رفض بنيامين نتنياهو موقف الرئيس أوباما من الدولة الفلسطينية بحدود عام 1967 قبل لقائهما في واشنطن، وكرر رفضه بعد اللقاء، ومع ذلك قال الاميركيون والاسرائيليون انها خلافات في الرأي ولا تفسد للود قضية. ولم ينبس الاميركيون ببنت شفة حول المشروع الاستيطاني في منطقة القدس الذي تزامن الاعلان عنه مع وصول نتنياهو الى واشنطن، فقد تعودوا على اطلاق مشاريع استيطانية مع كل زيارة لمسؤول اميركي الى تل أبيب، بدءاً من زيارة نائب الرئيس جو بايدن مروراً بجولات المبعوث المستقيل جورج ميتشيل وصولاً الى زيارة هيلاري كلينتون، فالهدف الاسرائيلي هو تعويد الاميركيين على الاستيطان وعدم الاحتجاج، وهذا ما حدث فعلاً.

كان ارييل شارون كلما زار واشنطن أمر بارتكاب مجزرة في غزة او الضفة قبل الزيارة بأيام، وكان كعسكري يعلم ان الرد الفلسطيني سيكون فورياً فما ان يصل الى واشنطن حتى يأتي الرد بعملية فلسطينية ويصبح التركيز عليها ويتم نسيان المجزرة الاسرائيلية. لكن نتنياهو استبدل المجزرة الاستيطانية بمجزرة بشرية، وهو خبير في علم الاميركولوجيا ويمسك بخيوط داخلية اميركية كثيرة ويحركها لصالحه ويستطيع ترويض الرؤساء الاميركيين مثلما فعل مع بيل كلينتون، وحالياً يمارس عملية ترويض الرئيس أوباما ليضمه الى مجموعته من الخاضعين. وهذه قدرة ابداعية يحسد عليها. لكن نتنياهو حتى الآن فشل في اخضاع الرئيس ابو مازن باعتبار انه سيكلف مراكز قوته الاميركية لهذا الهدف. فالاختلاف بين نتنياهو وأوباما لا يعني القطيعة لكن اختلافنا كفلسطينيين مع أوباما يعني القطيعة حيث يتم تهديدنا بقطع الارزاق قبل قطع الاعناق. فيما ان العناد الاسرائيلي يتم التعامل معه اميركياً بزيادة المساعدات الاميركية خاصة في مجال الاسلحة المتطورة. ولهذا فاننا قلنا أمس ان أوباما يتحدث الينا وكأنه يريد القول «أنا ربكم الأعلى» فيما تتغير لهجته مع اسرائيل ويصير الخلاف قابلاً للنقاش حتى لو كان على أسس عملية السلام. فالرئيس الاميركي يدرك ان نتنياهو غير معني بعملية السلام إلا وفق املاءاته واشتراطاته المستحيلة ولا يجب على الادارة الاميركية ان تمنعنا من اللجوء الى الأمم المتحدة لانها المكان الوحيد لمناقشة هذه القضايا، فقد أدت سنوات طويلة من الاحتكار الاميركي لعملية السلام واستبعاد المنظمة الدولية الى توحش السياسة الاسرائيلية، وآن الأوان لكي يقول المجتمع الدولي كلمته ولهذا يجب رفع الغطاء السياسي الاميركي عن اسرائيل في الأمم المتحدة وتلك هي الطريقة الوحيدة لترويض نتنياهو