سقط مرسي في أول امتحان له لإدارة أزمة في حجم الحربعلى غزة، وظهر أنه لا يختلف في شيء عن سابقه.. شجب، وإدانة واستدعاء لسفير مصر بتلأبيب... واستدعاء اجتماع عاجل لفك لغز غزة!؟ فهل حرب غزة التي يبدو أن إسرائيل التياستغلتها كحملة انتخابية، أرادتها امتحانا لمرسي لمعرفة قدرته على إدارة أزمة غزة،ولمعرفة نواياه الحقيقية ومواقفه من إسرائيل؟ وظهر أن الرجل لا يختلف عن مبارك، وسرعانما اختفى خطاب المعارض وتهديده بقطع العلاقة مع إسرائيل وإلغاء كامب دافيد، وها هواليوم يلعب دور المفاوض والمبعوث الغربي للضغط على حماس لوقف 'عدوانها' على إسرائيل.نقطة واحدة اختلف فيها الرجل مع سابقه، وهي أنه لم يعط إشارة الحرب على غزة مثلما فعلمبارك، بل إن الحرب باغتته ووضعته في موقف حرج مع إسرائيل، وهو الذي حاول منذ قدومهإلى الحكم تجنب المواجهة معها، مثلما فعل في سيناء.
وها هو اليوم يقف موقفالا يحسد عليه، إما أن يضغط على حماس لتوقف إطلاق صواريخها التي قلما تصيب هدفا في إسرائيل،وبالتالي يفقد شعبيته في الشارع المصري الذي ما زال يعتقد أن الحكم الإسلامي في مصرسيكون حليفا لحكومة حماس المقالة في غزة وعدوا لإسرائيل، وإما أن يغضب حلفاءه الذينأوصلوه إلى الحكم، قطر وأمريكا إن هو وقف إلى جانب حماس في هذه المحنة وأعلن قطيعةمع إسرائيل، وهو أمر مستبعد حدوثه.
فوضع الرجل هش بسبب المشاكل الداخلية التي تعانيها بلادهاقتصاديا واجتماعيا، ولا يمكن له أن ينتقد إسرائيل، لأنه إن فعل سيغضب أمريكا وقطر،ويقطع بذلك المساعدة الأمريكية التي تمنحها لمصر مقابل السلام مع إسرائيل؟! فعبد أنكانت غزة هي التي في حاجة إلى مصر مرسي، صار مرسي هو الذي في حاجة إلى حماس لتستمعإلى توسلاته وتلتزم بوقف إطلاق النار ولو من جهة واحدة حتى لا يفقد الرجل ماء الوجه،ويسقط في أول امتحان له. ومع ذلك فقد سقط في الامتحان ليس بسبب الحرب، بل لأنه واصلمنذ مجيئه إلى السلطة كل ما كان بدأه سلفه، من غلق المعابر وردم الأنفاق، ومواصلة ضخالغاز إلى إسرائيل وصون اتفاقيات كامب دافيد وغيرها من الأمور التي كان الإخوان ينتقدونالنظام المصري بشأنها. وليس مرسي وحده فقط من سقط في الامتحان، بل كل التيار الإخوانيالذي كان يزايد على الأنظمة الوطنية بالقضية الفلسطينية، ويدعي الجهاد نصرة للإسلاموالمسلمين. وها هي غزة تقصف ولم تجد الأنظمة الإخوانية التي اعتلت الحكم بمباركة قطريةأمريكية ما تذود به عن غزة غير الكلام!؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها