يتسابق مشايخ الفتنة في اصدار الفتاوى عبر الفضائيات التي يظهرون عليها وهي في اغلبها فضائيات تدعي خدمة الدين بينما هي فضائيات خاصة تعبر عن وجهة نظر اصحابها من المتاجرين بالدين، ويعتليها اناس اعطوا انفسهم القاباً دينية وشهادات فقه وعند التمحيص يثبت انهم ممن تأبطوا دينا وليسوا بأهل فقه. وآخر بدعة في فتاويهم هي مسلسل فتاوى القتل لمن يعارضهم في تونس ومصر وغيرهما.. صحيح ان بعض الانظمة تقتل بقرارات ودون فتوى الا ان إلصاق القتل بالدين هو جريمة مزدوجة، وقد بدأت فتاوى القتل بالظهور في العراق عندما تبادل غلاة الشيعة والقاعدة فتاوى القتل دون تمييز.. وكان المرجع الشيعي كاظم الحائري اول من اصدر فتوى اباح فيها دماء البعثيين فتعرض كل السنة في جنوب العراق للمجازروالتهجير ثم افتى حازم الاعرجي من التيار الصدري بقتل البعثي والوهابي للتعجيل بظهور المهدي المنتظر.. وردت القاعدة بفتاوى مضادة ضد «الروافض» وهكذا.. وفي غزة ظهر منظرو القتل في حماس بزعامة النائب يونس الاسطل الذي افتى بقتل عناصر فتح تقربا الى الله. وهو صاحب تحريف الآية الكريمة «وما انتخبت إذ انتخبت ولكن الله انتخب» بدلا من وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى. وعلى شاكلته ظهر منظرون فضائيون آخرون في السعودية افتوا بالقتل لأتفه الاسباب ثم في مصر زعموا ان انتخاب مرسي خيار الهي.. الخ.. ثم زادوا في الآونة الأخيرة بالدعوة لقتل المعارضين كما ورد على لسان الداعية محمود شعبان وزميله اسامة قاسم فالاول نقل حديثاً عن الامام النووي أحل فيه دم محمد البرادعي وحمدين صباحي لانهما ينازعان حاكما تمت مبايعته. وحمدا لله ان الامام النووي لم يترك لهؤلاء قنابل نووية لأبادوا بها عباد الله ومن يعارضهم، كما افتى محمود شعبان بقتل قيادات جبهة الانقاذ في مصر وتبعه اسامة قاسم بالدعوة لقتل كل من يتظاهر حول قصر الاتحادية، وهذه الفتاوى التكفيرية والدموية تبث على الهواء بالصوت والصورة ولو طبق القانون على قائليها لعوقبوا لأن الداعي للقتل مثل القاتل. وقد لوحظ ان جماعة الاخوان اخذت ترسل دعاتها الى معسكرات الأمن المركزي لتشجيع عناصر الأمن على قمع المتظاهرين وعدم التردد في القتل باعتبار ذلك مباحاً دينياً.. كما لوحظ ان الحكومة المصرية صرفت 200 مليون جنيه مكافآت للأمن المركزي قبل يوم الجمعة الفائت حتى يشدد قبضته ضد مظاهرات الجمعة.. فالفتاوى والمال والاغراءات هدفها القتل.. فهل بعد ذلك يمكن القول ان مصر تغيرت ام ازداد نظامها القمعي قمعا وجبروتا؟

وذهب من يسمى «ابو اسلام» على قناته «الأمة» باتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من دعا الى القتل وليس محمود شعبان وقال حرفيا «محمود شعبان ضحية النبي لأنه الداعي للعنف وكان شعبان يقول حكما شرعيا» فهؤلاء يتطاولون على الرسول دون خجل مثلهم مثل بعض رجال الدين الشيعة من اصحاب الفضائيات وقد سمعت ذات يوم احدهم يقول حرفيا «لقد اخطأت يا رسول الله لأنك لم تسم عليا خليفة لك» فهل امثال هؤلاء يبشرون ام يدمرون؟

ولعل الايغال في القمع هو اجبار مواطن مصري تعرض للسحل على نفي انه تعرض للسحل.. والادعاء بأن احد ضحايا المظاهرات قتل في حادث سيارة وليس ضربا تحت التعذيب.. وهذه ايضا لم تحدث الا في عصر قراقوش اذ يحكى ان رجلا اشتكى الى قراقوش من ان رجلا ضرب زوجته فاجهضت ما في بطنها فحكم قراقوش على المعتدي «خذها ولا تعدها الى زوجها الا وهي حامل».