شاركت فلسطين في المؤتمر الذي رعته منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة بمشاركة وزارة العدل التونسية وعديد الجهات الاوروبية المعنية بالموضوع, لأجل إطلاع الدول المشاركة على تجارب الآخرين, وسبل الاستفادة منها في عمل مدونات سلوك مماثلة.

وكانت فلسطين الدولة العربية الوحيدة بعد شقيقتها تونس التي تشارك بالمؤتمر, ومثلها في المؤتمر محمود شاهين نائب رئيس ديوان الموظفين العام في السلطة الفلسطينية .

وأكد شاهين أن المدونة الفلسطينية هي ثمار تجربة محلية التمست مبادئ إسلامية قرآنية وانسانية واجتماعية واقتصادية في الاعداد، نظرا لوجود الكثير من الاخلاق القرآنية التي يعمل بها الغرب, وكذلك ثمار الاطلاع على تجارب الآخرين كالأردن الشقيقة وإسبانيا وغيرها، مشيرا الى أن اللجنة المكلفة تمكنت من إعداد كوادر كمدربين للموظفين بمبادرة فلسطينية بحتة وبالتعاون مع الجانب الكندي وعلى نفقة السلطة, لتخرج المدونة بعض مخاض عسير بشكل يراعي كل المعايير المحلية والدولية.

وقدم شاهين التجربة الفلسطينية ملخصة على المؤتمرين اللذين أكدوا أنها فريدة دوليا بما أحتوته من معاني ودلالات إنسانية على كل الصعد ويمكن الاحتذاء بها كنموذج والتي تخص الموظف سواء كفرد أو كجماعة, وتحفظ الحقوق للجميع, وتتميز بالشفافية الكاملة برغم بعض العيوب الاعتيادية في مثل تلك الاعمال, والتي يعول ديوان الموظفين على تصحيحها بالعمل والمثابرة والتجربة المتواصلة .

وقال إن دولة فلسطين تطلب منها أعداد تلك المدونة ثلاثة سنين من الاعمال المتواصلة, حيث تميزت بإعداد لجنة وطنية ممثلة فيها الوزارات المعنية بالمدونة, وتمت مشاركة منظمات المجتمع المدني في أبداء الآراء وكذلك النقابات الاساسية الفلسطينية ورجال القانون والإعلام وحتى الجامعات الفلسطينية التي أصبحت تدرس تلك المدونة, وذلك من خلال ورش العمل والدراسات المعمقة التي رافقت صدور المدونة, كما تم وبشكل فريد مشاركة الجماهير الشعبية العريضة من خلال موقع المدونة على صفحات التواصل الاجتماعي.

أشار شاهين إلى ان المدونة تعتبر الموظف في الوظيفة العمومية هو العنصر الأهم الذي تعول عليه الدولة في بناء مؤسساتها العتيدة حيث يعكس الموظف صورة تلك المؤسسات والتي هي صورة الدولة لتظهر بالصورة التي تريدها قوية في مواجهة التحديات والصعوبات, وأن المدونة أقرت في مجلس الوزراء الفلسطيني وفي صورة قرارات نافذة إجبارية في البداية لتصبح مع مرور الوقت وبفضل التفاعل الايجابي من الموظفين اختيارية بالالتزام الطوعي بها .