سأتحدث في هذا المقال عن الاخ المناضل بلال كايد الذي امضى في سجون الاحتلال الاسرائيلي اكثر من اربعة عشر عاما، وعندما حان وقت الافراج عنه لأن محكوميته انتهت فوجئ بقرار سلطة سجون الاحتلال بالغاء قرار الافراج عنه، واقتياده الى السجن قبل ان يخرج الى الحرية تحت عنوان السجن الاداري او الاحتجاز الاداري، وهو معناه ان السلطات القضائية الاسرائيلية وعلى رأسها الوزيرة شاكيد المتعصبة حد المرض، ومعها كل الاجهزة الامنية التي تعرف انها تلفق تهم، وتلفق شهود اثبات وتلفق وقائع كثيرة، لم تستطع ان تنسب الى الاخ المناضل بلال كايد تهمة ما، وكيف تستطيع ذلك وهو داخل السجن لمدة اربعة عشر عاما ونصف ؟؟ ماذا تقول؟ هل تضع في غرفته سكينا وتقول انه كان ينوي ان يطعن أحدا؟؟ أقول ذلك لأصل الى صلب الموضوع وهو ان اسرائيل دولة ونظام رغم ما تمتلكه من عناصر القوة، ومن رخاوة بطن في المحيط العربي والاسلامي المحيط بها، ومن دعم غير محدود من حلفائها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الاميركية الا انها تلجأ الى عربدة القوة الحمقاء، والى اقصى درجات الاستهتار، والى العجز عن تغطية تصرفاتها وتنكيلها المفرط بالمدنيين الفلسطينين، وكل ما تملكه من قضاء تحت السيطرة واعلام مكبوت وايادي امنية وعسكرية فالتة الا انها عاجزة ان تكون مفهومة او مبررة ولو بالحد الادني، وطبعا هذا الامر لن يذهب في نهاية المطاف سدى فهى ليست خارج مسار التاريخ، ولا تعيش في عالم آخر، وليست فوق مصالح الاخرين الذين يؤدي سلوكها الشاذ الى الحاق الاذى بهم حتى لو طال الزمن.

اسرائيل تثبت في كل مرة ان مشروع وجودها لم يستقر، لم يحظ حتى الآن بالاعتراف الآمن، وهي نفسها لم تصل الى اي نوع من اليقين بأنها على حق، وهذه المساحة التي تبدو لتداخلات معروفة في الوضع الدولي والاقليمي قد تمر منها تحولات عاصفة جدا، فعندما تصل اسرائيل الى ان تكون غير مفهومة وغير مبررة وغير مشروعة في اي شيء، كيف يكون افق الصراع في المستقبل؟!