يوم الأحد الماضي، في الذكرىالثامنة لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات، كانت موجة عنف إسرائيلية قد بلغت ذروتهابسقوط ستة شهداء في قطاع غزة، وجرح عشرات آخرين، بعضهم في حالة طارئة جدا، وهكذا فإنالشهداء وحدهم في قطاع غزة هم الذين سمح لهم بالاحتفاء بذكرى الرجل والقائد والزعيموالرمز ياسر عرفات.
وفي هذه الموجة من العنف المفاجئ،ثار السؤال القديم الجديد، لماذا هذا التصعيد ؟؟ وهل هي موجة عابرة أم أنها يمكن أنتستمر أكثر وتتصاعد أكثر، وهل يعود الحديث الفلسطيني المتكرر عن التهدئة، أم أن اللعبةأصبحت أخطر؟
بعض الأجوبة عن هذه الأسئلةجاءت من الأشقاء المصريين، حيث الرسائل التي أرسلوا بها إلى من يهمهم الأمر في القطاعبأن اللعبة خطرة، والحالة ساخنة!!!
وبالتالي يجب نزع كل الذرائع،على المستوى الإسرائيلي، فإن اللهجة تصاعدت كثيرا من نتنياهو، وحلفائه الجدد في حزبإسرائيل بيتنا، وبطبيعة الحال من القيادة العسكرية الإسرائيلية.
بالنسبة للائتلاف الحاكم فيإسرائيل الذي يشهد تغيرات دراماتيكية بسبب الانتخابات المبكرة التي ستجرى أوائل العامالقادم 2013، فإن هذه الانتخابات بما فيها من تنافس شديد، فإنها تحتاج إلى بعض السخونة،وليس أمام إسرائيل سوى الفلسطينيين، وخاصة أن إسرائيل مأزومة بإصرار القيادة الفلسطينيةعلى التصويت في الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من هذا الشهر الذي يصادف يوم التضامنالعالمي مع الشعب الفلسطيني، حيث يقام عادة احتفال في الجمعية العامة وفي كل مقراتالأمم المتحدة في العالم، فما بالكم حين يكون اليوم نفسه، هو يوم التصويت على الطلبالفلسطيني بعضوية مراقب لدولة فلسطين في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وبما فيهاالقدس الشرقية ؟ إسرائيل وخاصة هذا الائتلاف القائم الذي يقوده نتنياهو، يعتبر ذلكإعصارا هائلا يضرب المنظومة الإسرائيلية القائمة منذ عقود حول الحقوق الفلسطينية، ذلكأنه حين ينجح الطلب الفلسطيني فسوف تتغير قواعد اللعبة، حيث موضوع هوية الأرض بما فيهاالقدس سيصبح محسوما، والبطلان سيسري على كافة القرارات الإسرائيلية السابقة من ضم القدس،ومن استيطان الأرض، وهذا ما لم تتعود عليه إسرائيل التي كانت تخدع نفسها وتحاول خداعناوخداع العالم بأن المفاوضات يجب أن تدور أولاً حول هوية الأرض، وليس حول كيفية الانسحابمنها!!!
في القاموس الإسرائيلي:
فإن العنف، العنف الدموي هووحده الذي يمكن أن يربك الأجندة الفلسطينية، ويخلق على أرض الواقع أجندة أخرى، وأولوياتأخرى، ولذلك تبحث إسرائيل عن معايير مهما كانت واهية لتبدأ حملة العنف الدموي.
ولكن إلى أين تصل هذه اللعبة؟
علينا فلسطينيا، في الكل الوطنيالفلسطيني أن نسأل أنفسنا بصراحة، وشجاعة، وبدون مواربة، هذه الحملة من العنف ليستفي صالح أي طرف فلسطيني، إنها تأتي في الوقت الحرج، ولذلك تلقفها الإسرائيليون علىصعيد اللعبة الداخلية، أي الانتخابات القادمة، وعلى صعيد اللعبة الخارجية، أي الإصرارالفلسطيني على التصويت، وبالتالي يجب أن يمارس الأطراف جميعا في قطاع غزة قدرا من الفهمالمشترك، لأي نقاش جدي بين الأطراف سوف يوصلهم حتما إلى الاستنتاج بأن هذا العنف، الآن،في هذه اللحظات، هو مصلحة إسرائيلية مئة في المئة، إنه دعاية بالمجان لصالح المتنافسينفي حملتهم الانتخابية، إنه إرباك للأجواء التي نريدها في لحظة التصويت، إنه رسائل إسرائيليةموجهة إلى جهات أخرى في المنطقة، ولكنها رسائل محمولة على الأشلاء الفلسطينية.
فليتحاور الفلسطينيون بجديةوشجاعة دون محاولات للخداع المألوفة، وحين يتحاورون بجدية فسوف يصلون إلى الأجوبة الصحيحة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها