"ابتسام مهدي" لترسم بسمة على وجوه فئات طبع عليها البأس والألم من الغزيين الذين قهرتهم الظروف التي تمر على القطاع ليزداد هذا الوضع مع سكون مرض في الجسد يفتك أطرفه بمجرد حدوث أي إصابة فيه وفي ضمن نطاق تخصصها وقدراتها استطاعت الشابة الصيدلانية شيرين الزيناتى" النشوى " 30 عاما، أن تبتكر علاجا لمرض السكر بتوظيف فيتامينات يعمل على تخفيض مستوى السكر في الدم ومخزون السكر في الجسم  ودهون الدم عند مرضى هذا المرض .

ومرض السكري يتصف بارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن انخفاض هرمون الأنسولين أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين أو كلا الأمرين فيما يتميز النمط الثاني من السكري باختلافه عن النمط الأول من حيث وجود مقاومة مضادة لمفعول الأنسولين بالإضافة إلى الحاجة إلى إفراز الأنسولين الذي لا تستجيب له الأغلفة الخلوية لمختلف أنسجة الجسم بصورة صحيحة.

ابتكار العلاج كان ضمن رسالة الماجستير في تخصص الصيدلة في جامعة الأزهر بغزة  بإشراف الدكتور أمين حمد ,حيث عمدت إلى توظيف كافة النظريات العلمية في الوصول لنتائج ايجابية لمساعدة مرضى السكري ، والتخفيف عنهم ضمن فيتامينات تعمل على المحافظة على حياتهم سليمة. وجاء الفكرة لدي الزيناتي بتوظيف فيتامين " سي" وفيتامين "ى" كمضادات للأكسدة بحيث تحمى البنكرياس ومستقبلا الأنسولين ، وبالتالي يتم تحسين وضع السكر, وتحسين  مخزون السكر والدهون عند المريض وحمايته والتقليل من المضاعفات .

 وتضيف " حيث أن  فيتامين "سي " وفيتامين "ى" عبارة عن فيتامينات تعمل مضادات للأكسدة ، ومرض السكري تربطه علاقة وطيدة بعملية تجعل الجسم غنى وبيئة نشطة من جزيئات حرة ونشطة تعمل كالأوكسجين والجزئيات النشطة تستهدف خلايا البنكرياس وتدمرها، وتستهدف خلايا الأنسولين وتدمرها ، وقد تستهدف مسار الأنسولين وتقلل من فاعليته على الجسم "

وتسعى الزيناتى لإقناع الأطباء بفكرتها ، قائلة " هدفي أقناع أطباء الغدد الصماء بإضافة  فيتامين سي وفيتامين ى وكتابتها للمريض في ورقة العلاج  للتعامل معها كعلاج فعال  لتخفيض مستوى السكر في الجسم لأنه معالج بدون كيماويات ", مؤكدة أن تكاليف شراء الفيتامين لا يتعدى عشرة شواقل ويتم التعامل معه كعلاج مساعد وفعال لمرضى السكري .

واستعانت الصيدلانية بالإغاثة الطبية وعيادات الوكالة داخل قطاع غزة لإجراء البحث والدراسة حيث وتم اختيار 60 حالة من المرضى وتم تقسيمهم لثلاث مجموع بحيث احتوت كل مجموعة على 20 مريض، واستمرت المجموعة الأولى على علاجها التقليدي من العيادات بدون إضافة أي فيتامين ، والمجموعة الثانية استمروا على علاجهم التقليدي بالإضافة لفيتامين " سي " بما يعادل 1000 مل جرام يوميا تؤخذ على جرعتين ، والمجموعة الثالثة  استمرت أيضا على العلاج التقليدي  بالإضافة لفيتامين " سي " 1000 مل جرام  وفيتامين "ى" 800 مل جرام على جرعتين مع ممارسة حياتهم بشكل طبيعي .

نجاح الفحوصات: وبدأت الزيناتى بمقارنة الفحوصات قبل وبعد تناول الفيتامينات ، وقالت "أخذت فحوصات لكافة المرضى قبل تناول أي فيتامين ، وأجريت نفس الفحوصات بعد ثلاثة شهور وهنا أثبتت نجاح الفكرة ، فكان التغيير في الفئة الثانية والثالثة  وتمثل ذلك في انخفاض نسبة السكر والمخزون والدهون في جسم المريض ".  واجتاحت الزيناتى فرحة عارمة بعد نجاح فكرتها  ورسالتها في الماجستير وخاصة أن العلاج الحديث يتجه للأكسدة في علاج الأمراض المزمنة وتقليل استخدام المواد الكيميائية بشكل اكبر. واستغرقت الصيدلانية لنجاح المشروع مدة ثلاثة شهور بتكاليف قدرت ب 2500 دولار أمريكي ما بين شراء أدوية وتحاليل من اجل إنجاح فكرتها وتطبيقها على ارض الواقع. ومن أهم العقبات التي واجهت الزيناتى  العثور على عينة المرضى والتزامهم في مدة البحث والدراسة ، واختيارهم بشروط معينة تتفاوت حسب نسب التحاليل ولا يحملون أمراض مزمنة أخرى وبسن محدد .

وتتمني الصيدلانية الشابة أن يتم تطبيق هذا الأجراء في جميع مراكز وزارة الصحة وعيادات وكالة الغوث  والمؤسسات الصحية الخاصة لإنقاذ مرضي هذا المرض الصامت. يعد مرض السكري رابع سبب رئيسي عالمي للوفاة ، وهذا ما لا تختلف فيه فلسطين عن العالم فمرض السكري ومضاعفاته هي المسبب الرابع للوفيات بين الفلسطينيين بعد أمراض القلب الوعائية والسرطان وأمراض الدماغ الوعائية، حيث تصل نسبة الوفيات نتيجة مرض السكري ومضاعفاته إلى 8.6% من مجموع حالات الوفاة لدى الفلسطينيين كما وبينت الإحصائيات أن  نسبة انتشار المرض في المجتمع الفلسطيني كانت 3.4% قبل نحو 20 سنة، وارتفعت اليوم إلى 10%.