تواجه عاصمة دولة فلسطين المحتلة حربا تهويدية شاملة، تستهدف الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة وهويتها العربية الفلسطينية، وتتعدد أشكال هذه الهجمة الاحتلالية المتواصلة، لتشمل جميع نواحي الحياة الفلسطينية، من سرقة للارض وتهويدها، وطرد للمواطنين وسحب هوياتهم، واعتداء على المقدسات ودور العبادة، والاعتقالات الجماعية، وخنق الاقتصاد الفلسطيني في المدينة، وفصلها عن محيطها الفلسطيني ، وكان آخر هذه الاعتداءات اقدام قوات الاحتلال على هدم مُصلى (الأنبياء) في حي المصرارة بحجة عدم الترخيص، ومواصلة الحفريات الضخمة تحت البلدة القديمة بما فيها الحرم القدسي الشريف، واستمرار الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، ولا يُخفي أركان الائتلاف الحاكم في اسرائيل مخططاتهم الهادفة الى حسم مستقبل المدينة من جانب واحد، من خلال مواصلة فرض حقائق تهويدية استيطانية على الأرض، تهدف الى توسيع التجمعات الاستيطانية المقامة على اراضي المواطنين في القدس الشرقية وربطها ببعضها البعض، وهو ما أشار اليه بوضوح، القيادي الليكود "جدعون ساعر"، في كلمة له في مؤتمر صحيفة "الجروزالم بوست".
تؤكد الوزارة، أن ما تمارسه حكومة نتنياهو على الأرض يفضح زيف وتضليل الشعارات التي يطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من حين الى آخر، بشأن السلام مع الفلسطينيين، فالاجراءات الاستيطانية اليومية في جميع أنحاء الضفة بما فيها القدس، واستمرار الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، دليل واضح على المسعى الاسرائيلي الهادف الى تقويض فرص حل الدولتين، وتدمير مقومات وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة، هذا بالاضافة الى الدعوات العلنية التي يطلقها أركان الائتلاف الحاكم والداعية الى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية لاسرائيل.
لقد بات واضحا أن الادانات والمواقف والصيغ الدولية التي تعبر عن رفضها وامتعاضها من هذه السياسة الاسرائيلية، لا تشكل أي رادع لحكومة نتنياهو وانتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، مما يستدعي من المجتمع الدولي موقفا حازماً، يضع حدا لانتهاكات اسرائيل كقوة احتلال، ويضمن تطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية على الحالة في فلسطين، وفي هذا الاطار، تطالب الوزارة الأمم المتحدة والدول كافة عدم إضاعة الفرصة الثمينة التي توفرها المبادرة الفرنسية لاحياء عملية سلام حقيقية، وانقاذ حل الدولتين.