محباً للغة العربية وفلسطين قدم الروائي الجزائري المولد، وفرنسي الإقامة "واسيني الأعرج" نفسه لجمهور محبيه في رام الله في أمسية توقيع روايته الجديدة مملكة الفراشة، والتي أدارها د.إيهاب بسيسو، وكان ذلك في متحف الراحل محمود درويش، منارة فلسطين الأدبية، ومهوى عشاقه من الفنانين والمبدعين العرب وغيرهم ضمن سلسلة من الأمسيات الأدبية نظمتها مؤسسة محمود درويش بعنوان "مبدع في حضرة درويش".

وتحدث عن روايته في فضاء متحف درويش وساحته، وأعرب "الأعرج" عن سعادته البالغة بالتواجد في فلسطين التي تسكن في روحه التي أخرجت ذلك الحب في روايته "سوناتا لأشباح القدس"، والتي استعان بالتاريخ ليجسد له القدس، أثناء كتابتها لها.

ورفض الأعرج أن يكون الروائي مؤرخاً، فالتاريخ من وجهة نظره يجعل الشخصيات والناس أصناما يخشاها الجميع، واعتبر الروائي ملهما يشير إلى البعد الإنساني في التاريخ وشخوصه، ويضيء على جنبات الإنسانية في ما يكتب، ودلل على ذلك من خلال حديثه عن رواية الأمير عبد القادر الجزائري، تلك الشخصية ذات الهالة الكبيرة لدى الجزائريين حد التقديس، لما أضفى وكتاب الرواية إطلالات على الجوانب الإنسانية في شخص "الجزائري"، فهو عاشقاً للغة العربية، ومتحدثا عن أهمية امتلاك اللغة والذهاب إليها حلق واسيني الأعرج في ذكرياته ممتعاً الحضور حين كشف عن اعتقاده طفلاً بأن كتاباً سحره وحرك مخيلته ظنه القرآن لما أخذه من مسجد، ليعرف فيما بعد أنه "كتاب ألف ليلة وليلة"، وكان ذلك لما بدأ رحلته صغيرا في تعلم اللغة، وهو الناشئ على الفرنسية.

ويقول واسيني حول قضيت التعريب :" التعريب بعد استقلال الجزائر وقع في العديد من الأخطاء، وأحدث كوارث نتيجة عدم استناده إلى قوالب سليمة في إحلال العربية بدل الفرنسية في نمط الحياة الجزائري، مع أن الفرنسية كان يمكن أن تكون وسيلة لاختراق العالم" ومستعرضا أهمية اللغة. حيث دعا واسيني إلى الذهاب صوب البعيد في علم اللغة وبحورها المتنوعة، متنقلا بذلك للحديث عن الرموز والأنسنة في العمل الروائي، متمماً أمسيته بالإجابة على سيل الأسئلة من قرائه في رام الله، ومختتماً  توجده في حضرة درويش بتوقيع الرواية الجديدة "مملكة الفراشة".