جدّد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، تمسكه بالسلام، كخيار لا رجعة عنه، مشيرا إلى أن هذا العام قد يكون الفرصة الأخيرة للحديث والعمل من أجل تطبيق حل الدولتين.

ودعا سيادته، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البولندي أنجيه دودا، في بيت لحم اليوم الأربعاء، جميع الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين، إلى أن تقوم بذلك، مثل 138 دولة في العالم، والتي كان آخرها الفاتيكان.

وجدد الرئيس دعمه لكل الجهود المبذولة والمبادرات الدولية، والتي كان آخرها مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء ثلاثي في موسكو.

ودعا سيادته، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إلى العمل على صنع السلام في المنطقة، وأعرب عن استعداده للعمل معه لتحقيق هذا الهدف.

وقال الرئيس إنه بحث مع نظيره البولندي، آخر تطورات دفع جهود السلام إلى الأمام في المنطقة، وبشكل خاص نتائج مؤتمر باريس الذي عقد في الخامس عشر من الشهر الجاري، وضرورة البناء عليه، وإنه أكد استعداده لصنع سلام شامل ودائم، وضرورة تشكيل آلية دولية لمواكبة أي عملية سياسية، وجدول زمني محدد، ووفق المرجعيات والقرارات الدولية، ومبادرة السلام العربية، وقرار مجلس الأمن 2334، وبيان باريس، ووفق حل الدولتين على حدود 1967، لتعيش دولة إسرائيل إلى جانب دولة فلسطين في أمن وسلام وحسن جوار.

وأشاد الرئيس بالعلاقات الثقافية والتعليمية بين فلسطين وبولندا، وخاصة ما قدمته وما زالت من مقاعد ومنح دراسية وتدريبية في المجالات المختلفة لأبناء شعبنا الفلسطيني، وكذلك المشاريع التنموية.

كما أشاد بدعم الاتحاد الأوروبي السياسي والاقتصادي، وخاصة في المساعدة ببناء مؤسسات دولة فلسطين المستقلة وبناها التحتية، والمحفزات التي سيقدمها الاتحاد في إطار ما جاء في بيان مؤتمر باريس.

فخامة الرئيس أنجيه دودا،

يسعدني أن أستقبلكم هنا في بيت لحم مدينة مهد سيدنا المسيح عليه السلام، في زيارتكم الأولى لدولة فلسطين، وإن زيارتي لبلدكم الصديق في العام الماضي، وزيارتكم لنا اليوم، وتبادل الزيارات على المستوى الوزاري، فهو تعبير عن الرغبة المشتركة لتطوير علاقات الصداقة والتعاون، القائمة بين البلدين والشعبين لمستوى أعلى.

وفي هذا الصدد، أيها السادة، فقد أجريت مع فخامة الرئيس دودا، محادثات ركزت على أهمية تفعيل وتوسيع التعاون المشترك بين البلدين من خلال اللجنة الوزارية، التي من المقرر أن تنعقد هذه المرة في فلسطين.

ولا يفوتنا هنا أن نشيد بالعلاقات الثقافية والتعليمية بين فلسطين وبولندا، وبخاصة ما قدمته ولا زالت تقدمه من مقاعد ومنح دراسية وتدريبية في المجالات المختلفة لأبناء شعبنا، وكذلك المشاريع التنموية.

هذا، ونقدم الشكر الخاص لمشاركة بولندا في تمويل ترميم كنيسة المهد في بيت لحم، ونأمل أن يسهم ذلك في زيادة السياحة والحجاج من بولنداإلى لفلسطين.

وفي إطار تنفيذ ما اتفق عليه حول إقامة منطقة صناعية في بيت لحم، فقد قام الجانب الفلسطيني بتخصيص أرض لهذا الغرض، وقامت نائبة وزير الخارجية البولندية بزيارة الموقع في ديسمبر الماضي، تمهيداً لمواصلة العمل المشترك لإنشائها، بما يتيح إقامة استثمارات مشتركة تعود بالفائدة على البلدين.

وقد أجرينا محادثات هامة وبناءة مع فخامة الرئيس دودا، وتبادلنا الآراء، ووجهات النظر، إزاء ما يجري في منطقتنا والجوار من أحداث، ومدى تأثير ذلك على الأمن والسلم والاستقرار في العالم أجمع، وعلى ضرورة تعاون المجتمع الدولي لاجتثاث جذور العنف والإرهاب والتطرف، الذي ندينه بأشكاله كافة.

هذا، وقد استعرضت مع فخامة الرئيس آخر تطورات دفع جهود السلام إلى الأمام في منطقتنا، وبشكل خاص نتائج مؤتمر باريس المنعقد في 15 من هذا الشهر، وضرورة البناء عليه، وأكدت على استعدادنا لصنع سلام شامل ودائم، وضرورة تشكيل آلية دولية لمواكبة أية عملية سياسية، وجدول زمني محدد، ووفق المرجعيات والقرارات الدولية، ومبادرة السلام العربية، وقرار مجلس الأمن الأخير 2334، وبيان باريس، ووفق حل الدولتين على حدود 1967، لتعيش دولة إسرائيل إلى جانب دولة فلسطين في أمن وسلام وحسن جوار.

وفي هذا الصدد، فإننا نشكر بولندا لمشاركتها ودعمها لجهود تحقيق السلام، من خلال مشاركة وزير خارجيتها، في مؤتمر باريس.

 كما ونتقدم بالشكر الجزيل لفرنسا لجهودها في رعاية هذا المؤتمر وتنظيمه، والشكر موصول لجميع الدول التي شاركت في انعقاده.

وبهذه المناسبة، فإنني أدعو جميع الدول التي لا زالت لم تعترف بدولة فلسطين، أن تقوم بذلك تماماً مثل 138 دولة، والتي كان آخرها الفاتيكان التي افتتحنا سفارة دولة فلسطين فيها مؤخرا، بعد اعترافها بدولة فلسطين، حرصاً من حاضرة الفاتيكان على السلام، ودعماً منها لحل الدولتين، ونشر الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وإننا ندعم جميع الجهود المبذولة والمبادرات الدولية، التي كان آخرها مبادرة الرئيس بوتين لعقد لقاء ثلاثي في موسكو، وفي هذا الصدد، فإننا ندعو الرئيس المنتخب دونالد ترامب لصنع السلام في منطقتنا، ونعرب عن استعدادنا للعمل معه لتحقيق هذا الهدف.

ولا يفوتنا أن نشيد بدعم الاتحاد الأوروبي السياسي والاقتصادي، وبخاصة في مساعدة جهودنا لبناء مؤسسات دولتنا المستقلة وبناها التحتية، والمحفزات التي سيقدمها الاتحاد في إطار ما جاء في بيان مؤتمر باريس، مثمنين كذلك بيانات الاتحاد ودوله الأعضاء، وخاصة في مجال إدانة الاستيطان ومنتجاته.

ونحن نجدد التأكيد هنا على تمسكنا بالسلام كخيار لا رجعة عنه، ففيه مستقبل أجيالنا جميعاً في المنطقة، لذلك فإننا نقول إن هذا العام قد يكون الفرصة الأخيرة للحديث والعمل من أجل تطبيق حل الدولتين، وأدعو لعدم تضييع هذه الفرصة.

فخامة الرئيس، أجدد لكم جزيل الشكر على حضوركم لزيارة فلسطين، معرباً من صميم قلبي عن بالغ التحية والتقدير لكم ولشعبكم ولحكومتكم ، راجياً لبلدكم الصديق دوام التقدم والرخاء.

وأهلا وسهلا، وشكرا