أحيت حركة "فتح" قيادة منطقة الشمال، واتحاد بلديات وسط وساحل القيطع في عكار ذكرى استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات بمهرجان جماهيري حاشد في قاعة النايت ستار في العبدة يوم الجمعة 13- 11- 2015. تقدم الحضور أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان الحاج فتحي أبو العردات، وأمين عام تيار المستقبل في لبنان الشيخ أحمد الحريري، ومفتي عكار ورئيس دائرة الأوقاف في عكار، وممثل المطران باسيليوس منصور الأب جوزيف خوري، ورئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع، وأمين سر حركة "فتح" في الشمال، ورؤساء بلديات ومخاتير، وممثلي الفصائل الفلسطينية في الشمال، وممثلي قوى وأحزاب إسلامية ووطنية لبنانية، ومشايخ ولجان شعبية، وفعاليات من مخيمات الشمال وطرابلس، وبلدات الجوار اللبناني.
بداية كانت قراءة لسورة الفاتحة وإهداء ثوابها لأرواح الشهداء، ثم عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.
ثم كانت كلمة لرئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار الدكتور مالك جديدة حيث أكد على مكانة الشهيد الرمز ياسر عرفات في قلوب ليس أبناء الشعب الفلسطيني فحسب وإنما أبناء الأمة العربية وتخطاها كي يكون رمزاً أممياً.
وأشار سماحته إلى أنَّ القدس والأقصى كانت وستبقى قبلة جهاد المسلمين، وأيضاً المسيحيين لأن القدس هي مهد السيد المسيح عليه السلام وفيها كنيسة القيامة، وبالتالي واجب على المسلمين والمسيحيين العمل من أجل تحرير القدس.
وأضاف: "إنَّ الشهيد الرئيس ياسر عرفات والشهيد الرئيس رفيق الحريري كانا جبلين وقائدين من القادة العظام في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية، وعلى أبناءهم وإخوانهم الاقتداء بنهجهم لتحقيق أفكارهم ورؤيتهم الوحدوية التي كان هدفها بناء صرح عربي وإسلامي لا يضاهى".
واستنكر سماحته التفجيرين اللذان وقعا في الضاحية، داعياً اللبنانيين إلى تمتين الوحدة الداخلية لتفويت الفرصة على الإرهاب، معتبراً أنَّ من قتل ياسر عرفات واستهدف الحريري ومن يقتل في الدول العربية جميعاً إرهابيين وقتلة.
ثم كانت كلمة للمطران باسيليوس منصور ألقاها بالنيابة عنه الأب جوزيف خوري الذي قال إننا نعتبر أن الثورة الفلسطينية والقضية الفلسطينية هما من صلب القضايا العربية، وما يجب علينا فعله هو أن نتوحد لصد هذا العدو الصهيوني الذي يحاول تجزئة الأمة العربية وتفتيتها عملاً ببروتوكولات حكماء صهيون.
وأضاف: "إننا اليوم بأشد الحاجة إلى الرجال أمثال الرئيس ياسر عرفات الذي كان بالفعل ضمير فلسطين وعقلها النابض، وكان إنسان عروبي ينظر إلى العروبة على أساس حضاري ممثلاً الثورة الفلسطينية أحسن تمثيل، وقاد شعبه نحو التحرير والتخلص من العدو المحتل، ولم يكن الرئيس ياسر عرفات لطائفة من الناس ولا لفئة من الفئات، كان رحمه الله الكل وللكل هدفه التحرير والتخلص من العدو الصهيوني الغاشم الجاسم على الأرض العربية أرض فلسطين".
وأكد بأننا كمسيحيين نعتبر فلسطين وطن السيد المسيح والقدس أم المدن فهي النور الذي يسلط ضوءه على حياة السيد المسيح في أرض فلسطين. وختم داعياً إلى الوحدة الفلسطينية التي بتوحدها تتوحد كل الأقطار العربية.
أما الشاعر شحادة الخطيب فقد تألق في أبيات من وحي المناسبة وبقصيدته التي رثى بها القائد الشهيد ياسر عرفات.
ثم كانت كلمة تيار المستقبل ألقاها أمينه العام في لبنان الشيخ أحمد الحريري جاء فيها:
"اطمئن، يا أبو عمار، لم يسقط غصن الزيتون من يدك، غصنك كان ولا يزال أخضراً، في يد أبطال فلسطين، حراس ، كما كنت حارسها، وساحرها، بهرت العالم بغصن زيتون وبندقية، بأملٍ يُنشد الحرية، بمقاومة تُشرف أي قضية، بشعب ننحني له وللكوفية الفدائية".
وتابع: "العودة بالذاكرة 11 عاماً مؤلمة، في 3 أشهر رحل عنا جبلين كانا يحملان كل همومنا، أبو عمار ورفيق الحريري، كنا نبكي أبو عمار، فإذ بنا نبكي رفيق الحريري، دموعنا لم تكن استسلاماً، بل كانت إعلان مسؤولية، بإكمال النضال من أجل فلسطين ولبنان وعروبتنا الحقيقية، ومن أجل حق العودة".
وأضاف: "في ذكرى "الختيار"، ننحني لشعب فلسطين، ونرفع له الكوفية، كما انحنى له العالم ورفع علمه في الأمم المتحدة، إقراراً بالحق في قيام دولة فلسطين المستقلة، تأكيداً على أن هذا الشعب بكل فصائله في الداخل وفي الشتات وتحت سقف قيادته الشرعية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالرئيس أبو مازن تحمل المسؤولية، وأحبط بوحدته كل مشاريع تصفية القضية وفضح كل المتاجرين بها وها هو يمضي بثبات في طريق الاستقلال عن الاحتلال . مثبتاً للعالم أجمع أنه قادرٌ أن يحاصر العدو الإسرائيلي بالسكين رداً على الإرهاب المنظم، وأن يقاوم بالدبلوماسية كل العربدة الاستيطانية، وأن يفضح بالعقلانية جنون السياسات الإسرائيلية".
وحيا الحريري ثورة فلسطين التي قادها كبيرنا الراحل أبو عمار، ثورة البندقية والمعول، ثورة القلم والريشة، ثورة الحجارة والسكين، ثورة لم تتحول يوماً إلى فئوية أو طائفية، فالفلسطيني في بيت لحم ثائر على الاحتلال الإسرائيلي مثله مثل الفلسطيني في الخليل وقطاع غزة، وأهل القدس لم ينقسموا إلى مسيحيين ومسلمين، رغم كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي للتفريق فيما بينهم، وهذا درسٌ يجدر بنا التبصر به جيداً في الوقت الذي يذهب البعض إلى استحضار كل شياطين التعصب من أجل ما يسميه ثورة ومقاومة.
كل التحية لمدرسة أبو عمار التي أثبتت أن الشعب الفلسطيني عصيٌ على التطرف والتعصب وممتنعٌ على التخلف والجهل، طلاب الجامعات يرشقون الحجارة ما أن ينتهون من المحاضرات، وفي اليوم التالي يعودون إلى صفوفهم وأساتذتهم، لأن العلم نضال أيضاً، ولأن المجتمع لا ينتصر إذا تحول أبنائه إلى مقاتلين متفرغين.
واستنكر الحريري التفجيران الإرهابيان في الضاحية الجنوبية. ليؤكد للبنانيين أجمع حجم المخاطر التي تعصف بوطننا الحبيب لبنان، والتي تتطلب أعلى درجات المسؤولية الوطنية لحماية السلم الأهلي والاستقرار.
واعتبر أنَ ما أصاب برج البراجنة أصاب عكار وكل لبنان، وهو إرهاب أعمى لا هوية له، وجريمة موصوفة بكل المعايير، كما قال الرئيس سعد الحريري، ولا مفر من مواجهته إلا بالوحدة الوطنية، ونبذ التطرف الطائفي والمذهبي، وإعلاء راية الاعتدال فوق كل الرايات، وتحصين الساحة الداخلية بمبادرات مسؤولة وشجاعة تقطع الطريق على الإرهاب الأعمى، ودعوة البعض إلى استخلاص العبر من التورط الخطير في حمامات الدم في المنطقة.
من عكار، نتوجه باسمكم جميعاً، وباسم "تيار المستقبل"، بأحر التعازي القلبية إلى أهالي الشهداء الذين سقطوا، وندعو لله عز وجل أن يعجّل شفاء الجرحى، وأن يحمي وطننا من كل سوء.
رحم الله كل الشهداء الأبرياء من طرابلس والضاحية، وصولاً إلى عرسال الصابرة والصامدة التي ما زالت تنزف من التفجيرين الأخيرين.
ووجه الحريري التحية من عكار إلى مخيم عين الحلوة، ونسأل الله أن يحميه وكل المخيمات الفلسطينية من كل الفتن والمؤامرات.
وتوجه الحريري بالتحية لعكار العربية والوفية لذكرى كبارٍ رحلوا عنا ولم يرحلوا منا، من عكار نقول إنه بقدر ما يحافظ أخوتنا في فلسطين على إرث القائد الرمز أبو عمار مع قيادتهم الحكيمة والرئيس أبو مازن، نحافظ نحن في لبنان على إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع دولة الرئيس سعد الحريري الذي يحمل أمانة الوطن بكل مسؤولية ويعمل بعدة الاعتدال والتمسك بالطائف والمناصفة على إنقاذ لبنان من أزماته، ويتحمل برصيده الشخصي والسياسي ما لا يتحمله الآخرون من أجل مصلحة لبنان وكل اللبنانيين.
وأكد بأن أبناء مدرسة رفيق الحريري يعملون لحل الأزمات لا لتعقيدها، وليس في ذلك أي ضعف، كما يرى البعض، بل قوة خالصة من أجل مصلحة "لبنان أولاً".
وأشار إلى أنه قد تختلط الأمور على البعض نتيجة ضخ إعلامي من هنا وتحريض سياسي من هناك، قد يُساء فهم موقفنا أو تقديره في لحظة معينة، لكن في النهاية "لا يصح إلا الصحيح"، بدليل ما قام به الرئيس سعد الحريري لحل أزمة جلسة التشريع وتفكيك القنبلة التي كادت تنفجر طائفياً وبدليل ما قمنا به لحل أزمة النفايات بيئياً وصحياً بالتوازي والتساوي بين كل المناطق، رغم كل ما طالنا من اتهامات وافتراءات لا أساس لها في الواقع وخصوصاً في عكار.
وأكد بأنه لا عودة إلى الوراء، يكفينا أن الوقائع أكدت أن "تيار المستقبل" لن يرضى بأي ظلم يلحق بعكار في موضوع النفايات، وأن عكار التي كانت ولا تزال وردة "تيار المستقبل" ولبنان لن تكون ولا يمكن أن تكون مزبلة أبداً، ونحن لن نكون ولا يمكن أن نكون ضد إرادة أهلها.
لكن رغم ذلك، نقدر كل الأصوات التي شككت بموقفنا، ونتفهم كل العتب الذي كان "عقد المحبة"، وإذا كان من سوء تنسيق أو تفاهم قد حصل فنحن نتقدم بالاعتذار من كل أهلنا في عكار، ونؤكد أننا معاً في جبهة واحدة من أجل مصلحة هذه المنطقة العزيزة على قلبنا.
وختم قائلاً: "فليسامحنا أبو عمار إن أضفنا على مقولته الشهيرة "إن الثورة ليست بندقية ثائر فحسب.. بل هي معول فلاح، ومشرط طبيب، وقلم كاتب، وريشة شاعر"، لنقول "إن الثورة هي أيضاً أبو عمار والوفاء للغالي الختيار".
صحيح أن أبو عمار أعدَّنا لوداع لا لقاء بعده، لكننا نرى فيه "حبة القمح التي ماتت لكي تخضر ثانيةً، وفي موتها حياة ما" كما قال الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش".
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" ألقاها أمين سرها في لبنان الحاج فتحي أبو العردات حيث تحدث عن الرئيس الشهيد ياسر عرفات والمراحل الثورية التي خاضها من خلال حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية حيث أسس للهوية النضالية الفلسطينية ونقلها حتى تم الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير في الأمم المتحدة وأصبحت منظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أنَّ قيادة حركة "فتح" لا زالت على عهدها للشهيد ياسر عرفات بقيادة حامل الأمانة الرئيس أبو مازن الذي استطاع انتزاع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ورفع علمها فوق الأمم المتحدة وهو اليوم يخوض معركة الوجود الفلسطيني على المستويين الدولي والإقليمي.
ثم تطرق إلى العلاقة المميزة بين الشعبين الفلسطيني واللبناني وخاصة العلاقة التي ربطت بين الشهيدين الرئيسين ياسر عرفات ورفيق الحريري الذي كان دائم الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية.
وأكد أبو العردات على وحدة الفصائل الفلسطينية خلف الانتفاضة المشرفة التي يخوضها أبناء شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة وغزة وأراضي الـ 48 ، مشيداً بدور الشباب الذين ابتكروا أساليب نضالية جديدة حيث عادوا إلى السكاكين والمقلاع لينتصروا بإرادتهم على آلة الحرب الصهيونية.
وأضاف: "إن وحدة الفصائل أيضاً موجودة في لبنان لكي نحمي أبناء شعبنا من المؤامرات التي يحاول البعض إدخالنا فيها وليس أخرها عملية التفجير الآثمة الإرهابية في الضاحية الحبيبة من خلال الادعاء بأن الانتحاريين فلسطينيين وكذلك ما يحاول هذا الإرهاب الأسود جر مخيم عين الحلوة إليه من خلال الاغتيالات وافتعال المشاكل فيه ولكن إصرار الفصائل الفلسطينية وتوحدها فوت الفرصة على كل المحاولات الآثمة للتطرف والإرهاب.
وتطرق أبو العردات إلى سياسة الأونروا بالعام رافضاً التقليصات التي اعتمدتها. معتبراً أنه لا يحق لها أن تقلص خدماتها الأساسية حتى لو أنها تتعرض لضغوطات مالية وتحديداً فيما يخص إعمار نهر البارد والخدمات الاغاثية والعلاجية وبدلات الإيجار لأهله الذين لا زالوا نازحين . وأكد بأن هناك متابعة حثيثة لحل هذه المواضيع من خلال الضغط على الأونروا لتحمل مسؤولياتها تجاه أبناء المخيمات.
وختم مؤكداً على تعاون الجميع من أجل حفظ أمن المخيمات الفلسطينية والتمسك بحق العودة ورفض كل أشكال التوطين والتهجير لأبناء شعبنا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها