في حلقة خاصة عبر الإنترنت أجرتها الإعلامية مريم سليمان على قناة فلسطيننا، استضافت فيها عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الكاتب محمد علوش، لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية ومخططات الاحتلال الصهيوني المتواصلة ضد قطاع غزة والضفة الغربية، وسياسات الولايات المتحدة المتوقعة في ظل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي بداية حديثه أشار محمد علوش إلى التصعيد الصهيوني في قطاع غزة، حيث تقوم قوات الاحتلال بعمليات اقتحام واعتقالات تعسفية وتجبر النساء والأطفال على النزوح، موضحًا أن هذه الانتهاكات تندرج ضمن سياسة العقاب الجماعي والإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بدعم الإدارة الأمريكية، وذكر علوش أن الاحتلال يسعى لفرض واقع جغرافي وسياسي جديد من خلال مخططه المتمثل في خلق "كانتونات" معزولة في قطاع غزة، وهو ما يهدف إلى فصل القطاع عن الضفة الغربية وقطع الطريق أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتناول علوش تصريحات الوزير الصهيوني سموتريتش، التي تؤكد رؤية الاحتلال لغزة كجزء من "أرض إسرائيل"، مؤكدًا أن هذه التصريحات تعكس عقلية حكومة نتنياهو الفاشية والعنصرية التي تعمل على فرض السيادة الصهيونية بالقوة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأشار علوش إلى أن سموتريتش يمثل أكثر الأصوات وضوحًا وصراحةً في التعبير عن مخططات الاحتلال التوسعية، والتي تهدف إلى القضاء على مشروع الدولة الفلسطينية وضرب الهوية الوطنية لأبناء شعبنا.
كما تطرق علوش إلى الاجتماع الأخير الذي جمع بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، معتبرًا أن هذه اللقاءات تشكل فرصة ضرورية لتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة المخططات الصهيونية الرامية إلى فصل قطاع غزة وفرض إدارة مدنية بديلة تابعة للاحتلال، داعيًا حركة حماس إلى تغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية والالتزام بالوحدة الوطنية.
وفيما يتعلق بالوضع الأمريكي، أكد علوش أنه لا يعوّل على الإدارة الأمريكية الحالية أو السابقة، التي دعمت الاحتلال بشكل غير مشروط، وأشار إلى أن الدعم الأمريكي لحكومة نتنياهو لم يتأثر رغم الخلافات السياسية، وأن الإدارة الأمريكية تمارس "إرهاب الدولة" عبر دعمها للجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، كما دعا المجتمع الدولي إلى فرض عزلة سياسية وقانونية على حكومة الاحتلال ومحاسبة قياداته، بمن فيهم نتنياهو وسموتريتش، على الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.
واختتم علوش اللقاء بالتأكيد على أهمية الحفاظ على وكالة الأونروا كرمز لحق العودة وشاهد حي على مأساة الشعب الفلسطيني، محذرًا من خطورة استهداف الاحتلال لهذه الوكالة عبر فرض قيود على عملها، في محاولة لطمس قضية اللاجئين الفلسطينيين، ودعا إلى تحرك عربي ودولي لدعم الأونروا وضمان استمرار خدماتها للاجئين، مشددًا على أن دعم المجتمع الدولي لحقوق اللاجئين الفلسطينيين ضروري في ظل الاستهداف المنهجي للمخيمات الفلسطينية ومحاولة تغيير هويتها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها