نعتقد ان الليكود لا يجرؤ أن يبدأ حملته الانتخابيةبهجوم عسكري دموي على غزة يكلف اسرائيل اكثر مما هو متوقع من خسائر بشرية ومادية، فرئيسالحكومة نتنياهو يعلم انواع ومدى الأسلحة الجديدة في غزة، وانما نعتقد أن اسرائيل قدتدخلت مباشرة لرسم مستقبل العلاقة بين غزة وسيناء حيث تنمو جماعات مسلحة عصية على السلطاتالمصرية. فعملية «عامود الغيمة» كعاصفة خريف هدفها كما يبدو استهداف الرجل الأقوى فيحماس احمد الجعبري خربطة أوراق حماس الداخلية وتطييرها وبعثرتها !!
لا يختبر الجيش الاسرائيلي قوته الردعية وفاعلية اسلحتهالجديدة على جبهة غزة وحسب، بل يفحص بهذه العمليات الحربية المركزة ما لدى الفصائلالفلسطينية في غزة من سلاح ونوعيته ومداه، ويختبر تكتيكاتها في استعماله، لكن المدنيونالفلسطينيون كالعادة هم ضحايا اثبات الذات.
بعد 390 يوما من استلام الجندي الأسير جلعاد شاليط اغتالجيش اسرائيل احمد الجعبري القائد العسكري لقوات حماس !. فالجعبري امتاز بشخصية عسكريةحازمة، قوية صارمة، كان ابتعاده عن الأضواء الاعلامية سببا في بقائه على قيد الحياةحتى انتهاء حملة الرصاص المصبوب التي انتهت بعد حوالي اربعة اسابيع بتهدئة بين الطرفين .
لم يكن اختيار الجيش الاسرائيلي الجعبري هدفا كاختبارلاستعادة قدرته الردعية وحسب، بل لأن تغييب الجعبري قد يحقق عدة أهداف لاسرائيل أولها: تفكيك قوة حماس العسكرية التي غالبا ما ينعتها الخبراء الاسرائيليون بالجيش، بعدتسرب العديد من مقاتلي كتائب القسام التابعين لحماس الى منظمات وجماعات «جهادية» واخرىذات مسميات جديدة بدأت تظهر على ساحة قطاع غزة وامتد نشاط بعضها الى سيناء. وثانيهاالتخلص من الشخص الذي استطاع رهن شاليط في الأسر لأكثر من الف يوم، وكبل ايدي جيش واستخباراتاسرائيل طوال هذه المدة ومنعها من معرفة مكان احتجازه، اذ يبدو ان الرجل كان قد اخذعلى عاتقه الشخصي ملف الجندي شاليط منذ اسره حتى لحظة ظهوره ممسكا بالجندي شاليط اثناءتسليمه للسلطات المصرية التي رعت عملية التبادل في الصفقة المعروفة، فالجعبري قد ظنان المعادلة قد تغيرت خاصة بعد ان بدت حماس كطرف مقابل سلطات اسرائيل، وبعد تفاؤل بالمتغيراتالسياسية في المنطقة وتحديدا في مصر العربية البلد المجاور.
قد تستوعب اسرائيل بقبتها الحديدية او بقبضة جيشها صلياتالصواريخ المصنعة محليا او تلك المتطورة التي وصلت الى غزة، فحجم ونوع الأسلحة المستخدمةستحدد طول وعرض خط النار بين غزة وجيش الاحتلال الاسرائيلي، وان كنا نرى أن اسرائيلقد تذهب الى حدود بعيدة سنعرف مداها بمعيار الخسائر البشرية الاسرائيلية ومواقع انفجارالصواريخ الموجهة من غزة .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها