من المقرر ان تعقد القيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير والامناء العامين للفصائل اليوم اجتماعا حاسماً لها في رام الله يتراسه الرئيس محمود عباس، لاعلان موقفها النهائي من مبادرة طرحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تتضمن مقترحات بإقامة دولتين فلسطينية ويهودية على حدود 67.

وسيعقد الرئيس محمود عباس إجتماعا مع اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح التي يترأسها قبل الاجتماع الموسع، مشيرا أن هناك تقدماً كبيراً في المحادثات التي عقدت بين الوزير الأميركي والرئيس محمود عباس.

وكان الرئيس محمود عباس قد اجتمع في مقر إقامته في العاصمة الأردنية عمان مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مرتين لمدة 5 ساعات أمس، تخللهما لقاء آخر مع اللجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة مبادرة السلام العربية، أطلع خلاله أعضاء اللجنة على محادثاته وأفكاره لإعادة إطلاق مفاوضات السلام المباشرة المجمدة منذ عام 2010.

وأعلن كيري في مؤتمر صحفي ان الخلافات بين الاسرائيليين والفلسطينيين تقلصت، وان الطرفين يقتربان من العودة الى مفاوضات السلام.

ووفقا لمصادر مطلعة على الاجتماعات حسبما نقلت صحيفة الشرق الاوسط، فإن كيري نقل لعباس التزاما أميركيا بدولة على حدود «67» مع تبادل للأراضي، فيما سينقل للإسرائيليين التزام واشنطن يهودية الدولة. وفي هذا الصدد، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إنه «خلال الاجتماع مناقشة القضايا كافة التي يمكن أن تساهم في خلق المناخ المناسب للعودة للمفاوضات»، مؤكدا أن «الرئيس (عباس) أكد ثوابت الموقف الفلسطيني والعربي المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وبدوره أكد الوزير كيري التزام الرئيس باراك أوباما إقامة دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين».

ولم يلتق كيري خلال زيارته السادسة للشرق الأوسط برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه حث القيادة الإسرائيلية على أن تدرس بعناية مبادرة السلام التي طرحتها الجامعة العربية عام 2002 ورفضتها في السابق، قائلا إن «إسرائيل تحتاج لإمعان النظر في هذه المبادرة التي وعدت إسرائيل بالسلام مع 22 دولة عربية و35 دولة إسلامية، أي 57 دولة إجمالا تنتظر إمكانية تحقيق السلام مع إسرائيل».

وقال كيري، في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ولجنة المبادرة العربية والرئيس الفلسطيني: «اثر عمل شاق وحازم تمكنا من تضييق الهوة بشكل كبير» بين الطرفين. وأضاف «كانت هناك فجوات كبيرة بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن خلال العمل الهادئ، تمكنا ردم هذه الفجوات، والآن نصبح أكثر اقترابا من الهدف».

وقال أيضا «أريد أن أحافظ على الطابع السري للمباحثات التي أجريتها في عمان، والتي تستمر الخميس (اليوم) أيضا. لقد اتفق الجميع على ذلك، فالرهان كان سائدا في الماضي على عدم الاتفاق، لكن اليوم أقول أن النتائج ستكون أفضل... ولا زلت آمل أن يجلس الطرفان حول الطاولة نفسها».