العدوان الاسرائيلي على غزة كان معروفا، ونشرت تفاصيلهعلنا في خطوة غطرسة اسرائيلية غير مسبوقة وكأن إسرائيل تقول انها في موقع يتيح لهاابلاغ الضحية بموعد نحرها دون ان تحسب حسابا لأي رد فعل داخلي أو خارجي.. وما تقومبه اسرائيل حاليا سبق أن قامت به ضد السلطة الوطنية في خضم الانتفاضة؛ حيث عمد شاؤولموفاز وزير حرب شارون الى تدمير مقرات الأمن وضرب قوات الأمن واغتيال العشرات من القادةالميدانيين سواء في غزة او في الضفة وصولا الى حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات، وتابعالاحتلال هذه السياسة لاحقا بحيث لم يتبق من السلطة سوى صلاحيات الصحة والتعليم والماليةفقط. وهذا التدمير المبرمج للسلطة اتاح لحماس الاستقواء عليها في غزة. وحاليا تريداسرائيل اضعاف حماس لأنها لم تقم بدورها في لجم المقاومين من الفصائل العسكرية الاخرىوضرب الجناح العسكري المتشدد في حماس؛ فحماس وإن لم تكن شريكة في قصف الصواريخ او استهدافالدوريات الاسرائيلية إلا أن المطلوب منها هو قمع المقاومة بالكامل.. وهذه هي رسالةالعدوان وليس انهاء حكم حماس؛ لأن الانقسام سيظل ذخراً استراتيجياً اسرائيلياً الىان يستنفذ الغرض منه. ولعلنا ونحن نعيش مذبحة جديدة في غزة نتساءل وربما نسأل: ألميحن الوقت لندرك ان لا مستقبل لمشروع حماس في غزة؟ وأن لا مستقبل لنا في الضفة في غيابالوحدة الوطنية. فالاحتلال يستفرد بالضفة سياسياً ويواصل مشروعه الاستيطاني وسط تآمردولي بائن وضعف عربي خائن؛ ويستفرد بغزة قتلاً وتدميراً دون رادع؛ فالربيع العربي كمايسمى لم يؤت به لكي يكون مقاوماً بل لكي يهادن ضمن استراتيجية اميركية هدفها الاصليتنمية الاعتدال ومواجهة الاسلام الجهادي. ولهذا استغرب صيحات الاستغاثة من بعض قادةحماس نحو دول الربيع وكأنهم لا يعلمون من دعم وأوصل انظمة الربيع الى السلطة.
ليس لغزة من سند سوى شعبنا وليس للضفة من سند سوى شعبنا؛والانقسام هو اساس الانهيار في الموقف الفلسطيني واستباحة ارضنا ودمنا من قبل الاحتلالتحت نظر وسمع العالم. فمن يريد كف العدوان عليه ان يعمل من اجل المصالحة؛ لنأنهأأنهاوحدها الكفيلة بكفكفة دموعنا وصون دمنا واستعادة كرامتنا ومواصلة مسيرتنا لنيل حقوقنا.فلا رهان على احد بل على شعبنا فقط؛ وقد أكد شبابنا يوم أمس في الضفة انهم قادرون علىالمواجهة بصدور عارية في اطار اعادة انتشال قضيتنا من ركام وضباب الربيع العربي الذيلم ولن تتفتح براعمه على برامج استعادة الكرامة العربية والارض.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها