قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، خلال حفل عشاء أقامه الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، مساء اليوم الأربعاء، إننا نسمو بأن تبقى العلاقات الفلسطينية اللبنانية في نمو وازدهار مضطردين، ولا يعكر صفوها شيء، فنحن منكم وأنتم منا.
وأضاف، إن 'أبناء شعبنا الذين يقيمون في لبنان هم ضيوف عليكم أيها الأشقاء، هم جميعا تحت القانون في بلدكم الكريم الذي احتضنهم وآواهم ونصرهم في محنتهم محنة النكبة الفلسطينية'.
وتابع سيادته 'نرفض التوطين الذي أشير بشكل واضح وصريح إليه في مبادرة السلام العربية التي لن تخضع لا للتغير ولا للتبديل لأنها قرارات قمم عربية وإسلامية لا يستطيع أحد أن يغيرها أو يبدلها إلا بقمم أخرى، وإن شاء الله لا نريدها أن تتغير لأنها مبادئ وقيم سامية نريد ونسعى إلى تحقيقها'.
وأكد سيادته تمسكنا بالسلام الشامل والعادل المفضي الى حل الدولتين على أساس حدود 67 والقدس عاصمة لدولة فلسطين، 'ولن نقبل إلا أن تكون القدس التي احتلت عام 1967 هي عاصمة لدولة فلسطين ونرفض مبدأ أو أخبار أو سياسات الإسرائيليين الين يتحدثون عن القدس الموحدة'.
بدوره، دعا الرئيس اللبناني ميشيل سليمان لاحترام القوانين اللبنانية والشرعية اللبنانية، ونأي النفس بتجنب الدخول في أي أحداث لبنانية داخلية.
وقال 'ثمنا جهود الرئيس محمود عباس والفصائل في لبنان التي بذلت لضبط أي تورط من جماعات فلسطينية مسلحة في أحداث صيدا الأخيرة، وعدم تدخل أي فصيل فلسطيني في الأحداث'.
وأضاف أن الحكومة اللبنانية ستظل حريصة لتحسين ظروف الحياة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ونحن نلتزم بمرجعية المبادرة العربية للسلام، خاصة بعدم توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة التي لا تستطيع ذلك، ولا نرى أي ضرورة لتعديل شيء في المبادرة من جهتنا.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس محمود عباس في حفل العشاء:
إنه 'لشرف كبير لنا أن نكون اليوم بينكم هنا في ربوع لبنان العزيز، البلد الشقيق الأبي الأشم بشعبه وتاريخه وحضارته العريقة ومنارة الشرق العربي الوضاءة وشقيق فلسطين، والجار الذي نكن له ولأهله كل المحبة والاحترام والتقدير العميق، شاكرين لكم فخامة الرئيس حسن ضيافتكم واستقبالكم.
بهذه المناسبة الطيبة التي تجمعنا اليوم، وعلى ثرى الأرض العامرة لا يفوتنا عن أن نعبر عن اعتزازنا الكبير بعلاقات الأخوة الراسخة التي تجمع بين شعبينا، ونسمو أن تبقى في نمو وازدهار مضطردين ولا يعكر صفوها شيء، فنحن منكم وأنتم منا، نحن أهل، نسعد لسعاتكم ونتألم لألمكم مثل ما هو شعوركم الكريم باتجاه فلسين أرضا وشعبا وقضية.
وأود في هذا المقام أن أركز في عبارات واضحة لا لبس فيها، بأن أبناء شعبنا الذين يقيمون في لبنان هم ضيوف عليكم أيها الأشقاء، هم جميعا تحت القانون في بلدكم الكريم الذي احتضنهم وآواهم ونصرهم في محنتهم محنة النكبة الفلسطينية، ونجدد القول أمامكم وسبق أن أكدناه مرارا وتكرارا، بأننا نرفض التوطين الذي أشير بشكل واضح وصريح إلى هذا المبدأ في مبادرة السلام العربية التي لن تخضع لا للتغير ولا للتبديل لأنها قرارات قمم عربية وإسلامية لا يستطيع أحد أن يغيرها أو يبدلها إلا بقمم أخرى، وإن شاء الله لا نريدها أن تتغير لأنها مبادئ وقيم سامية نريد ونسعى إلى تحقيقها. وبذلك نحن نرفض التوطين ووطننا هو فلسطين ولن نرضى عنه بديلا، والوجود الفلسطيني في لبنان مؤقت وسيأتي اليوم قريبا ليعود كل فلسطيني في الشتات إلى وطنه فلسطين.
وبهذه المناسبة نؤكد على وحدة الأراضي اللبنانية وسيادتها وهذه مسألة مقدسة في نظرنا ونعول على حماية الحكومة اللبنانية لأمن اللاجئين الفلسطينيين ورعايتهم في لبنان ونتطلع دائما إلى رؤية لبنان واحة من الأمن والاستقرار والرخاء.
وهذا يعني نحن ملتزمون بقرارات الوفاق الوطني اللبناني فيما يتعلق بوجود السلاح الفلسطيني كله داخل المخيمات وخارج المخيمات تبعا لقرارات الحكومة اللبنانية.
فخامة الرئيس،،
تعلمون بأننا نبذل كل جهد ممكن من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام، وندعم الجهود الإدارة الأميركية ومساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونتطلع بشوق شديد لرؤية جهوده تحدث اختراقا ملموسا على مسار السلام الفلسطيني الإسرائيلي المعطل بسبب ممارسات إسرائيل وتعنت قيادتها وإجراءاتها الاحتلالية التعسفية بحق شعبنا وأرضنا المنافية للقانون الدولي ومع ذلك ما زلنا نتمسك بالسلام الشامل والعادل المفضي بحل الدولتين على أساس حدود 67 والقدس عاصمة لدولة فلسطين، ولن نقبل إلا أن تكون القدس التي احتلت عام 1967 هي عاصمة لدولة فلسطين، ونرفض مبدأ أو أخبار أو سياسات الإسرائيليين الين يتحدثون عن القدس الموحدة. وذلك وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية المعتمدة في قمة بيروت عام 2002، وتعلمون أن المبادرة العربية لم تعد عربية فقط أو إسلامية فقط، بل أصبحت دولية لأنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من خطة خارطة الطريق التي أصبحت قرارا في مجلس الأمن يحمل الرقم 1515، إذا المبادرة العربية أصبحت مبادرة دولية وعلى الجميع أن يلتزم بها.
وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية، فإننا نوليها الأولوية الكبرى، وقد توفق الجميع على إتمام المصالحة وفق اتفاقي الدوحة والقاهرة، ليسار إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية محتكمين بذلك إلى لشعبنا الذي هو مصدر السلطة، القضية تتوقف عند موضوع الانتخابات فإذا توافقنا على الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وبالتأكيد نحن نرحب بذلك، وأننا بدأنا عهودنا منذ عان 1996 بالديمقراطية ونريد أن نستمر بالديمقراطية الآن وضعنا بصراحة غير ديمقراطي لا وضع الرئيس ولا وضع المجلس التشريعي غير ديمقراطي، نحن نطالب بالديمقراطية بمعنى الانتخابات الحرة النزيهة، إن شاء الله يتم التوافق على هذا المبدأ ونصل إلى المصالحة الفلسطينية وننهي هذا الجزء الحزين من تاريخ شعبنا.
نأمل بتجنيب شعبنا من اللاجئين الفلسطيني الذي يعيشون في سوريا ولبنان والنأي بهم عن النزاعات الداخلية مؤكدين أننا لسنا طرفا بأي نزاع هنا أو هناك، ونحن بأمس الحاجة بدعم الجميع وتضامنهم مع شعبنا الذي يسعى لنيل حريته واستقلاله.
هذا المبدأ أعلناه منذ فترة طويلة منذ التحرك العربي منذ سنتين ونصف، أعلنا أنا لن نكون طرفا في أي من النزعات والصراعات التي تتم داخل الوطن العربية فأهل مكة أدرى بشعابها، هذه الشعوب أدرى بمصلحتها منا، نحن ضيوف على الجميع لم نتدخل ولن نتدخل في شيء سيبقى هذا موقفنا ونحن نحذو حذو أشقائنا في لبنان بالنأي عن النفس.
مرة أخرى أشكركم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والله أسأل أن يحفظكم وشعبكم ووطنكم من كل مكروه فقوة لبنان ووحدة دعم لصمود فلسطين وسند لها.
عاش لبنان وعاش لبنان وعاش لبنان وعاشت فلسطين
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها