شيّعت جماهير غفيرة جثمان عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نائبة رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية المناضلة نهاية محمد، التي وافتها المنية عن عمر ناهز (67 عاما).

وانطلقت الجنازة بمشاركة رسمية وشعبية، من مجمع فلسطين الطبي في رام الله اليوم الثلاثاء، إلى مسجد جمال عبد الناصر، ومن ثم إلى المقبرة، لتوارى الثرى.

وقالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، إن 'المناضلة محمد امرأة فلسطينية، لها تاريخ، وفكر، ونهج، ليس فقط في الحركة النسوية، بل والوطنية أيضا، وحافظت على هذا النهج حتى آخر لحظات حياتها'.

وأضافت غنام: 'تم زيارة المناضلة في منزلها خلال مرضها مرة واحدة، ليس لأننا لا نريد ذلك بل لأنها كانت تحاول إبقاء القوة فينا، وأن لا نفقد الأمل بمرضها، وهي من الشخصيات التي لا تعوض، وتركت بصمة في النضال الفلسطيني'.

من ناحيته، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، إن 'القيادية محمد تعد من أهم مؤسسي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حيث بدأت مشوارها النضالي مع انطلاقة الثورة الفلسطينية، وكانت دوما تمزج بين دورها كمناضلة وطنية، وقيادية في الحركة النسائية'.

وأشار إلى 'أن محمد تولت الكثير من المسؤوليات القيادية في الجبهة، إلى جانب موقعها في الحركة النسائية، وكانت القائد الأول لمنظمة الجبهة في سوريا، واستمرت في هذا الدور بعد قدومها إلى فلسطين'، مضيفا: لعبت دورا في الحركة النسائية، تكلل بانتخابها نائب لرئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، إضافة إلى دورها الاجتماعي، من خلال ترأسها لجمعية النجدة لتنمية المرأة'.

بدورها، قالت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية انتصار الوزير 'إن القيادية محمد عاشت طفولتها مع شعبها، وتأثرت بأحداث النكبة، وناضلت في صفوف الاتحاد العام للمرأة، خاصة بعد مطاردة الاحتلال لعضوات الأمانة العامة، وإبعاد رئيسة الاتحاد إلى الخارج عام 1967، وإغلاق مقره في القدس'.

وأضافت الوزير:' في عام 1968، عملت مع عدد من رفيقاتها من حركة فتح على إعادة تأسيس الاتحاد وتشكيله مرة أخرى، كذلك تأسيس فروع الاتحاد سواء في الداخل أو الخارج، وناضلت من خلاله لرفع مكانة المرأة في مراكز صنع القرار، وتعبئتها، وتوعيتها، من أجل أخذ دورها في العمل النضالي، كذلك كان لها جهد في وضع وثيقة حقوق المرأة، وإنصاف المرأة من خلال مشاريع القوانين التي ساهمت في إقرارها قانون الأحوال الشخصية، وقانون العقوبات'.

وأوضحت أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية منى الخليلي، أن القيادية محمد عملت على إقرار القوانين والتشريعات التي تحمي المرأة من العنف، وناضلت ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال منعتها من السفر، حتى أنها لم تستطع إكمال علاجها في الخارج'.

واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت رحيل المناضلة محمد 'خسارة وطنية'، قائلا: انخرطت في العمل الوطني وفي حركة القوميين العرب، وفي مقدمة المدافعين عن حقوق المرأة الفلسطينية، وناضلت في الحركة النسوية الفلسطينية.