فتح ميديا/لبنان، أقامت هيئة التوجيه السياسي، مدرسة الشهيد ياسر عرفات للكوادر حفل تخريج دورة "تدريب مدربين بالقانون الدولي والمعايير الانسانية" التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع مؤسسة نداء جنيف السويسرية (جينيفا كول) ، في مجمع الشهيد ياسر عرفات في مخيم البص السبت في 16-2-2013

تقدم الحضور أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال قشمر، زقيادة حركة "فتح" التنظيمية والعسكرية في منطقة صور، ومديرة مؤسسة نداء جنيف اليزابيث ديكري وارتر، وممثلو فصائل "م.ت.ف"، والقوى والأحزاب اللبنانية، والجمعيات، واللجان الشعبية، والفعاليات اللبنانية والفلسطينية.

بعد الوقوف دقيقة صمت رحب العميد نزيه سلام بالحضور ثم كانت الكلمة لمنسق الدورة الاستاذ يوسف وهبه أكد فيها "أن السعي لغرس القانون وتعميمها في أوساط مجتمعنا، هو غاية كبرى قد تبدو بعيدة المنال، وقد ينظر إليها كثيرون بعين الهزء أو الاستخفاف. غير اننا اتخذنا من الشعار العظيم للشهيد الرمز ياسر عرفات مبدأً أساسياً في توجهنا، وهو شعار البندقية غير المسيسة قاطعة طريق."

وأمل وهبه "أن يكون الأخوة الخريجون نواة حقيقية أبناء منظومة قانونية تعمل على تكريس ثقافة القانون واحترامه، بما يضمن تحقيق العدالة والمساواة، ويقضي على بعض المظاهر الفاسدة التي توهم البعض أن مواقعهم أو مهامهم تجعلهم فوق القانون."

وألقى كلمة الخريجين خالد عبود شكر فيها القائمين والمنظمين لهذه الدورة قائلاً:"لقد خطت القيادة الفلسطينية في لبنان خطوة إلى الأمام ويسجل لها ذلك بتعاونها مع مؤسسة جينيفا كول لنشر هذه المعايير والمفاهيم، من خلال إقامة دورات ومحاضرات على إمتداد الساحة اللبنانية لقوات الأمن الوطني، بالاضافة لبعض المؤسسات التي تعمل في الوسط الفلسطيني." وأضاف "لا بد لنا من أن نتسلح بالقانون الدولي الانساني ليتسنى لنا مقاضاة العدو لتجاوزاته وانتهاكاته وارتكابه المجازر ومحاسبته من خلال المؤسسات الدولية."

كلمة مسؤول هيئة التوجيه السياسي والمعنوي اللواء بلال أصلان قال جاء فيها:"لقد كان الوصول إلى مرحلة التفكير بتدريب مدربين في مجال مرتبط بالقانون الدولي ثمرة جهد طويل وإنخراط مستمر لهيئة التوجيه السياسي والمعنوي ومدرسة ياسر عرفات للكوادر في هذا المجال منذ ما يقارب 3 سنوات، حيث أدركنا بالفعل أهمية الجانب القانوني في حياتنا اليومية وفي معركتنا المتواصلة وفي نضالنا المستمر ضد الاحتلال الاسرائيلي، ووجدنا أن الالتفات لجانب القانون الدولي يقدم خدمة كبرى لقضيتنا عموماً، ولواقع مخيماتنا خصوصاً." وأكد أصلان أن "معركتنا مع الاحتلال الاسرائيلي هي قانونية بامتياز بجميع المحافل والمؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة من اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بالأسرى والتي تطالب بتحويل المعتقلين الفلسطينيين وفقاً لهذا بأسرى حرب للدولة الفلسطينية وضرورة الإفراج عنهم وكذلك بمحكمة الجنايات الدولية للتحقيق باغتيال الشهيد الرمز القائد الخالد ياسر عرفات. بمحكمة العدل الدولية بما يتعلق بموضوع الاستيطان الغير شرعي وجدار الفصل العنصري وتهويد مدينة القدس، وللتأكيد على حق شعبنا بالمقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال وهو ما يضمنه القانون الدولي والمعايير الانسانية وشرعة حقوق الانسان."

مديرة مؤسسة جينيفا كول اليزابيث ديكريوارتر عبرت عن سعادتها بوجودها بين الخريجين الذين أمضوا وقتاً في تحصيل المعرفة، وهنأتهم على اجتيازها، خاصة أن هذه الدورة ضمت نساء مما يعتبر شيئاً إيجابياً للحركة النسائية. وشكرت جميع الأشخاص الذين ساهموا بإنجاح هذه الدورة من منظمين ومنسقين ومدربين ومشاركين، كما شكرت حكومة النرويج والشعب النرويجي الذي دعم هذه الدورة وهذا البرنامج. وأكدت وارتر أن "الجميع متفق على أن المعايير الانسانية هي أساس بناء المجتمع ولا أحد يستطيع أن يبني سلام من خلال ارتكاب الجرائم والانتهاكات الانسانية."

وتوجهت إلى المشاركين قائلة:" اليوم نحن وصلنا إلى إنهاء مسار معين، لكن هذه النهاية هي بداية مسار آخر لأنكم سوف تستخدمون المهارات والمعلومات التي اكتسبتموها وتقومون بنقلها إلى آخرين وتدريبهم ونحن في مؤسسة نداء جينيف جاهزين لمساعدتكم."

وأكد أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات أن "لأبناء الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية المصلحة لاحترام القوانين الدولية وتطبيقها في السلم والحرب، لأننا نعمل ونناضل تحت سقف القوانين الدولية ونطالب بتطبيقها." وأضاف:" إن الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني من استيلاء على أموال السلطة وحجزها وبناء المستوطنات ومصادرة الاراضي وتهويد القدس، والاعتقال الاداري، وعمليات الإبعاد للأسرى والتعذيب الذي يتعرضوا له، هي جريمة حرب وجرائم يعاقب عليها القانون الدولي."

واعتبر ابو العردات أن الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني تمارس حتى على اللاجئين الفلسطينيين مؤكداً "أن حرمان الفلسطيني من امتلاك منزل وحرمانه من حقه في العمل هو انتهاك لأبسط حقوق الانسان لأن حرمانه من هذه الحقوق هي حرمانه من الحياة، ويجب إخراج الحقوق المدنية والانسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان من البازار السياسي. ونحن نحاول مع أصدقاء لبنانيين أن نغير هذا الوضع القائم وقد خطونا خطوات أساسية لكن ما زال أمامنا الكثير."

وحول الدورة أشار أبو العردات إلى أن "هناك الكثيرون لاموا خطوتنا هذه واعتبروا أن هناك أولويات يجب العمل عليها، لكننا نعتبر أن تعليم الأخوة في قوات الأمن الوطني وتدريبهم على مبادئ القانون الدولي الانساني والمعايير الانسانية الدنيا هي أولوية." مضيفاً " أنتم أيها أيها الخريجون عليكم مسؤولية كبيرة في نشر ثقافة ما تعلمتوه والذي يتماشى مع مبادئ وأساليب الثورة الفلسطينية باحترام حقوق الانسان، ونشر هذا الوعي في جميع مواقعنا ومؤسساتنا."

وفي ختام الحفل وزعت الشهادات على الخريجين.