حسن بكير

دخلت الأزمة التي أحدثتها قرارات المدير العام للاونروا في لبنان شهرها الرابع، ورغم الحراك الفلسطيني المتعدد الإتجاهات والدؤوب على مدى الاسابيع والشهور التي تقوم بها خلية أزمة الأونروا المنبثقة عن القيادة السياسية والتي تشارك فيها اللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني الفلسطيني، والقطاعات العمالية والاتحادات والنقابات والقطاعات الطلابية ورياض الأطفال والأطباء الفلسطينيين والتحركات الشعبية من كافة مخيمات لبنان، إلا انه لم يظهر في الأفق المنظور والبعيد ما يدل على أية ملامح للحلول، أو أي تراجع عن هذه القرارات التي بدأت مفاعيلها وتداعياتها تطبع بصماتها على الوضع الفلسطيني العام وخاصة في مجال الإستشفاء.

وعلى صعيد التحركات الفلسطينية فقد عقدت خلية أزمة الأونروا مؤتمرها الصحفي السابع، أمام مكتب لبنان الإقليمي في بئر حسن، صباح الأربعاء 6\4\2016 تلا خلاله أمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد الشعلان مذكرة موجهة الى وسائل الإعلام. فبعد توجيه التحية للإعلاميين والصحافيين في مختلف وسائل الاعلام، قال: "نشكر لكم تجاوبكم مع دعوتنا لعقد هذا المؤتمر الصحفي السابع امام المقر الرئيس لوكالة الاونروا في العاصمة اللبنانية بيروت، لاطلاع الرأي العام الفلسطيني واللبناني على اخر المستجدات المتعلقة بقرارات واجراءات وكالة الاونروا التعسفية والتي طالت الاحتياجات والقضايا الانسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

في البدء نود أن نؤكد بأنه بعد مضي ثلاثة شهور على بدء تنفيذ القرارات والاجراءات الظالمة لوكالة الاونروا المتعلقة بالاستشفاء والتي نتج عنها تردي للوضع الصحي لاهلنا اللاجئين الفلسطينيين ووفاة لاكثر من حالة مرضية واحراق احد اللاجئين نفسه بسبب يأسه لعدم قدرته على دفع ما يترتب عليه من قيمة الاستشفاء في المستشفيات التي تتعاقد معها الاونروا والتي تتراوح بين 5% و 45% والتي تصل في معظم المستشفيات الى الاف الدولارات لم نلمس من المدير العام لوكالة الاونروا في لبنان السيد ماتياس شمالي اي استعداد للتجاوب مع مطالب اللاجئين الفلسطينيين ومعالجة الازمة بعيداً عن تحميلهم مزيداً من الاعباء المالية التي تثقل معيشتهم اكثر ما هي عليه، بل وعلى العكس فلقد ظهر علينا عبر فضائية القدس من خلال المقابلة التي اجريت معه لينكر تقليصه للاحتياجات والمساعدات للاجئين واستعرض جملة من الافتراءات والاضاليل وتزوير الحقائق ومساعٍ خبيثة مكشوفة لزرع الفتنة بالوسط الفلسطيني بين اللاجئين ومرجعياتهم السياسية والحزبية عبر التشكيك بتمثيلهم الشرعي لهم، ومحاولة فاشلة لاظهار نفسه وكأنه الاحرض على مصالحهم ويدعي بأن الفصائل وخلية الازمة لا يمتلكون القدرة والمعرفة لتحديد ما اذا كانت خطته تخدم اللاجئين ام تتعارض مع مصالحهم، وانهم يرفضون الحوار ويستطرد قائلاً بأن الفصائل وخلية الازمة لم تشكل اي لجنة للحوار، وانهم لا يعرفون سوى التعطيل لمصالح اللاجئين عبر الاغلاقات التي يقومون بها.

وهنا في هذا المؤتمر الصحفي السابع يهمنا أن نظهر بالدليل القاطع اكاذيب المدير العام لوكالة الاونروا حول جملة التقليصات التي قام بها في كافة المجالات والخدمات والمساعدات للاجئين الفلسطينيين في لبنان وأبرزها:

1. أوقفت ادارة الاونروا في لبنان خلال العام الماضي 2015 العمل بخطة الطوارئ التي كانت تعتمدها لأبناء مخيم نهر البارد المنكوب، والتي من خلالها كانت تقدم الوكالة لهم سلة غذائية متواضعة، وتغطية استشفائية 100% وبدل ايجار للعائلات التي ما زالت منازلها مدمرة.

2. أوقفت مبلغ 100$ التي كانت تقدم لكل عائلة كبدل ايواء لاخوتنا النازحين من مخيمات سوريا الى لبنان فضلاً عن تخفيض القيمة المالية للسلة الغذائية المعطاة لهم مع ان ادارة وكالة الاونروا تدرك تماماً بان النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا لا يستفيدون من التقديمات التي يوفرها المجتمع الدولي للنازحين السوريين.

3. وفي مجال التربية والتعليم فقد خفضت وكالة الاونروا من جودة التعليم وأسوأ ما قامت به في هذا المجال، اجراء عملية دمج الصفوف بحث اصبح بالصف الواحد 50 طالباً وما فوق، وتجميد اي توظيفات جديدة وتقليص عدد المياومين الى الحد الادنى، واللجوء الى اعتماد سياسة العقود المؤقتة لتعبئة المراكز الشاغرة وتشجيع المعلمين ذوي الخبرة على الاستقالة واستبدالهم بمياومين.

4. وفي مجال الاستشفاء فقد عملت الاونروا ومنذ عقود على تقليص حجم خدماتها الاستشفائية وتجاهلت الازدياد المضطرد لعدد اللاجئين الفلسطينيين ولم تقدم اية خطة انسانية لاستيعاب هذا الازدياد المضطرد لعدد اللاجئين الفلسطينيين، ولم تقدم اية خطة انسانية لاستيعاب هذا الازدياد فيما يتعلق بعياداتها ومختبراتها في المخيمات، من حيث زيادة طواقمها الطبية والفنية والادارية، كما وتراجعت كليا صيدلياتها بتوفير الادوية الضرورية للمرضى، ولم تكتفِ بذلك فقد لجأت ومنذ مطلع هذا العام 2016 الى تقليص الخدمات الاستشفائية ومن خلال الخطة التي وضعتها ادارة الاونروا في لبنان، والتي تجبر المرضى من اللاجئين الفلسطينيين على دفع قسط من فاتورة الاستشفاء في المستشفيات التي تتعاقد معها وكالة الاونروا بنسبة تتراوح بين 5% و45% والتي في معظم الحالات تصل الى الاف الدولارات في الوقت الذي يعيش ما نسبته 66.4% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تحت خط الفقر، اي انهم عاجزون عن تلبية الحد الادنى من حاجاتهم الغذائية وغير الغذائيه الضرورية و 56% منهم عاطلون عن العمل وفق المسح الاقتصادي والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين في لبنان الذي قامت به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى (الاونروا) بالتعاون مع الجامعة الاميركية في بيروت صيف 2010.

أما فيما يتعلق بالحوار الذي عرضه علينا ، نجدد التأكيد باننا مراراً وتكرارا وعبر بياناتنا ومؤتمراتنا ومقابلاتنا الصحفية ومن خلال اللقاءات والوساطات اللبنانية المشكورة واخرها وساطة المدير العام للامن العام اللبناني سيادة اللواء عباس ابراهيم ومنسقة الامين العام للامم المتحدة السيدة "سيغريد كاغ" قد اعلنا ترحيبنا بالحوار الجدي الذي يخدم مصلحة اللاجئين الفلسطينيين. أمس وفي اجتماع الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية انجزنا نهائياً تشكيل اللجان الفنية من ذوي الخبرات والكفاءات والاختصاصات.

ورداً على افتراءاته التي جاء بها على فضائية القدس والتي ادعى بان الفصائل والقوى الفلسطينية لا تمثل كل اللاجئين نود في خلية الازمة ان نقول بأن العديد من الحراكات الشبابية والشعبية ومؤسسسات ومنظمات اهلية اصدرت بيانات رفضت فيها هذه الادعاءات والافتراءات واكدت على التزامها بتوجهات الفصائل وسياساتها المرسومة خاصة تلك المتعلقة بالمواجهة مع ادارة الاونروا من اجل القضايا والاحتياجات المطلبية الانسانية. كما اننا اليوم نحمل له عرائض التوقيعات للاجئين الفلسطينيين التي تؤكد صدق قولنا وتؤكد رفضها لسياسته وقراراته واجراءاته الظالمة والتي استهدفت فئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يقدروا ب 35000 توقيع من كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.

وفي الختام يهمنا ان نؤكد في خلية الازمة وبناء على توجيهات القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان، اننا مستمرون في تحركاتنا الاحتجاجية بالتوازي مع بدء الحوار وان طبيعة البرامج التي ستتخذها خلية الازمة ستحددها نتائج الحوار والخطوات التي تتحقق لصالح الخدمات والاحتياجات الانسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.. وننصحك ماثياس شمالي بعدم تضييع الوقت في المهاترات والمراوغة والتلكؤ والتهرب من الاستحقاقات الضرورية التي يجب ان تقوم بها تجاه اللاجئين الفلسطينيين واحتياجاتهم الانسانية الضرورية بما يضمن لهم العيش الكريم الى ان تتحقق عودتهم الى ديارهم وارضهم وفق القرار الدولي 194 التي طردوا منها في العام 1948 على يد العصابات الصهيونية بقوة الارهاب والاحتلال والاستيطان".