اليوم تحل الذكرى الرابعة والعشرون لاعلان وثيقة الاستقلال،التي صادق عليها المجلس الوطني في دورته المنعقدة في الخامس عشر من نوفمبر / تشرينالثاني 1988 في الجزائر. والتي ظللتها دولة العدوان والاحتلال الاسرائيلية خلال الاسبوعالماضي وبالأمس تحديدا بوشاح أسود، وليل حالك، من خلال توسيع واشتداد عدوانها الاجراميوالوحشي على محافظات الجنوب الخمس: شمال غزة وغزة والوسطى وخان يونس ورفح. ما ادى الىوقوع عشرات الاصابات بين شهيد وجريح، كان على رأسهم احمد الجعبري، قائد قوات القسام.
ما بين ذكرى رحيل الزعيم الخالد ياسر عرفات الثامنةفي 11/11، وذكرى إعلان الاستقلال الرابعة والعشرين 15/ 11 والتوجه للأمم المتحدة، الذيحدده الرئيس محمود عباس في التاسع والعشرين من نوفمبر الحالي، الذي يوافق اليوم العالميللتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني، دفع شعبنا، وسيدفع ثمنا غاليا جراء انفلات عقالالعنصرية والفاشية الاسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الاميركية. وما
العدوان الجاري منذ اسبوع تقريبا، مرشح ان يتوسع ويأخذابعادا اكثر وحشية وتدميرا في قتل المواطنين الفلسطينيين والمصالح العليا لأبناء شعبنافي محافظات الجنوب والشمال، لا سيما وان العدوان على غزة يتصاعد بوتيرة غير عادية،كما يتم استشراء الاستيطان، واعلان المزيد من العطاءات لبناء مئات وآلاف الوحدات الاستيطانيةالاستعمارية المدعومة من حكومة اقصى اليمين، وهو ما اعلنه يوم الاثنين الماضي يوفالشتاينتس، وزير المالية الاسرائيلي في اعقاب مكافأته بوسام من قبل مجلس يشع الاستيطانيالاستعماري «عزيز المستوطنات» في ضوء سياساته المالية، التي ضاعفت الدعم للاعمال الاستيطانيةالمدمرة لعملية السلام، وقال بهذا الشأن: «بأن الحكومة ضاعفت الميزانيات المخصصة للمستوطنات،وفعلت ذلك بهدوء كي لا تعمل جهات إسرائيلية ودولية على افشال العملية «!؟
كما هددت الخارجية الاسرائيلية، ووزيرها العنصري ليبرمان،وهو حليف نتنياهو والليكود في الانتخابات القادمة بائتلاف عنوانه «الليكود بيتنا»،بأن حكومته ستعمل على الغاء اوسلو إن اصر الرئيس عباس على المضي قدماً نحو الحصول علىالعضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967. وكأن اوسلوما زالت باقية؟ ونسي الوزير الترانسفيري المالدوفي الاصل، ان اوسلو ماتت منذ اتفاق«واي ريفر»، الذي وقعه رئيس حكومته وحليفه بيبي، ولم يعد منها سوى الاسم على بؤسها.ولم يدرك نتنياهو وليبرمان وجدعون ساعر وشتاينتس ويعلون ورؤوبين ريفلين وغيرهم، لابل هم يدركون جيدا، وهو ما تفاخر به نتنياهو اكثر من مرة، بأنه اغتال وصفّى عمليا اتفاقاوسلو، ولهذا وبعد مضي عشرين عاما تقريبا قررت القيادة التوجه للامم المتحدة للحصولعلى العضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية. وبالتالي، أيا كانت تهديداتهم، والتي منهاالعدوان الوحشي على محافظات الجنوب، وإيقاع عشرات الاصابات بين صفوف الشباب الفلسطينيوالعربي، الذين احيوا ذكرى الاستقلال بالاسبوع الوطني للشباب، الذي توج بالأمس في المظاهراتالسلمية في محافظات الشمال كلها، وأيا كانت تهديدات الراعي الاميركي الأول لعملية السلام،الولايات المتحدة للقيادة الفلسطينية، واي كانت عملية التساوق الضمنية من قبل العديدمن دول الاتحاد الاوروبي مع التوجهات الاسرائيلية والاميركية، فإن القيادة عموما والرئيسابو مازن خصوصا مصممون على التوجه للامم المتحدة لنيل العضوية غير الكاملة للدولة علىحدود 67.
ولعل العدوان الاسرائيلي البربري يعمق التوجه الوطنيالفلسطيني للحصول على العضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية، كخطوة على الطريق نحوالدولة المستقلة وذات السيادة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية. ورسائل اسرائيلواميركا ومن لف لفهما من دول العالم لن تفيدهم بشيء. جاء هيل أو ذهب روس أو غيرهم منأركان الادارة الأميركية لن يثني القيادة عن حماية المصالح العليا للشعب العربي الفلسطيني،ونقل العملية السياسية خطوة للامام، بدل الاستعصاء، الذي تفرضه دولة التطهير العرقيعلى مسار عملية السلام.
ولتعميق الخيار الوطني، والرد على التهديدات والعدوانالوحشي على محافظات الجنوب، علينا العمل بأقصى سرعة لعودة الحياة لروح وجسد الوحدةالوطنية، وطي صفحة الانقلاب الحمساوي على الشرعية؛ وتعزيز المقاومة الشعبية في مختلفمحافظات الوطن الفلسطيني، كما حصل أمس، الأمر الذي يفرض اعادة نظر بالأدوات والأطروالآليات وتقديم كل الدعم لهذه المقاومة لكي تتمكن من ايصال الصوت الوطني للعالم أجمع؛وعلى العرب الوفاء بالتزاماتهم المالية والسياسية لدعم القرار الوطني الفلسطيني بالتوجهللأمم المتحدة، وتطبيق القرار العربي الرسمي، القاضي بتأمين مظلة مالية لموازنة السلطةمقدارها مئة مليون دولار شهريا، كما على العرب الرسميين طرد السفراء الاسرائيليين وقطعالعلاقات التجارية والاقتصادية والأمنية مع دولة اسرائيل مباشرة؛ وفي السياق على الجماهيرالشعبية صاحبة المليونيات في مصر وتونس واليمن والعراق ولبنان والسودان وليبيا والجزائر...الخ الخروج للشارع للمطالبة بدعم الشعب العربي الفلسطيني والضغط على القيادات الرسميةباتخاذ قرارات حاسمة بطرد السفراء الاسرائيليين، ولعل الفرصة مهيأة لجماعة الاخوانالمسلمين، الذين يدّعون انهم مع خيار المقاومة وتحرير القدس، ان يخرجوا على الأقل للتضامنمع أشقائهم الفلسطينيين إن كانوا صادقين، وعلى الدول الاسلامية استخدام نفوذها لوقفالعدوان الاسرائيلي، وتقديم الدعم الفوري والمباشر للقيادة الشرعية الفلسطينية ؛ وعلىانصار السلام في العالم الحر الخروج للشوارع لاعلان موقف من الجرائم الاسرائيلية، التييندى لها جبين البشرية وقيمها الانسانية، وعلى دول الاتحاد الاوروبي اتخاذ موقف يتلاءممع سياساتها، التي تدعي حرصها على عملية السلام.
وهناك عوامل دعم للشعب الفلسطيني كثيرة يمكن اشتقاقهاوتطبيقها في ارض الواقع في فلسطين والدول العربية والعالم، للضغط على اسرائيل لوقفجرائمها، التي ترقى لجرائم الحرب، التي يجب ان يحاكم عليها قادتها السياسيون والعسكريون.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها