بمناسبة حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، وإلغاء كافـة أشكال التميز، وتزامناً مع اطلاق الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في فلسطين نشاطات الحملة من مدينة طول كرم برعاية رئيس مجلس الوزراء في السلطة الوطنية الفلسطينية يوم الأحد 20/11/2016، نظم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان وقفـة تضامنية نسوية مركزية بالمناسبة في قاعـة الشهيد زياد الأطرش بعين الحلوة، ورفعت فيها شعارات الوطنية مطلبية واجتماعية من وحي المناسبة، وحضره جمهور نسوي كثيف من كادر الاتحاد وعضواته على مستوى مخيمات "صيدا، وصور، وبيروت، وطرابلس"، تتقدمهن رئيسة فرع الاتحاد آمنة سليمان، وعضوات الهيئة الإدارية للفرع، ومستشار سفارة فلسطين في لبنان خالـد عبادي ممثلاً سعادة السفير الفلسطيني أشرف دبور، وممثلة مؤسسة أبعاد اللبنانية لمى جرادي، وحشداً من ممثلات الأطر النسوية الفصائلية، ومؤسسات المجتمع الاهلي والمحلي، ونساء من أهالي مخيمات صيدا، وممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية يتقدمهم مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبـو عرب، وقـوى التحالف الفلسطيني، والقوى الاسلامية، والاتحادات النقابية والمهنية، والأطباء، واللجان الشعبية، ولجنة النازحين من مخيمات سوريا".
بدايةً تمَّ قراءة سورة الفاتحة على أرواح جميع الشهداء، تلاه عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. ثمَّ عرَّفت عريفة الحفل أمل الشهابي بماهية الوقفة ومدلولاتها وتضحيات النساء عموماً، والمرأة الفلسطينية بشكل خاص وقدمت الخطباء.
كلمة السفير الفلسطيني في بيروت ألقاها مستشار السفارة خالد عبادي فرأى بالمرأة الفلسطينية أصل الحكاية وفصلها، فمنذ البدايات نظمت المسيرات والمظاهرات رداً على وعـد بلفور وأول من بادر، وعقدت مؤتمرها الأول في القدس، ووجهت الصرخة بوجه الانتداب البريطاني لفلسطين آنـذاك.
وعرض عبادي لدورها الوطني والمجتمعي، وهي التي "أبدت التزامها بالحركة الوطنية قبل وبعد النكبة، وتخطت في سبيل ذلك الكثير من المعوقات الاجتماعية، وأسهمت بشكل فعلي بالتعليم والثقافة والحفاظ على الهوية وإدارة العائلة، ووصل كفاحها حـد الانخراط في الدفاع عن الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية ".
وأكد على "أنَّ المرأة الفلسطينية لـم تتوانى أيضاً عن تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان رغـم أنها تدفـع ثمناً باهظاً جـراء هـذه القوانين المجحفة".
كلمة أبعاد ألقتها مسؤولة قسم الحماية لمى جرادي فأثنت خلالها على التعاون والتنسيق المشترك بين أبعاد واتحاد المرأة ومنذ تأسيس أبعاد العام 2001، وبالعديد من الأجندة المجتمعية وبصدارتها برامج مناهضة العنف ضد المرأة والفتيات، وأدرجت نشاطات العمل المشترك الراهن بين الجانبين في سياق حملة الـ 16 يوم، ومن جهة أخرى نوهت لمسؤوليات أبعاد ودورها باستهداف الفلسطينيات النازحات من سوريا اللواتي يتعرضن لتعنيف كبير اقتصادي واجتماعي ومساندتهن"، وختمت جرادي بالتأكيد على أهمية تعزيز الشراكة مع الاتحاد باعتبارها سبباً مهماً وأساسياً للمناصرة الناجحـة.
كلمة المرأة الفلسطينية ألقتها رئيسة فرع الاتحاد في لبنان آمنة سليمان، فميزت خلالها بين عنفين، أولاهما مصدره الاحتلال الإسرائيلي، وشروط اللجـوء القاسيـة، وثانيهما العنف الأسري، ووصفت الأول بأنه أقصى درجات العنف وأفظع أشكاله، فيه تهجير قسري وطرد واضطهاد واستيطاني عنصري، وتنكيل بأسرى الحرية، وهـدم المنازل، ومصادرة الأراضي، وتدمير البنية التحتية، وتوسيع الاستيطان وجدار الفصل العنصري، والاحتفاظ بجثامين الشهداء وصولاً حتى منع الآذان في المساجـد، وتتحمل النساء بشكل خاص والأطفال كذلك مظالم كبيرة وتهـدد الأمن الإنساني لهم، والسبب وفق حديثها كونها أنثى في المقام الأول وثانيا ً كونها امرأة فلسطينية.
ودعت سليمان المجتمع الدولي لممارسة دوره وتحمل مسؤولياته بالضغط على سلطات الاحتلال الاسرائيلي وإلزامها بالتقيد بمبادئ حقوق الإنسان من جهة والقواعـد الشرعية الدولية وتنفيذ قراراتها من جهة أخرى.
واعتبرت الشكل الثاني من العنف هو "العنف الأسري" بمثابة ظاهرة اجتماعية عامة تطال المرأة والرجل والطفل أيضاً، وتشكل خطراً على بناء مجتمع سليم قادر على الإنتاج والانجاز والإبداع، وأكدت سليمان على "أنَّ المرأة ركيزة أساسية في العملية التنموية الأجتماعية"، ما يستدعي برأيها أيضاً وجود تشريعات وقوانين عصرية مصحوبة بإشاعة الديمقراطية وقيم العدالة والرعاية، كي تمارس المرأة دورها وتتحمل كامل مسؤولياتها في أقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وبناء المجتمع الديمقراطي.
وقالت أيضاً: "في سياق الذكرى الثانية عشـر للزعيم القائد المؤسس الرئيس الشهيد ياسر عرفات، نوجه كل تحيات المحبة والنضال لروحه الطاهرة، فهـو الـذي دعـم المرأة في كل المجالات، ورفع من شأنها وعـزز مشاركتها، كما إننا نوجه تحية شكر وتقدير لسيادة الرئيس أبو مازن على مصادقته للاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة (السيداو) دون تحفظات".
وختمـت بالدعوة للضغط على الأونروا لتقوم بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكـن تواجدهم. وتخلل الوقفة فقرة فنية قدمتها فرقة الكوفية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها