واصلت الصحف الإسرائيلية الانشغال في الضجة التي أحدثتها رسالة ضباط المخابرات الإسرائيليين من وحدة النخبة 8200، الذين أعلنوا رفضهم مواصلة الخدمة في الأراضي الفلسطينية، وكتبت الصحف أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، شن هجوما على الرافضين، خلال خطابه في مؤتمر السيبر، أمس الأحد، واعتبر رسالتهم "خطوة غير ملائمة، تستحق الشجب" ووصفها بـ "الاستغلال السياسي المرفوض للجيش".

وكرر نتنياهو الادعاء بأن الجيش الإسرائيلي هو أكثر الجيوش أخلاقية في العالم وأنه ينفذ المهام التي تلقيها عليه الحكومة كي يحافظ على اللأمن.

وقال:"من خلال معرفتي طويلة الأمد مع رجال الوحدة 8200، فإن القذف الذي لا يعتمد على أي أساس ضدها، لن يمس بالعمل الهام الذي يقوم به جنود الوحدة من أجل أمن الدولة، وأنا اقول لهم: واصلوا".

كما انتقد الناطق العسكري، الكولونيل موطي الموز، رسالة الرفض، وكتب على صفحته في الفيسبوك، أن "الجيش ينظر بخطورة إلى هذه الخطوة، وأن معالجتها ستكون واضحة وحادة".

وادعى الموز أن الموقعين على الرسالة استغلوا الجيش للتعبير عن موقف سياسي، قائلا:"لا مكان للرفض في الجيش، هناك خلافات وهناك مواقف سياسية، نحن في الجيش نشكل عاملا مشتركا، ربما الأوسع في المجتمع الإسرائيلي، وما حدث هنا هو استغلال الخدمة العسكرية لإعلان موقف سياسي".

وادعى الموز أن عشرة جنود فقط من بين كافة الموقعين على الرسالة (43) ينتمون فعلا إلى دائرة العمل، اما البقية فهم جنود يخدمون في الغلاف".

إلى ذلك بعث قائد الوحدة 8200، الكولونيل (أ)، أمس الاحد، برسالة إلى جنود الوحدة النظاميين، دعاهم فيها إلى تبليغ ضباطهم بكل تخبط يواجهونه خلال العمل، بدل التوجه إلى وسائل الإعلام.

ويدعي الجيش أن فحصا أجرته شعبة الاستخبارات الإسرائيلية يبين أن ثلث الموقعين على الرسالة يخدمون في الاحتياط في مجال جمع المعلومات التي تمحور حولها انتقاد الرافضين، وأن واحدا منهم فقط خدم في الاحتياط خلال السنوات الأخيرة.

وانتقدت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش الموقعين على الرسالة، وكتبت في رسالة وجهتها إلى الرافضين عبر صفحتها على الفيسبوك: "إذا قمتم بأعمال غير أخلاقية إلى هذا الحد فلماذا لم ترفضوا تنفيذ الأوامر في حينه. كنتم سترفضون وتحاكمون، ويتم إخراجكم من الجيش وتعيشون بسلام مع ضمائركم. هكذا يفعل الناس الذين يعذبهم ضميرهم حقا".

وتعتبر الوحدة " 8200 " وحدة جمع المعلومات في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وهي أكبر وحدة من ناحية العدد والإمكانيات والميزانية، وواحدة من أهم الوحدات في الجيش الإسرائيلي ولا يقبل لها أي شخص، قائدها ضابط كبير برتبة عميد وعادة ما تكون هويته سرية، وتكشف بعد انتهاء فترة قيادته وتعيين آخر مكانه، تتوزع على الكثير من قواعد الجيش في إسرائيل، لكن قيادتها المركزية في قاعدة "جليلوت" القريبة من "تل أبيب"، وتملك في النقب قاعدة عسكرية للتنصت والتسجيل، تعتبر من أكبر قواعد التنصت والتجسس في العالم.

ووفقا للقناة العاشرة الاسرائيلية فإن هذه الوحدة مسؤولة عن اغتيال العشرات من القيادات البارزة وعناصر المقاومة الذين تم اغتيالهم في الحروب السابقة التي كانت تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة وكان من أبرزها اغتيال القائد صلاح شحادة.