المرأة الحركي العمل على إعادة تأهيل وتمكين قـدرات الحركيات بما يعـزِّز ثقتهن بأنفسهن ويزيد مستوى وعيهن ومعرفتهن بالمستجدات من المعرفة والحداثة المتسارعة، وغالباً ما ندفعهن ونشجعهن للالتحاق بالـدورات وورش العمل التي تُنظِّمها المؤسسات الدولية والإقليمية في مجال القضايا التربوية، والاجتماعية، والحقوقية، وبرامج مناهضة العنف ضد المرأة، وتأهيل كادرات نسوية، وتمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً وحياتياً، وغيرها، مضافاً لذلك عقد الورش والحلقات الداخلية للحركيات لمناقشة التعاميم السياسية الطارئة والدورية، وتحديد مقالات محددة من مجلّة "القدس" للتداول والمناقشة، والوقوف على المستجدات الفلسطينية بمتابعة وسائل الإعلام وطرحها للتداول في المكاتب والحلقات الحركية".
وتؤكِّـد ربيع أنَّ الحركيات والمناضلات الفلسطينيات عموماً قدَّمن الهمَّ الوطني على قضاياهن وحقوقهن الاجتماعية، وبسبب ذلك تمكَّنت بعض الحركيات من الوصول لمراتب مهمّة ومنها على مستوى عضوية المجلس الثوري الأخت آمنة جبريل، وثلاث أخوات في لجنة الإقليم، وأعضاء مناطق وشُعَب تنظيمية، إلخ، وعطفاً عليه تقول: "مقارنة بتضحيات المرأة، للأسف هناك إجحاف كبير، وعلى مستوى لبنان نسجِّل عدم رضانا الشديد على نسبة تمثيل الحركيات في المؤتمر الحركي العام السابع التي كانت بحدود الـ13%، في حين دعا المؤتمر السادس لرفـع كوتا المرأة لـ20 إلى 30% وإن بشروط، والحركة في الساحة اللبنانية تلتزم بتطبيق نسبة الـ30% بحال توفـرت الشروط، ونلحظ ذلك بشكل خاص في لجنة الإقليم والمناطق".
تشكيل المؤسّسات المجتمعية الحركية
ترد زهـرة ربيع رفعَ مستوى الاهتمام بالعمل المجتمعي وقضايا أهلنا في المخيمات لماهية المستجدات التي بات يشهدها الوجود الفلسطيني، وبالصدد إياه تقول: "ما زلنا كمكتب حركي للمرأة ولليوم أشبه بخلية نحل رغم التفاوت بين منطقة وأخرى، نُحيي المناسبات الوطنية، ونسعى على الدوام لرفـع مستوى قـدرات الأخوات، وتعزيز مهاراتهن ليكنَّ أقـدر على ملامسة قضايا وحاجات الناس ما تطلّب منا في حركة "فتح" الالتفات لمأسّسة العمل، وتشكيل المؤسسات الحركية والعناية والاهتمام بها ورعايتها لما فيه خدمة أهلنا في المخيّمات وقضاياهم المطلبية والحقوقية والوطنية، وأصبح لدينا العديد منها وبمهام متنوعة ومنها: مؤسسة وروضة نبيلة برير الاجتماعية، وروضة إيمان حجو، وروضة فارس عودة، وروضة السلام، وجمعية الكرامة للمعوقين الفلسطينيين، ومؤسسة أبو جهاد الوزير، ومركز الأمل للمسنين، ومركز التراث الفلسطيني، وجمعية الرعاية والتنمية الأسرية وغيرها. ولجانبها لا تتوانى الأخوات عن العمل في مؤسسات "م.ت.ف" وبشكل خاص في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية واللجان الشعبية، وحيث تطلَّب الأمر واستدعت الحاجة في المجتمع المدني".
روضة نبيلة بـريـر
تأسَّست في العام 1987 في مخيّم عين الحلوة، وتطوَّرت من مبنى يتيم بطبقة واحدة لآخر بأربع طبقات. الأول قسم حضانة للأطفال وهو فريد من نوعه في المخيم، والثاني لصفوف الروضة، والثالث مكتبة والأخير ملعب شتوي، إضافةً إلى توفُّـر ملعب صيفي في باحة المؤسسة وباص لنقل الأطفال. وقد أضحت الروضة مؤسَّسة اجتماعية تربوية، وتنوّه مديرتها السيدة "عليا قاسـم" إلى أنَّ "المهمة المركزية للمؤسسة التركيز على تنمية الطفل وتهيئته من خلال تعريفه بمهارات كالقراءة والكتابة والحساب، وبالتالي تعزيز قدرات الأطفال باستخدام الوسائل التربوية الخاصة بذلك، وكلها بهدف إعداده للدخول إلى المدرسة. كما تتابع المرّبيات الأطفال من ذوي الصعوبات في المدرسة أيضاً، وذلك بالتنسيق مع إدارة مدارس الأونروا، وتنسِّق بذات الوقت مع مركـز الاستماع التابع للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في المخيَّم للتعاطي مع الأطفال من ذوي الصعوبات في النطق والحالات النفسية".
من جهة أخرى تضم المؤسَّسة قسماً للتقوية المدرسية بقوام اثنين من المدرِّسين ومشرف، يستهدفون 30 طالباً ما بين الصف الأول والثامن، ولجانب ذلك تنظِّم العديد من الدورات والورش التربوية، والتي تُعنَى بالصحة النفسية، والمهارات الحياتية كالحاسوب، برنامج الفوتوشوب، اللغة الإنكليزية، المحاسبة، وسواها. بالتنسيق مع المؤسّسات الشريكة ومنها (دار العناية، واليونيسيف، وأنيرا، واتحاد المرأة، وDRC، وIECD) وتختـم السيدة قاسم بتسجيلها الارتياح للسمعة الطيبة للروضة والمؤسَّسة في الوسـط المؤسَّساتي والمجتمع الأهلي أيضاً.
*جمعية الرعاية والتنمية الأسرية
يدل الشق الأول من اسم الجمعية وفـق توصيف مديرتها السيدة " كنانة رحمـة" على استهداف العائلات والحالات الاجتماعية الفقيرة بتوفير الرعاية لهم، ويصب ما تبقّى في إطار التنمية الأسرية، وذلك عبر مساندة الأُسَر الفلسطينية من ذوي المشاريع الانتاجية الصغيرة، أو الذين يعملون على تأسيس مشاريع جديدة، وكلاهما يدخل في خانة "العمل الإغاثي" وعليه تطال تقديمات الجمعية المحتاجين الفلسطينيين من أهالي المخيّمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان بغض النظر عن الانتماء شريطة أن تستدعي حالاتهم العون والمساعدة، وتنطبق عليهم الإصابة بمرض عضال (مرضى الأعصاب، الفشل الكلوي، السرطان، أمراض الـدم)، وبعض الحالات الأخرى (الأرامل والأيتام، الجرحى غير المدرَجين على كشوفات دائرة شؤون "م.ت.ف")، وتتوزَع المساعدات مـا بين مادية أو عينية، ومصدرهما وفـق حديث السيدة رحمة، الأول حركة "فتـح"، والثاني أهـل الخير (من متبرعين، زكاة أموال، عطاءات رمضانية، إلـخ)، ما يعني أنَّ الإيرادات بين مـد وجـزر، في حين تشتد الحاجة لإيرادات ثابتة تفي الغرض والحاجة، وعطفاً عليه فقد حصل تراجع بعدد المستفيدين، جـرّاء الصعوبات المالية في حركة "فتـح"، من ألف حالة إلى أربعمائة حالة فقيرة.
القرض الحسـن "مصدره تبرع حسنة جارية"
بالرغم مما سبق فقد شهدت أجندة جمعية الرعاية والتنمية الأسرية تطوراً وتنامياً ملحوظين تمثَّلا بمساندة ودعـم المشاريع الانتاجية الصغيرة، والأخيرة برأي رحمة تنقسم لصنفَين، الأول مشاريع انتاجية حرفية عائلية بهدف تحسين الظروف الحياتية لعائلة وصولاً للاكتفاء الذاتي، والثاني الاستثمار العِلمي، ويتم بالوقوف لجانب الطلبة الجامعيين ومنحهم فرصة الحصول على قرض دراسي يصل لـ"2000 دولار"، عملاً بأجندة القرض الحسن، على أن تتوفـّر بالطالب السمعة الطيبة والجِدية في التحصيل الدراسي وحسب، وتسديده يكون خلال عشرة أشهر مع احتساب 5% مصاريف إدارية، ويعود ريعها لمساعـدة الحالات الاجتماعية أيضاً، وتتفهَّم الجمعية تأخُّر الطالب بالتسديد في بعض الأحيان، وبالسياق إياه ومنذ سبع سنوات ولحينه بلغ عدد المستفيدين 337 طالباً جامعيًّا موزعين ما بين الجامعة الأمريكية، والعربية، وهاواي والجامعة اللبنانية الدولية"، وناهـز إجمالي القروض 700,000 دولار أمريكي.
المساعدات العينية
توضح رحمة أنَّ صنوف المساعدات العينية تتباين بحسب تبعاً لماهية التبرعات وجهات الدعـم والمناسبات والفصول، وتشمل الحصص الغذائية والتموينية ولحومات الأضاحي وخلافه، وحرامات شتوية، ودفايات غاز وأخرى كهربائية، وملابس للأعياد، ووحدات نظافة، وحفاضات للأطفال، وجهاز طفل، وفرشات وغيره، وعادة ما تلجأ الجمعية لتوثيقها، وتظهر تقديمات الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2016 توزيع التالي: "حرامات شتوية (110)، مدفأة كهربائية (50)، جرة غاز (11)، غاز بثلاثة رؤوس (10)، سلة غذائية (100)، كفالة 22 يتيماً بقيمة شهرية للحالة تتراوح ما بين 50,000 و75,000 ل.ل، وذلك تبعًا للجهة الكفيلة، مساعدة بصب سقف باطون لحالة معدمة، مساعدة بعملية جراحية لطفل يتيم، توزيع ثياب بعيد الأضحى لـ206 حالات في صيدا وصور، توزيع 90 حصة من اللحم، إلـخ".
الفلسطينيات في مؤسسات الشرعية الفلسطينية
الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية هـو بيت جامـع للفلسطينيات في المخيمات كافةً، وخير ممثّل لهن ولقضاياهن وللعناية بتعزيز مهارتهن، وعليه والحديث لعضو الاتحاد في مدينة صيدا إلهام الجسر: "ينظِّم الاتحاد الدورات والورش التدريبية لصقل قدرات النساء عموماً والعضوات والأخوات خصوصاً في العديد من مجالات التمكين، وليس آخرها ورشة التدريب الحقوقية التي نُظِّمت في صيدا بخصوص القرار الدولي رقم 1325، ودور المرأة في الأمن والسلام، ولجانبها يعمل الاتحاد عبر برامج القروض المتنوعة والعديدة على دعـم المشاريع النسوية الانتاجية الصغيرة".
من جهة ثانية يدفـع الاتحاد عضواته للعمل في إطار اللجان الشعبية الفلسطينية في المخيمّات، وعطفًا عليه تقول الجاسر: "تضم مدينة صيدا نحو 35,000 نسمة من الفلسطينيين، وعلى مدار عملي في اللجنة ومنذ خمس سنوات أشارك الإخوان في اللجنة بتحمُّل المهام ومسؤوليات التواصل مع أهلنا وملامسـة قضاياهم وهمومهم، ويُشكِّل عملنا كأخوات قنوات طيِّعة وسنداً ناجعاً لتسهيل مهام الدخول إلى البيوت والقيام بعمليات المسح وغيرها من المهام، وبالسياق إياه وعلى سبيل الذكـر لا الحصر قمنا وبمساندة الجهات الداعمة في المجلس النرويجي من ناحية والفرنسيين أيضاً بصيانة نحو 20 بيتاً من بيوت الفلسطينيين، وعملنا على حـل مسألة حق الفلسطينيين الذين يملكون عقارات مُسجَّلة بالقيد اللبناني بتوريثها لأبنائهم، علاوةً على متابعتنا قضايا الصحة والاستشفاء للعديد من الحالات الصعبة إن عبر الأونروا أو من خلال مستشفى الهمشري مشكورًا، أو الضمان الصحي الفلسطيني".
وتختم الجاسـر بالقول: "نُسجِّل ارتياحنا لتعامل أعضاء اللجان الشعبية معنا وأيضًا للسمعة الطيِّبة التي حُزنا عليها في أوساط أهلنا في صيدا"، وتضيف: "نتطلَّع لوقفة مسؤولة من المرجعيات الفلسطينية في الساحة نحصل من خلالها على الدعم المادي، ما يُمكِّننا من الاضطلاع والوفاء بكامل مسؤولياتنا تجاه أبناء شعبنا لفلسطيني".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها