عقب المنسق المقيم للأمم المتحدة، جيمس راولي، بالنيابة عن الأمم المتحدة في دولة فلسطين على مشاركة آلاف العدائين في ماراثون فلسطين في بيت لحم، للفت الانتباه إلى الحق في حرية التنقل، بالتأكيد على أن حرية التنقل هي حق إنساني عالمي.
وقال في بيان صحفي: تنص المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه ينبغي أن يكون الجميع قادرين على التنقل والإقامة في أي مكان داخل بلدهم، ولذا فإن خوض هذا الماراثون هو مظهر بسيط لممارسة هذا الحق من قبل كل مشارك أو مشاركة.
وتابع: إن خوض ماراثون في بيت لحم يظهر القيود الصارمة والتي يستمر فرضها على حرية الحركة بالنسبة للنساء والرجال والبنات والأولاد الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، وعدائو الماراثون غالباً ما يصلون إلى مرحلة 'صدم الجدار' تحت ضغط الإجهاد البدني والعاطفي بعد اكمال دورة الـ 42 كيلومتر، ولكن في الأرض الفلسطينية المحتلة، فأنت تصطدم بالجدار فعلياً قبل تلك المسافة.
وذكر المسؤول الأممي بأن الجدار والحواجز العسكرية في الضفة الغربية هي عقبات تحول دون حرية التنقل ولها تأثير مدمّر على حياة الفلسطينيين، وهذا ما أشارت اليه بوضوح محكمة العدل الدولية.
وقال: كذلك فإن الحصار المفروض على غزة يقيّد بالمثل حرية حركة الناس والبضائع، ويخنق الانتعاش والتنمية الاقتصادية، ويقسّم الأسر والمجتمعات المحلية، فاحتياجات الأمن القانوني لإسرائيل بحاجة إلى أن تكون متوازنة مع احترام حقوق الإنسان، كما أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة لتخفيف بعض القيود المفروضة على حركة الناس والبضائع في الأرض الفلسطينية المحتلة هي موضع ترحيب، ونشجع القيام بمبادرات أخرى في هذا الإطار، بما في ذلك الرفع الكامل للحصار.
وأضاف: كما تعتبر حرية التنقل عنصراً أساسياً للتمتع بالحقوق الأخرى، ولذا فإن القيود المفروضة على حرية التنقل تقيّد بالمقابل تمتع الفلسطينيين في كثير من حقوقهم الإنسانية الأخرى، بما في ذلك الحق في الصحة والترفيه والرياضة، والحق في التمتع بمستوى معيشي لائق، والحق في العمل والتعليم. كما تمنع الحواجز أيضاً الشباب من اكتساب وتبادل المعرفة والمهارات والثقافة والخبرة التي من شأنها أن تسمح لهم بالمساهمة بشكل كامل في التنمية الفلسطينية المستقبلية.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الحرمان من حرية التنقل هو أحد عناصر عدم المساواة في النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني، ويقف في طريق الجهود الرامية إلى ضمان احترام حقوق المرأة. كما تؤثر القيود المفروضة على حرية الحركة في الأرض الفلسطينية المحتلة سلباً على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين يواجهون أصلاً عقبات تحول دون تمتعهم الكامل بحقوق الإنسان.
وقال: إن حرية التنقل هي شيء يجب أن نحافظ عليه ونحميه. وكما يقال في فلسطين فإن 'الحركة بركة'. ولذا فإن مشاركة الناس في هذا الماراثون من مختلف طبقات المجتمع، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة من جميع مناطق الأرض الفلسطينية المحتلة، يظهر إلى أي درجة هم يقدّرون هذا الحق.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها