بعد كل هذا الصمت والترقب، بعد كل هذا الخداع، بعد كل هذه المماحكات والافتعالات والعراقيل في وجه المصالحة، بعد التمرد على اتفاق مكة، والمماطلة في اتفاق القاهرة، وإعلان الدوحة، واعلان الشاطئ، بعد الاختباء وراء عناوين صغيرة زائفة مثل موضوع الزبالين الذين اضربوا برعاية حماس، والموظفين الذين ضاعفت حماس اعدادهم ليكونوا عقبة كأداء، وبعد التفجيرات والجو الأمني المرتبك، واستخدام عنوان داعش في منشورات وتفجيرات، وبعد سلوك شائن ضد وزراء حكومة التوافق الوطني خلال زياراتهم لقطاع غزة ومحاولاتهم لأن تأخذ حكومة التوافق كل صلاحياتها، انفضح السر وانكشف المخبوء بأن حركة حماس تجري اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع اسرائيل تحت عنوان دويلة غزة الممتدة الى سيناء بديلا عن المشروع الوطني الفلسطيني وهو قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
حماس نفت ولكن النفي كان نوعا صارخا من الاعتراف، فالناطقون باسم حماس انصب نفيهم على عدم مسؤولية حماس عن "دردشات" الدكتور احمد يوسف والادعاء بأنها افكاره الشخصية وليست افكار حماس ومسؤوليته الشخصية وليست مسؤولية حماس، ولكنهم لم يقوموا بنفي العملية برمتها أي الاتصالات وموضوع هذه الاتصالات التي كان قد بشر بها الدكتور الزهار أكثر من مرة، التي يقول الحمساويون انها نوع من الاستطلاع السياسي، وأن السياسة شيء متحرك لا يتجمد عند نقطة معينة.
واتضح أن العراقيل التي تضعها حماس في طريق المصالحة انما هدفها احراق الوقت لكي ترى حماس الى اين ستصل هذه الاتصالات، بل ان حماس تهدد علنا بما هو اقسى، اي تصعيد هذه الاتصالات الى حد ضرب المشروع الوطني كله، انظروا حماس تهدد الشعب الفلسطيني والكل الوطني الفلسطيني والشرعية الفلسطينية تحصل على كل ما تريد فانها ذاهبة الى الخيانة لا محالة.
مشروع دويلة غزة الممتدة الى سيناء هو مشروع قديم جديد، اسقطه شعبنا في بداية الخمسينيات حين كانت الحركة الوطنية الفلسطينية لا تزال جنينا ضعيفا بعد النكبة مباشرة، وحماس التي وقفت كجزء من الإخوان المسلمين في صف العداء المكشوف للنضال والكفاح الفلسطيني عقودا طويلة قبل ان تحصل على اسمها الجديد تعيد الكرة ثانية، وتجاهر بالعداء وتجاهر بالخيانة وتعلن نيتها في الاندفاع الى الهاوية لتدمير المشروع الوطني.
لا بد من تغيير قواعد اللعبة، لا بد من جعل حماس عارية تماما، مدانة تماما، في مواجهة مع الشعب الذي تغرس خناجرها في ظهره لصالح اسرائيل، وجولات المصالحة الفاشلة منذ سنوات خير دليل، وجولات حكومة التوافق الوطني خير دليل، ولا بد من قول الحقيقة كاملة لشعبنا لكي يستعد ويتهيأ للمواجهة الشاملة.
دروب كثيرة للخيانة: بقلم يحيى رباح
02-05-2015
مشاهدة: 796
يحيى رباح
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها