فتح ميديا/لبنان، تحول المهرجان السياسي والجماهيري الحاشد إحياءَ للذكرى الـ44 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في منطقة الشمال إلى حدث وطني كبير للإعلان عن نتائج أعمال المؤتمر الوطني العام السادس الذي انتهى بمسيرة جماهيرية حاشدة تحت شعار الحرية للمناضل سامر العيساوي والمضربين عن الطعام. وقد شارك في المهرجان الذي نُظِّم في صالة جار القمر في مخيم نهر البارد، مطران عكار وتوابعها باسيليوس منصور وممثلو الأحزاب اللبنانية والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، وهيئة المناصرة والمؤسسات، وحشد من الشخصيات والفعاليات وبعض النازحون من سوريا وجمهور كبير من أبناء مخيم نهر البارد وأعضاء الجبهة ومنظماتها الجماهيرية.

بدأ المهرجان بكلمة ترحيب من أمين اتحاد الشباب الديمقراطي في المخيم المهندس نبيل احمد، ثم الوقوف دقيقة صمت لأرواح الشهداء وسماع النشيدين اللبناني والفلسطيني.

ثمَّ ألقيت عدة كلمات بالمناسبة. فعرض عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية أبو لؤي أركان لنتائج أعمال المؤتمر الوطني العام السادس الذي انعقد في ظروف سياسية وأمنية شديدة التعقيد مشيراً  إلى أن قوام المؤتمر بلغ 450 مندوباً يمثلون خمسين ألف عضواً من مختلف المنظمات الحزبية والديمقراطية، حيثُ كان 60% منهم من الأراضي الفلسطينية و 40% من الشتات، ولافتاً إلى أن المؤتمر انتخب اللجنة المركزية التاسعة من 115 عضواً أعادوا بدورهم انتخاب المناضل نايف حواتمة أمينا عاماً للجبهة وقيس عبد الكريم "أبو ليلى" وفهد سليمان نائبين للأمين العام، إضافة لانتخاب أعضاء المكتب السياسي، وقد صادق المؤتمر على التقارير التنظيمية والسياسية والمالية والبرنامجية.

من جهته هنَّأ المطران منصور الجبهة بانطلاقتها وإنهاء مؤتمرها الوطني السادس، ووجَّه التحية للمناضل الفلسطيني العربي والأممي الكبير نايف حواتمة، وحيا نضالات الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال والاستيطان والجدار والتهويد وقضم الأراضي، مطالباً بالعمل على تحرير فلسطين وعاصمتها القدس.

 وموجِّهاً.

كما وجَّه منصور التحية للمناضل سامر العيساوي القيادي في الديمقراطية ودعا إلى أوسع تحرك لإطلاق سراحه وجميع المضربين عن الطعام، موجِّهاً التحية المناضل المطران عطالله حنا، وداعياً إلى دعم نضال الفلسطينيين ولا سيما اللاجئين من أجل نيل حقوقهم في العودة وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف.

أمَّا كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فألقاها عضو مكتبها السياسي خالدات حسين. فعرضت لمسيرة الجبهة منذ انطلاقتها، وحيت قادتها الشهداء والأسرى ودعت إلى استثمار انتصارَي غزة والأمم المتحدة لوضع إستراتيجية نضالية فلسطينية بديلة تستند إلى المقاومة بكافة أشكالها، وإلى العمل على إطلاق سراح الأسرى وعلى رأسهم القيادي في الجبهة سامر العيساوي.

كما حيَّت حسين الأسرى وفي مقدمهم عضو المكتب السياسي للجبهة إبراهيم أبو حجلة وعضو اللجنة المركزية عصمت منصور، وشددت على ضرورة إنهاء الانقسام بتنفيذ بنود إعلان القاهرة 2005 ووثيقة الوفاق الوطني في غزة 2006، داعيةً إلى دعم نضال اللاجئين في لبنان لتحقيق العودة إلى ديارهم تطبيقاً للقرار 194 من خلال إقرار حقوقهم الإنسانية واستكمال إعمار البارد عبر توفير الأموال واستمرار خطة الطوارئ الشاملة، ومشددةً على أن الفلسطينيين ليسوا طرفاً في الصراعات والتجاذبات الداخلية في لبنان وسوريا.

كما حمَّلت حسين الأونروا مسؤولية وضع خطة للنازحين من سوريا، وطالبت الحكومة اللبنانية بمساواة النازح الفلسطيني بأخيه السوري، داعيةً "م.ت.ف" إلى تكريس دورها كممثل شرعي ووحيد لشعبنا من خلال تأمين احتياجات اللاجئين في لبنان والنازحين من سوريا وزيادة رواتب الشهداء المدنيين وبناء جامعة فلسطينية ومستشفى تخصصي وتفعيل المؤسسات والاتحادات على أسس ديمقراطية.

وفي ختام المهرجان انطلقت تظاهرة جماهيرية حاشدة تقدمها فرقة القدس الكشفية التابعة لاتحاد الشباب والمشاركون في المهرجان، دعماً للأسرى ومطالبةً بإطلاق سراحهم جميعاً. وانتهت المسيرة أمام النصب التذكاري لمقبرة الشهداء في المخيم القديم، حيث وضع المشاركون أكاليلاً من الزهور، و ألقى أمين سر الجبهة في المخيم فادي بدر أبو صطيف كلمة عاهد فيها الشهداء على مواصلة النضال حتى تحقيق الأهداف الوطنية التي ضحوا من أجلها.