يستمر الحدث السوري طاغيا على الساحة اللبنانية في ظل التخوف من انعكاس أي ضربة عسكرية غربية توجه الى سوريا على الوضع الامني والسياسي والاقتصادي.

وعقدت التهديدات باحتمال توجيه الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها ضربة الى سوريا ازمة اللاجئين السوريين واعادتها الى سلم الاولويات، نتيجة ارتفاع وتيرة الحركة على المعابر اللبنانية خلال الايام القليلة الماضية.

وعلم ان الامم المتحدة والدول المانحة تضغط على لبنان في اتجاه اقامة مخيمات فيما لا يزال لبنان يعارض الاقتراح نظرا الى ما يترتب عليه من انقسامات في ظل رفض فريق كبير من اللبنانيين هذا الخيار على خلفية الخوف من استعادة تجربة المخيمات الفلسطينية التي انشئت اساسا لبضعة ايام، ولا تزال قائمة حتى اليوم.

وعليه، بدأ ان الخيار الافضل هو سحب تعبير المخيمات من التداول، والاستعاضة عنه بـ'بمراكز تجمع'، فضلا عن الاستعاضة عن عقد جلسة لمجلس الوزراء لهذه الغاية، باجتماعات وزارية – امنية مصغرة في القصر الجمهوري او عبر خلية الازمة التي اعيد تفعيلها وتكثيف اجتماعاتها في السراي الحكومية، تلافيا لما سيخلفه موضوع المخيمات من معارضة.

وكشف وزير الداخلية مروان شربل ان اجتماع القصر الجمهوري لم يتخذ قرارا في شأن اقامة مخيمات، مشيرا الى ان البحث تركز على اقامة مراكز تجمع للاجئين قبل نقطتي الجمارك والامن العام على المنطقة الحدودية تتولى مساعدتهم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لجهة تسجيلهم والتأكد من اوضاعهم.

يشار الى ان الاجتماعات الامنية التي تعقد لمواكبة هذا الموضوع، وبعد عرض المعطيات المتوفرة لدى الاجهزة الامنية، ولاسيما الامن العام عن حركة الدخول والخروج ووتيرتها، خلصت الى اقرار اجرءات تقضي بالتشدد وفرض قيود صارمة على العابرين الى الحدود اللبنانية خصوصا بعدما بينت الوقائع ان هناك اعدادا كبيرة من السوريين يستغلون ملف النزوح للمجىء الى لبنان والاستقرار فيه والاستفادة من المساعدات.

اما على الصعيد الامني فقد اعلنت المقاومة الاسلامية التابعة لحزب الله الاستنفار العام في صفوفها، وتقرر رفع مستوى الجهوزية البشرية وكافة الاجراءات المرافقة في جميع الوحدات العسكرية والقتالية لها، وفي كل مواقع انتشارها.

وقد باشر حزب الله اجراءاته بصمت من دون ملاحظة احد. وشدد السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي على ان 'حزب الله حر في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب في ما يتعلق بمشاركته في الرد على اي عدوان على سوريا'، لافتا الى ان 'المقاومة في لبنان اذا كانت تحت ضغط كبير فان ايران لن تقصر معها'.

ولوحظ نشاط لافت من جانب قوات الطوارىء الدولية، اذ اعلمت 'يونيفيل' عناصر وحداتها وموظفيها المدنيين الاجانب، نيتها ترحيل عائلاتهم المقيمة في لبنان الى بلادهم. ولم تحدد قيادة 'يونيفيل' السبب المباشر خلف قرار الترحيل الذي لا يمكن فصله عن التطورات الاقليمية المرتبطة بالازمة السورية والتهديدات الغربية بضرب سوريا.

وفي الساعات الماضية، تهافت الموظفون الاجانب في بعثات الامم المتحدة في الجنوب والمقيمون في الجنوب اللبناني، على المصارف لسحب كميات من الاموال لضمان توافر السيولة المالية بين ايديهم. في حين شوهد عدد منهم يقوم بشراء كميات من المواد الغذائية والتموينية من المحال التجارية في المنطقة.

وعلى صعيد اخر وفي ظل اجواء الاحتقان في المنطقة ربطا بالتطورات السورية، اعلنت الخطوط الجوية القبرصية الغاء رحلاتها اليليلة الى بيروت واستبدلتها برحلات صباحية وذلك امدة شهرين.

واوضح وزير الداخلية مروان شربل ان بعض الشركات الاجنبية والعربية 'عدلت في توقيت رحلاتها فقط ولم تقدم على الغائها'.