في حضرة الأحباب ووجع الغياب لرحيل الخالد ياسر عرفات نكتب إليك وعنك ...

نكتب إليك ....

بعد فراق مرير وتمر الأيام على ذكراك المعطرة بعبق الزيتون والبرتقال وترمي بظلالها عبر الزمن الطويل فالنغس قد أضناها وجع الغياب من ألم الفراق والرحيل ...

نكتب عنك ....

بأنك شعب لا يموت وأسطورة وطن تحرك عنفوان الثورة وأنت متربعا بعرينك من داخل الثابوت فأنت وحدك سيدي من هزم الموت الطبيعي وتمرد على قهر الظلم ومرارة الصمت والسكوت...

ياسر عرفات ...

اليوم في ذكرى رحيلك القصري نفف عاجزين نودع البسمة التى رسمتها بعيونك الحالمة لأطفال الوطن المنسي عبر حدود الزمن الممنوع.

اليوم يتوشح الوطن بثوبه الأسود القاتم حزناً ووجعا على الغياب وطول الرحيل

فجموع الفقراء والثكالى والمحرومين ينصبون خيمتهم ويعلنون الحداد والبكاء والعويل فقد ماتت بعدك قضيتنا وهويتنا واندثرت وحدتنا وأصبحنا ننظر بعيون الحزن والأمل عن واقع آخر يعود بنا لعهدك عبر الزمن الجميل ولكن واحسرتاه فليس هناك شيئا يعوضنا عنك ولو بأقل القليل فأنت وحدك كنت ومازالت الرقم الصعب بدون منازع أو منافس وبديل.

ياسر عرفات...

اليوم وفي حضرة الغياب أحدثك يا سيدي عن واقعنا وجلل المصاب فمن بعدك أصبح الوطن كئيبا لا يطاق بفعل الإحتلال والحروب والانقسام البغيض من فلسطين إلى سوريا وليبيا ومروراً بالعراق الجديد.

فالوطن الواحد لفلسطين العروبة الذي حلمت به دوماً انشطر إلى نصفين نصف يعني على ليلاه ونصف يحاكي نفسه ويتنهد ويصرح ويقول اه و اه و اه ....

اليوم يا سيدى ليس لدينا طعام وشراب ودواء وكهرباء وماء ونقضي ليلنا الأسود الحالك بالرحمة لروحك بدمع العين وطيب الدعاء لأن السماء بعطر سيرتك وطبب مسكها تفتح أبوابها وتتقبل النداء ...

ياسر عرفات ...

أتريدني أن أكمل حدبثي وأقص عليك سيرة شعبك من بعد الغياب وموت الأحباب أم أتوقف وأطلب من نساء الوطن النواح والعويل وعدم الإنجاب.

ولكن هنا أود أن أنقل لك البشرى وإن كان الألم والحرمان والضياع من بعدك

هو الهوية و العنوان. ..

أبشرك يا سيدي بأن أشبال وزهرات فلسطين توشحوا بكوفيتك وأعلنوا المضي في صرخة القدس بأهزوجة شهيدها مهند الحلبي ابن الأكرمين .

وأبشر محياك وجبين رسمك بأن جموع المناضلين و الفقراء والبسطاء سيبقوا لذكراك حافظين وعلى دربك سائرين.

فنم قرير العين سيدي وأستودعك بحفظ الله ورعايته رب الخلق وأرحم الراحمين.