دانت وزارة الخارجية بشدة أقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي، التي أدلى بها في كلمة مسجلة لمركز سافان في واشنطن، وتعتبرها ذراً للرماد في العيون، وجزءاً من حملة التضليل التي يمارسها نتنياهو للرأي العام العالمي والإسرائيلي، واعترافاً مباشراً منه بأن الشروط المسبقة التي يتبناها هي التي أفشلت المفاوضات بالفعل.

وأكدت الخارجية على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن فشل المفاوضات وتوقفها، عندما رفضت الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، ونقضت الإتفاق الثلاثي الأمريكي الفلسطيني الإسرائيلي. واقدمت في ذات الوقت على تصعيد عدوانها وممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني، وواصلت عمليات مصادرة الأراضي وتوسيع الإستيطان وتهويد القدس بهدف تدمير حل الدولتين بقوة الإحتلال وغطرسته، واطلقت يد عصابات المتطرفين اليهود والمستوطنين لتدنيس المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، في أوسع عملية استفزاز لمشاعر الفلسطينيين، وشرعت في سن وتشريع جملة من القوانين العنصرية التي تؤسس لنظام الابرتهايد في فلسطين، وتدعو للحرب الدينية والعنف والتطهير العرقي ضد شعبنا. ليس هذا فحسب بل قامت بشن حرب همجية عدوانية ضد أهلنا في قطاع غزة، وارتكبت المئات من جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية.

 ورأت الخارجية أن الشروط المسبقة التي يطرحها نتنياهو كأساس للمفاوضات والحل لا تعدو كونها تكريساً للإحتلال والإستيطان، من شأنها نسف أي فرصة قادمة للمفاوضات، ولسان حال نتنياهو أنه يتفاوض مع نفسه، ويحاول إملاء ما يريده من حل على الجانب الفلسطيني، بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام في هذه المرحلة.

 وطالبت الوزارة الدول كافة وزعمائها بعدم الانخداع أمام التضليل المدسوس الذي يمارسه نتنياهو، بهدف إخفاء مسؤوليته عن إفشال عملية السلام والمفاوضات، وتبيان موقفه الحقيقي الرافض لتلك المفاوضات وحل الدولتين، وضرورة محاسبته على جرائمه وتحريضه الدائم ضد القيادة الفلسطينية. كما تطالبها بإتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية حل الدولتين وفي مقدمتها الإعتراف بدولة فلسطين.