في بادرة منها وكعادتها بتكريم الوطنيين والشهداء اللبنانيين والفلسطينيين، كرّمت الرابطة الأهلية في طريق الجديدة الشهيد محمود عثمان (ابو المكارم) وفاءً وتقديراً لعطاءاته النضالية في حركة فتح، وذلك بعد عصر الجمعة 6\2\2015 في مقر الرابطة.
وشارك في حفل التكريم امين سر اقليم حركة "فتح" في لبنان الحاج رفعت شناعة، وممثل فضيلة الشيخ آية الله عفيف النابلسي ماجد سنان، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، وممثلو فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية، ورئيس الاتحادات والروابط والهيئات البيروتية راجي الحكيم، ورئيس المجلس الاسلامي الفلسطيني فضيلة الشيخ الدكتورمحمد نمر زغموت، ومسؤول القيادة العامة ابو عماد رامز، وممثلو مؤسسات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني، وعائلة الشهيد.
بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت لارواح الشهداء وتلاوة آيات من الذكر الحكيم عن روح الشهيد والشهداء اللبنانيين والفلسطينيين بصوت الشيخ حسن ابو سالم.
ثمّ القى ابو عماد رامز كلمة التحالف، جدّد فيها العهد للشهداء وقال: "سنبقى الاوفياء والأمناء على مسيرتهم لأن قوافل الشهداء هم من عبّدوا الطريق لنا اتجاه فلسطين".
مضيفاً "لقد كان ابو المكارم يمثل لنا قامة وطنية واخلاقية وتربوية..هو المربي المناضل والقائد الذي انخرط بالثورة منذ نعومة اظفاره .. الشهيد ابو المكارم ادى رسالة في هذه الحياة رسالة نضالية وتربوية وخرّج الاجيال حيث ترك بصمته فيهم، وحث الشباب الفلسطيني على حب فلسطين والوطن والثورة".
وبعدها كانت كلمة ممثّل العلامة عفيف النابلسي ألقاها ماجد سنان فنقل فيها تحيات العلّامة عفيف النابلسي، وقال: "ان فلسطين لم تبخل يومًا بالشهداء وارض القداسة والعفة والكرامة، وان حب فلسطين تكليف شرعي وواجب قومي حيث ارتوت ارضها بالشهداء دفاعاً عن الارض والعرض. فلسطين هي عنوان الارض وديمومية الاجيال الصاعده الذين يعول عليهم لتحرير الارض.
هناك بلدان يتآمرون على القضية الفلسطينية اما تحت شعار الحرية، او تحت ستار الاسلاميين ولكن فلسطين تنوء تحت الاحتلال وبناء المستوطنات وصولاً لإعلان الدولة المزعومة. اؤمن ان المشروع ديني له علاقة بالتلمود التوراتي لكن طالما بقي طفل فلسطيني وعربي شريف فلن يمر هذا المشروع. ان المقاومة التي حررت لبنان واذلته ستثأر لدماء شعبنا الفلسطيني.
وختم كلمته بالـأكيد على وحدة الصف الفلسطيني معتبراً اياه اساساً مهماً جدا من اجل توحيد القوة الفلسطينية وتحرير فلسطين، مشدّدًا على ضرورة ايلاء الاسرى الاهتمام الاكبر.
أمّا كلمة الاحزاب والقوى الوطنيه اللبنانية فألقاها راجي الحكيم حيثُ تحدث عن مناقبية الشهيد وكيفية لقائه في جبهات النضال والثورة في بيروت حيث عرفه الصادق الامين على شعبه وثورته ومخيماته.
ووجه رسالة الى قيادة الفصائل قائلاً: "هناك تراجع بأوضاع المخيمات اذا كانت المخيمات بخير ستكون الثورة بخير، لذلك يجب تعزيز الاوضاع بالمخيمات والمحافظة على شبابنا بالحياة الاغاثية والانمائية داخل المخيمات يجب ان نعيد بناء المستشفيات والمستوصفات لنعيد هيكل الثورة ولتستمر وتنتصر باذن الله".
بدوره ألقى الاعلامي فؤاد شحاده كلمة استهلّها بتوجيه الشكر لمنظمي التكريم وأضاف "الأخ ابو المكارم دائم الحضور عصي على النسيان، ان عظمة شهدائنا اختصروا المسافات بين الموت والحياة نذر نفسه للاجيال في سبيل فلسطين. العائلة يوم فراقه اهدته لفتح قائدًا من قادته وجندي في صفوفها واهدته لفلسطين علمًا من اعلامها، راية خفاقة، اليوم نعلن اننا ما زلنا ننتمي لهذا الجيل العظيم، ونعاهد فلسطين على المضي قدماً في طريق الانتصار".
وبعدها كانت كلمة حركة "فتح" القاها الحاج رفعت شناعة، حيثُ قال: "ابو المكارم احد مؤسسي وبناة هذه الحركة العملاقة الرائدة التي ما زالت حتى هذه اللحظات وبعد 50 عاماً هي التي تقود المشروع الوطني الفلسطيني، نرحب بكم في حركة فتح وانتم تشرفوننا في هذا التكريم لقائد من قادتنا أدى دوراً تاريخياً ومؤسسا في مرحلة كانت من ادق واصعب المراحل وهي المرحلة الاولى حيث كانت الطليعة التي تبني للمستقبل ولا تبني فقط لمرحلة محددة كانت تعي تماماً ان الطريق طويل والمشوار صعب ولا بد من الشهداء والتضحيات ولذلك قلنا ثورة حتى النصر وما زلنا نرددها لأن هذه الثورة يجب ان تنتصر.
ابو المكارم كانت له الفرصة الثمينة ان يواكب في تلك المرحلة مرحلة ثلة من القيادات والكوادر الاساسيين في حركة فتح، فلا ننسى القادة الذين شكلوا قيادة اقليم لبنان وكان في مقدمهم صقر ابو حبش، زياد الاطرش، راجي النجمي، والكثير من هؤلاء الذين واصلوا المسيرة بهمة قيادة فتح الاولى التي اقسمت وعاهدت وما زالت. لقد تعلّم الكثير من الدكتور محجوب عمر الذي عرفته فقط 6 اشهر في الشمال، لكن الذين كانوا هنا كان لديهم المادة الدسمة والسلاح المتين والقوي الذي يزيدنا قوة وتماسكاً في قهر كل المحاولات الرامية لاضعاف وتدمير هذه الحركة، ولا نستغرب ان قيادتنا استطاعت في تلك المراحل الصعبة ان تتجاوز المؤامرات والمشاريع التي كانت ترسمها الدول الكبرى ومخابرات العالم في عاصمة بيروت وعاصمة الشعب اللبناني وعاصمة الشعب الفلسطيني، لأن التجارب اثبتت اننا شركاء في القتال والمواجهات السياسية كان هناك شيئاً يجمعنا هو الخندق الواحد ضربنا المثل الاعلى في العام 82 عندما صمدناً جميعاً اثناء الاجتياح الاسرائيلي، وقلنا للعالم ان الشعب الفلسطيني واللبناني لن يرضخا للاحتلال الاسرائيلي.. صمدنا 88 يوماً وحدنا قاتلنا بشرف وشموخ ولم تستطع اسرائيل وجيشها الذين كان ينتشر من الجنوب الى بيروت ان يتقدم حتى امتار داخل بيروت، وهذا شرف للشعبين اللبناني والفلسطيني هذه مراحل ومحطات لا يمكن ان ننساها لذلك عندما نتحدث عن الشراكة مع شعبنا اللبناني لا نتحدث من فراع، نتحدث عن تجربة طويلة وعريضة كانت معمدة للدم والتضحيات الشهيد اللبناني الى جانب الفلسطيني وما زلنا وسنبقى لأن هذين الشعبين هما وجهاً لوجه مع العدو الاسرائيلي".
وتابع "ان شهيدنا ابو المكارم وهو من الرجال الذين وعدوا وصدقوا وظلوا على وفائهم حتى اللحظة الاخيرة من حياتهم ظلوا متمسكين بهذه الحركة لأنه مقتنع بأن الجذور التي رواها في البداية ما زالت هي التي تنمي هذه الشجرة، شجرة التحرير والنصر المستقبلية، شجرة العودة التي لا بد ان نقطف من ثمارها لأن هذه الشجرة ارتوت بدماء شهدائنا لأنها شجرة مباركة، هذه الثورة العملاقة التي نقودها اليوم كفصائل هي ارث تاريخي لشعبنا وجماهيرنا وللامة العربية المنشغلة اليوم للاسف في كثير من الصراعات وقد يكونوا مجبرين على هذه الصراعات التي استنزفت قدراتنا لكن كل خسارة تحدث من كيسنا نحن، من صندوقنا نحن.. هي خسارة لنا لأن الرابح اليوم هي اسرائيل.. اسرائيل سعيدة جداً ان ترى حالة التمزق في العالم العربي لأنها تعيش على هذه الصراعات الطائفية والمذهبية لأن الدم يسيل في المكان غير الصحيح لكن هناك مؤامرة تستهدفنا وعلينا نحن كشعب فلسطين ان نعي تماماً ما هو المطلوب حتى نحمي ثورتنا وحتى لا يتم تصفيتها في الوقت الضائع ..ان نصون امانة الشهداء الذين تركوا هذه الامانة بين ايدينا وفي اعناقنا ومنهم الرجل القائد الذي نحتفي به اليوم ونكرمه".
وأضاف "كانت لنا تجربة اخيرة في المجلس الاستشاري لحركة فتح حيث كان الشهيد ابو المكارم عضواً في هذا المجلس وكانت له اراء مهمة كان رجل له خبرته التنظيمية وآراؤه الحركية التي تسهم في توجيه وتصويب المسار في حركة فتح.. كان مميزاً بطرحه لأن ما كان يطرحه هو مبني على تجربة سابقة عاشها وعشناها ولا يمكن ان نتخلى عنها ..هي تجربة القرار الفلسطيني المستقل.. لا يمكن ان نتخلى عن قرارنا المستقل الذي هو ضمانة للمشروع الوطني الفلسطيني.
ابو المكارم هو من الكوادر الاولى في حركة فتح التي كانت تعمل في سلك التعليم وغيره لكنهم كانوا قادة في حركة فتح وهذا الموقف لم يكن سهلاً واذكر بالاستاذ معين شبايطة في منطقة صيدا وكان امين سر اقليم وكان دوره شبيهاً بالاخ ابو المكارم لأنه لم يكن يميز بين الموضوع التربوي الوطني والموضوع الثوري التحرري كلاهما يكملان بعضهما وان كانت اليوم لدينا ازمة فهي اننا لم نستطع اليوم ان نوجد هذا الارتقاء بين الجانب التربوي الوطني والتحرر الثوري الجيل اليوم يختلف في الماضي كان جيل معبأ يدرس على يد قادة على مستوى عالي من الثقافة والفكر والفهم التاريخي والجغرافي" .
وأردف شناعة "اذا اردنا ان نكرم فمهما قلنا وتحدثنا لا نستطيع ان نختصر سنوات طويلة من النضال والكفاح في احلك الظروف لاخ عزيز علينا هو الاخ ابو المكارم الذي نفتقده في احلك الظروف خاصة في الظروف الصعبة لا تجد الى جانبك من كان صلباً متماسكاً وكان مبنياً على اسس حركية وطنية ثورية سليمة في كلمة الحق مهما كان ثمنه هذا هو المنطق السياسي الذي نطوق اليه دائماً ونتمنى ان يكون الحكم دائماً".
واستطرد شناعة قائلاً: "ثق تماماً اننا سنبقى على الوصية على العهد والقسم ان نكون اعضاء في هذه الحركة وان نتمسك بثوابتنا الوطنية فنحن اليوم صحيح ان هناك حملة شرسة وعدوان قائم سياسي وامني وعسكري على ثورتنا الفلسطينية وشعبنا سواء في الداخل والخارج وهناك عدوان على حق العودة الا اننا نؤكد ان معركتنا مستمرة متواصلة فنحن نؤمن بان قتال هذا العدو يجب ان لا يتوقف يجب ان يكون متنقلاً من جيل الى جيل لأن المشوار طويل.. نؤمن بخوض المعركة بكل ساحاتها واتجاهاتها ..نؤمن بمقاومة الاحتلال، بالانتصارات التي تأتي بعد الجهود السياسية التي بدأت فعلاً في عام 74 باعتراف العالم بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني و بالمعركة الدبلوماسية والقانونية التي بدأت تقض مضاجع العدو الاسرائيلي اليوم وهو يستخدم القرصنة على اموال الشعب الفلسطيني من اجل تركيعنا ونحن نقول كما قال الرئيس نحن لن نستسلم ما نفعله اليوم حق من حقوقنا ان نطالب مجلس الامن والجمعية العمومية التي اعترفت بدولة اسرائيل في 48 من حقنا نحن بعد 65 عاماً ان نقرع الجدار بقوة لنقول للعالم كله عليكم ان تستيقظوا اين حق الشعب الفلسطيني ما هو موقفكم من جرائم الاحتلال في قطاع غزة والقدس والضفة التي تجري يومياً، لكننا نقول لعدونا نحن اليوم اقوى من اي وقت مضى لأن هناك لـُحمة واحدة بين الـ48 والشتات وقطاع غزة ونحن بصدد استكمال هذه اللُحمة من خلال خطوات جريئة على تحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل موضوعي ونابعة من قناعات لان الحِمل كبير ولكن الشعب يقول نحن معكم قاتلو العدو ولا نريد الاستسلام دفعنا الشهداء من اجل النصر والحرية واقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمة لدولة فلسطين".
وختم حفل التكريم بتقديم درع الى زوجة الشهيد ابو المكارم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها