عندما انطلقت الثورة الفلسطينية العام 1965 كانت تعلم قيادة هذه الثورة أنَّ الثمن سيكون غالياً ولكنه يرخص أمام الهدف الأكبر وهو تحرير الوطن من دنس الاحتلال الصهيوني. من هذه الأثمان أولئك الذين دفعوا دماءهم ضريبة هذا الاحتلال، فرسموا طريق العودة بنضالهم وخَطّوهُ باستشهادهم، هؤلاء هم الشهداء.

وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارَك، عيد الفداء والتضحية، وتكريماً لشهداء الثورة الفلسطينية، قامت سفارة دولة فلسطين في لبنان وحركة "فتح" صبيحة عيد الأضحى المبارَك، بزيارة مقابر الشهداء عند مستديرة شاتيلا في بيروت، ووضعوا أكاليل من الورد على أضرحة الشهداء، بِاسم السيد الرئيس محمود عباس، وسفارة دولة فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحركة "فتح"، ومؤسّسة الشؤون الاجتماعية لرعاية أُسر الشهداء.

وتقدَّم الوفد الرسمي للسفارة المستشار الأول ماهر مشيعل ممثلِّاً سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان الحاج فتحي أبو العردات، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، ومنسِّق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور على رأس وفد من الحملة، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، وقيادة وأعضاء منطقة بيروت، وقادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وعضو تجمع اللجان والروابط الشعبية هاني سليمان، ومسؤول جمعية كنعان فلسطين الموجودة في اليمن حسام حميد الدين، ومسؤول مؤسسة رعاية أُسر الشهداء والجرحى في لبنان شريف "أبو أيمن"، ومشرف المؤسسة في بيروت الحاج أبو أشرف، ومجموعة الكرامة الكشفية، وحشد من كوادر ومسؤولي حركة "فتح" من مخيم شاتيلا، وعدد من عوائل الشهداء والأهالي.

وبعد وضع الأكاليل وقراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، أُلقَيت بعض الكلمات المقتضبة نظرًا لضيق الوقت قبل صلاة العيد. وقدَّم الكلمات عضو الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة الدكتور ناصر حيدر.

وتحدَّث ابو العردات باسم منظمة التحرير وحركة "فتح" في لبنان فوجَّه التحية للشهداء الذين مضوا على درب فلسطين، وللأسرى القابعين خلف قضبان الجلاد، مجدِّداً العهد والقسم بالبقاء على درب فلسطين حتى تحرير كل فلسطين، ومستشهداً بقول الرئيس الراحل ياسر عرفات "سيرفع شبل من اشبالنا وزهرة من زهراتنا عَلم فلسطين فوق كنائس القدس ومآذن القدس وأسوار القدس".

ثُمَّ كانت كلمة ألقاها هاني سليمان قال فيها: "عندما نزور جبانة الشهداء إنما نزورها كي نتبارك بهم، ونعاهدهم أن نبقى أوفياء لما رسموه من خطوط عريضة لا يمكن ولا يجوز أن نتنازل عنها او أن نحيد عنها لأنَّ القضية هي القضية، والحق هو الحق وما استشهد الشهداء من أجله هو هذا الحق المقدس الذي أمرنا الله الجهاد في سبيله".

من جهته أكَّد حسام حميدالدين وقوف جمعية "كنعان فلسطين" الموجودة في اليمن مع القضية الفلسطينية وعدم التخاذل عن ذكرى  الشهداء، وأنَّ قضية فلسطين ستبقى القضية المركزية التي ستوحِّد الأُمَّة العربية والإسلامية.

أمَّا في مخيّم برج البراجنة وفي صبيحة الأضحى، فقد نظّمت حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية مسيرةً جابت شوارع المخيم، شارك فيها إلى جانب فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وكوادر حركة "فتح" في المخيمّ وأعضاء منطقة بيروت، ممثّلو اللجان الشعبية والأمن الوطني والكشّافة والمرشدات الفلسطينية وعوائل الشهداء وفعاليات المخيم. وتقدَّم المسيرة حمَلَة الأكاليل وأعلام فلسطين ورايات الفصائل، وانتهت بوضع أكاليل من الورد عند النصب التذكاري للجندي المجهول في مقبرة شهداء المخيم، حيث قرأ المشاركون الفاتحة لأرواح الشهداء.

وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل كلمةً أشاد فيها بتضحيات الشهداء والأسرى والجرحى والشعب الفلسطيني، مؤكِّداً استمرار الجهود من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لتوفير الشروط لتحويل الشباب إلى انتفاضة شعبية شاملة وبناء جبهة مقاومة موحّدة حفاظًا على وحدة الشهداء التي عُمِّدت بالدم من أجل إنهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة العام 1967 وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين عملاً بالقرار 194.

كما دعا فيصل لمحاكمة إسرائيل وقادتها لارتكابهم جرائم حرب بحق الشهداء والأسرى والجرحى والشعب الفلسطيني وشعوب أُمَّتنا العربية وأحرار العالم.

وشدَّد فيصل على ضرورة حفظ أمن المخيمات وصون استقرارها وتوفير الحياة الكريمة لأهلها عبر إقرار الحقوق الإنسانية وخاصة حقَي العمل والتملُّك. كما دعا الأونروا لتأمين الاستشفاء الكامل لشعبنا وللاجئين الفلسطينيين من سوريا، ودفع بدلات الإيجار لأبناء مخيم نهر البارد إلى حين الانتهاء من إعادة إعماره.

وختم فيصل معاهداً الشهداء على مواصلة المقاومة بكافة أشكالها حتى تحقيق كامل الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.

وفي مخيّم شاتيلا قامت حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية بوضع أكاليل من الورد على أضرحة الشهداء في مقبرة الشهيد علي أبو طوق مع قراءة سورة الفاتحة، شارك فيها ايضاً ممثلو اللجان الشعبية والأمن الوطني، وعوائل الشهداء وأهالي وفعاليات المخيّم.