كشفت دراسة حديثة عن فعالية التذكير عبر الرسائل النصية القصيرة SMS في مساعدة المرضى على الالتزام بمواعيد تناول الدواء، خاصة مواعيد الأدوية التي يحتاج المرضى لتناولها بشكل يومي.

وأجريت الدراسة من قبل باحثين في معهد وولفسون للطب الوقائي بجامعة كوين ماري بلندن، حيث تم دراسة تأثير التذكير بالرسائل النصية على مدى إنتظام تناول الأدوية لمجموعة من 301 مريض يتناولن أدوية يومياً.

وقام الباحثون بتقسيم المرضى إلى مجموعتين بحيث يتم إرسال رسائل نصية بشكل منتظم إلى المجموعة الأولى والتي تضم 150 مريضاً، فيما تم تجاهل المجموعة الثانية والتي ضمت 151 مريضاً.

وتم ارسال النصوص بشكل يومي لمدة أسبوعين، ثم زيادة المدة لتكون مرة واحدة كل عدة أيام خلال الأسبوع الواحد وذلك لمدة أسبوعين متتاليين، قبل أن يتم رفع المدة إلى مرة واحدة إسبوعيا لمدة 22 أسبوعا متتالياً.

واستنتج الباحثون أن تسعة بالمائة فقط من المجموعة الأولى التي تم مراسلتها برسائل قصيرة على هواتفها لم تتنتظم في تناول أدويتها اليومية، حيث تناول 14 مريض فقط من المجموعة ما هو أقل من 80% من الأدوية الموصوفة له، مما يثبت نجاح الرسائل في مساعدة المرضى على تذكر موعد أدويتهم حتى بعد زيادة المدة بين كل رسالة تذكير وأخرى.

وفي المقابل، ارتفعت نسبة من لم ينتظمون في تناول أدويتهم اليومية إلى 25% من المرضى بالمجموعة الثانية التي لم يتم مراسلتها بأي رسائل خلال فترة التجربة، كما لاحظ الباحثون وجود بعض الأفراد توقفوا تماماً عن تناول الدواء بنفس المجموعة.

وقال دافيد والد، طبيب متخصص بأمراض القلب وأحد أعضاء الفريق البحثي، واحدة من أهم المشاكل التي تسبب في فشل مهمة الأدوية والطب بشكل عام، هي مشكلة عدم تناول الدواء الموصوف بانتظام.

وتابع طبيب القلب، في تعليقه على الدراسة التي نشرت بمجلة PLOS one العلمية، قائلاً “الرسائل النصية القصيرة قد تمثل حلا بسيطاً وفعالاً لتلك المشكلة، كما تساعد تجربة مثل الحصول على ردود من المرضي عقب تناولهم للدواء على تحديد ما إذا كان مريضاً يواجه مشكلة وفي حاجة إلى المساعدة”.

يذكر أن الباحثين استخدموا خلال دراستهم برنامجا خاصاً لإرسال الرسائل النصية القصيرة لهواتف المرضى بالمجموعة الأولى، ومتابعة رد المرضى برسالة أخرى عقب أخذهم للدواء، وقاموا بالتواصل مباشرة مع المرضى الذين لم يقوموا برد الرسائل إلى البرنامج لتذكيرهم بتناول الدواء.