بمناسبة يوم الأرض والكرامة نُظّم مهرجان جماهيري حاشد في قاعة الرئيس ابومازن في مخيم الجليل بعلبك بمشاركة الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والعلماء والمؤسسات وأعضاء المجلس البلدي وشخصيات وطنية لبنانية من البقاع الأوسط والغربي وأهالي مخيم الجليل بعلبك.

وبعد الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة والنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ألقى عضو المجلس الاستشاري الحاج مصطفى السبلاني كلمة حركة أمل، جاء فيها: "أحييكم وأحيي روح الصمود والتحدي وروح العطاء اللامتناهي في سبيل فلسطين، ونؤكّد أننا في حركة "امل" وحركة "فتح" لسنا توأمين لبعضنا البعض، إننا شركاء حقيقيون مع كل الأحرار في هذا العالم، وهذا ما أكّده الإمام المغيّب موسى الصدر ودولة الرئيس نبيه بري، وبثبات لأن الهدف واحد والحق واحد واللغة واحدة وما زالت تتفتّح كالورود، وان كان الثمن غالياً ففلسطين هي الأثمن والأغلى".

وأضاف "بالنسبة لما يجري من مخطّطات تنال من مجتمع اللاجئين الفلسطينيين من تقليص للخدمات الاجتماعية والإنسانية فما هو إلا مشروع اسرائيلي لإفراغ حق العودة من مضمونه ومصادرة الإرادة الفلسطينية تحت عناوين مختلفة، ولهذا نحن معكم في كل قضاياكم المحقة وضد اي مشروع ينال من عزيمتكم وصلابتكم. في يوم الأرض كل التحية لمن ضحّوا بأنفسهم في عكا ويافا وحيفا وعرابة ودير حنا، والتحية لأبناء القدس شيباً وشباناً على تضحياتهم لمواجهة المغتصبين للأرض والرحمة لكل الشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمعتقلين وللرئيس ياسر عرفات وكل شهداء الامتين العربية والإسلامية".

كلمة حزب الله ألقاها مسؤول العلاقات العامة في البقاع فضيلة الشيخ سهيل عودة، حيثُ قال: "من أين نبدأ؟ من الأرض نبدأ فالله خلق الكون والأرض، ثمّ خلق الإنسان وأراده جلّ جلاله خليفة حق وعدل وسلام في الارض، فساد من ساد، وصلح من صلح، وبغى من بغى، وطغى من طغى، حتى تجد الأرض تئن أنيناً صادحاً تشكو لبارئها ظلم بعض العباد وطغيانهم وفسادهم وإفسادهم في رحابها الشاسعة. منذ البدء بغى ابن آدم على أخيه فقتله ظلماً وتعسُّفاً ولم يسلم من القتل والعدوان حتى كبار الإنسانية وعظماؤها الخالدون الكبار، رسل وأولياء وانبياء، ومنذ القدم اسهاماتهم في الظلم والطغيان، قتلوا رسلاً وانبياء واولياء وصالحين وعاثوا حيثما حلوا الفساد فضجت منهم وعلى الدوام ارض فلسطين، وكانت ومازالت لعنة دماء الصديق يحيى وسواه من المرسلين وصمات عار ستبقى تلاحقهم الى الأبد ومازالت الارض ذات الأرض، واليهود ذات اليهود بتلك النفوس المريضة الحاقدة العابقة بالعنصرية ورفض كل آخر. يُقتَل الفلسطيني اليوم في فلسطين لأنه الآخر له فكرة أخرى وعقلية مختلفة، وعند اليهود الصهاينة تلك جريمة كاملة يستحق حاملها القتل بل والسحل بل والإلغاء من الوجود. بكل دم بارد تُقتل نساء وفتيات فلسطين وكذلك الأطفال والشيب، ففي تلمود اليهودي المجرم الشيطاني تلك ليست جريمة يُعاقب عليها رب اليهود الذي صنفوه وفق اهوائهم يريدون رسم النهاية كما يحبون ويشتهون ولكن الأرض لا تزال هي ارض عربية واسلامية تتربّع فوقها مقدسات يحلم بها عربي وكل مسلم بشد الرحال اليها ويطلب القربى من الله في رحابها الطاهرة وما زالت أقدام عمر بن الخطاب فاتح القدس ومطهرها من الرجس اليهودي الدفين تدوس أفكار التوحش والعنصرية ورفض كل آخر ولازال الأب الفلسطيني والطفل والأم والفتاة الفلسطينية على العهد وعلى خطى عمر بن الخطاب وكل الصالحين والمجاهدين مازالوا يدوسون يومياً تلمود الشر وافكاره الشيطانية، ويؤكدون ان كل فكر شيطاني الى زوال".

وختم بالتأكيد على ان فلسطين لن تتحرر إلا بالمقاومة ووحدة الجهاد والنضال مع كل المقاومين لمحاربة الإرهاب وكل فكر يماثل الفكر الصهيوني، ووجّه التحية لكل القادة الثوار: ابو عمار واحمد ياسين وخليل الوزير وابوعلي مصطفى واحمد سعدات، ولآخرين غيرهم ممن قضوا على الدرب وممن ينتظرون صادقين.

كلمة "م.ت.ف" وحركة "فتح" ألقاها عضو قيادة منطقة البقاع فراس الحاج نيابة عن أمين سر المنطة د.نضال عزام، ومما جاء فيها: "نادتنا الأرض فلبينا النداء، ولعلّ فلسفة الوجود الفلسطيني الذي يرتبط بالأرض الأسطورة الخالدة ولا يمكن لمن يزوّرون التاريخ سرقة ارضنا فهذا الصراع صراع وجود او لا وجود، صراع الأرض الفلسطينية، الأرض الفلسطينية ارتبطت بالشعب الفلسطيني فكانت حكاية عشق اللامنتهى، فكانت حديث الروح للروح عن تلك الجبال والوديان والسهول علاقة جدلية مع حكاية العشق الفلسطيني ليشكل تركيبة استثنائية اسمها (كنعان فلسطين) الأرض الفلسطينية لها تركيبة غريبة هي ليست كباقي أصقاع العالم فهي عشق الفلسطيني، دون ان يراها فكانت الهواء الذي يتنفسه عشقاً، فلسطين ملك للشعب الفلسطيني، وهي جزء لايتجزّأ من الوطن العربي الكبير، هي الحضارة والتاريخ الذي يتعلمه الشعب الفلسطيني حيث تكبر حبا وشوقا في وجدان الأجيال في هذا اليوم ارتوت الأرض بدماء الشهداء الأبطال وكانت المواجهة الحقيقية مع الاحتلال الذي كان يعتقد انه هود الأرض الفلسطينية وسرقها، وان شعب فلسطين ينسى أن هذه الأض ملكه فتصدّى ابطال ام الفحم وعرابه لجنود الاحتلال لتشكّل لغة جديدة في التاريخ الفلسطيني اسمها لغة يوم الأرض وليعرف العالم ألوان العَلم الفلسطيني الذي يرفرف بسماء الوطن ويلتحم مع الأرض. ما أروعك فسطين وانت تقدمين الشهداء جيلاً وراء جيل، وانت ترتسمين على شفاه اطفال لم يروك بعد، ولكنهم عشقوا اسمك، ويستعدون للرحيل اليك وما اروع ان نكتب اسماء الشهداء، وان نكون شهداء من اجل فلسطين نستشهد على ارضها، ونُدفَن في ترابها. إنها فلسطين الأرض والهوية والعنوان، إنها حيفا ويافا وعكا والرملة والمجدل، إنها صفد واللد وام الرشراش والقدس وغزة واريحا انها بيسان ورام الله والخليل، إنها فلسطين التي تكبر فينا والتي نعشق سماءها، نحن باقون هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون".

وتابع "يوم الأرض معركة لم تنتهِ في 30 آذار، بل مستمرة حتى تحريرها، وهذه الذكرى مرتبطة بهبّة القدس وثورة الأطفال والشبان والشابات، وهم يتصدون لهذا الاحتلال الغاشم المتزامن مع الحراك السياسي الفلسطيني لتثبيت هويتنا الوطنية وحقنا السياسي والقانوني والإنساني والتاريخي وتقرير المصير وحق العودة وملاحقة دولة الاحتلال بجرائمها المنافية لقواعد القانون الدولي في المحافل والمحاكم الدولية. تحية لكم في آذار، شهر فلسطين، من معركة الكرامة التي أعادت للعرب كرامتهم، وحطّمت اسطورة الجيش الذي لا يُقهَر وتحية في عيد الأم الفلسطينية التي تقدّم أبناءها شهداءً فداءً للأرض، وتحية لدلال المغربي التي أقامت اول جمهورية فلسطينية، وان كانت لساعات في عملية بطولية ومن حق الأرض علينا ان نوحّد صفوفنا لأننا بأمّس الحاجة لوحدتنا الوطنية اليوم خاصة في ظل ما تتعرّض له قيادتنا وعلى رأسها الأخ ابو مازن من ضغوطات دولية. المجد للشهداء والحرية للاسرى والشفاء العاجل للجرحى وانها لثورة حتى النصر".