في تغطية مستمرة للعدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا وتطورات العدوان على لبنان عبر قناة "فلسطيننا"، استضافت الإعلامية مريم سليمان، عبر الهاتف، المحلل السياسي وأستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة الدكتور أسعد العويوي، للحديث عن مستجدات الأحداث في قطاع غزة ولبنان، وتداعيات السياسات الأمريكية على العدوان.
افتتح الدكتور العويوي مداخلته بتحية لشعبنا الفلسطيني وللشعب اللبناني الصامد أمام العدوان الإسرائيلي الذي انطلق في الثامن من أكتوبر، وأوضح أن العدوان على غزة يهدف إلى تحقيق سياسات نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، والتي ترتكز على التطهير العرقي واقتطاع أجزاء من القطاع، مشيرًا إلى ما يسمى "خطة الجنرالات" التي تستهدف إخلاء مناطق في شمال غزة من السكان وخلق بيئة غير صالحة للحياة، ما قد يدفع الفلسطينيين للنزوح القسري.
وفي سياق الجهود الدبلوماسية، اعتبر العويوي أن تصريحات البيت الأبيض بشأن وقف الحرب واستعادة الرهائن ليست سوى شعارات فارغة تهدف إلى إيهام المجتمع الدولي والعربي بأن الولايات المتحدة جادة في حل القضية، وأكد أن واشنطن لم تمارس الضغط الكافي على حكومة نتنياهو لوقف العدوان، وأن الإدارة الأمريكية الحالية كانت عاجزة عن فرض أي مبادرات سياسية فعّالة.
كما تطرق العويوي إلى عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لافتًا إلى أن ترامب، الذي قاد "صفقة القرن"، لا يرى في القضية الفلسطينية قضية سياسية، بل ينظر إلى دولة الاحتلال باعتبارها بحاجة للتوسع على حساب الأراضي الفلسطينية وأجزاء من الدول المجاورة، وأضاف أن ترامب ينظر إلى المنطقة بعقلية رجل الأعمال، حيث يسعى لتحقيق مكاسب مالية دون الانخراط المباشر في حروب طويلة.
وعن تصاعد العدوان في لبنان، أوضح العويوي أن الاحتلال لا يملك استراتيجية واضحة لتحقيق نصر عسكري على المقاومة اللبنانية، بل يلجأ إلى سياسة تدمير البنية التحتية واستهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة، ظنًا أن هذا الضغط سيؤدي إلى تنازلات سياسية من الجانب اللبناني، وأشار إلى زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي للمنطقة بعد الانتخابات الأمريكية، معبرًا عن اعتقاده بأن المبعوث ينفذ أجندة نتنياهو التي تسعى لفرض شروط جديدة على لبنان.
وفي سياق حديثه عن التطورات الداخلية في الكيان، تناول العويوي إقالة وزير الدفاع جالنت، معتبرًا أن نتنياهو يسعى لإسكات الأصوات العسكرية والمهنية التي تعارض رؤيته السياسية المتطرفة، وأكد أن نتنياهو يرفض وقف الحرب إلا بتحقيق نصر واضح يخدم مصالحه الشخصية.
واختتم العويوي حديثه بالإشارة إلى العقيدة المتطرفة التي تحكم الكيان، والتي تبرر القتل الجماعي والدمار على أسس دينية عنصرية، مؤكدًا أن هذه العقيدة لن تحقق أي أهداف سياسية، كما عبّر عن تفاؤله بأن الدعم الدولي للقضية الفلسطينية سيتعزز، في ظل تصاعد الوعي الدولي بجرائم الاحتلال وعزلته المتزايدة، ودعا العويوي إلى استثمار هذا الزخم الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها