بقلم/ محمد سعيد

ماضٍ سهلٌ دسَّ في قلبي زلزالاً

ليفترسَنِي

تعالوا يا عشّاقَ الزمنِ

لندمّرَ الذكرياتِ على سطوحِ المنازلِ

تَعاَلَوْا لنلملمَ الافكارَ المظلمةَ

والنظراتِ الباكيةَ من وجوهِ الصغار

كلُّ حياتِنا شهرُ أيّار

ما فعلَتْهُ النكبةُ دمويٌّ

نزحَتْ أميّ كالخريفِ

نزَحَ أبي والعائلاتُ مكتئِبينَ

يومَ كانتْ الدماءُ شلالَ أحزانٍ

يومَ شرّدتْنَا الريحُ في عيونِ القصائد

يومَ وضعُونا كالأغنامِ في الشاحنات

لم نجدْ من يكفكفُ دمعاتِنَا

ضاعَتِ الارضُ أثناءَ المذابحِ

لم ترأفِ السماءُ بنا

مازلْنَا حتّى اليوم

نبحثُ عن عقدِ اللؤلؤِ

آهٍ يا بلدي

لو يصمتُ الماضي مدى الحياة

سنواتٌ ونحن نضحِّي

سنواتٌ ونحن نموتُ

سنواتٌ ونحن نتألمُ

سنواتٌ نصرخُ وننادِي

من أجلكِ يا بلدي

آهٍ يا بلدي

أركضُ وسمائِي مكسورةٌ

أركضُ وصباحِي أغبشُ

أركضُ وطريقِي مسدودةٌ

أركضُ وأعماقِي حزينةٌ

آهٍ يا بلدي

لم أتعبْ

لم أتعبْ

2

عبثاً أصلّي لأعودَ الى بلدِي

للعائدِ أحلامٌ قديمةٌ

كلّ ما يعصفُ بهِ

جرحٌ على مرآةٍ

العواصمُ التي لها أكثرُ من دربٍ

لها ما يؤلمُ من طعناتٍ

لا خيالَ لغربتِي مثل الشجرةِ

لا حياة أغربُ من حياتِنا الى الابد

بابُ الآلامِ مفتوحٌ

وبابُ الاحلامِ مقفلٌ

لا أمطارَ لأيّامِنا

قطرةٌ صغيرةٌ تبلّلُ خيالَ العالمِ

من زمنٍ طويلٍ والعصافيرُ عطشى

لحديقةٍ غنّاء

عادتِ النكبةُ لتشربَ من شراييني

3

وصلْنَا الى نهايةِ الطريقِ

الطريقُ باقيةٌ

ونحنُ ذاهبونَ

وصلْنا الى قمّةِ الفكرةِ

الفكرةُ ذاهبةٌ ونحنُ مقيمونَ

وصلْنَا الى أبعد نظرةٍ

النظرةُ زائلةٌ

ونحنُ عابرون

وصلْنَا الى اللحظةِ الحاسمةِ

اللحظةُ جامدةٌ ونحن زاهدُونَ

وصلنَا الى ايامٍ  سودٍ

الايامُ مطرقةٌ ونحنُ موجوعُونَ

وصلنَا الى حافةِ الهاوية

الهاويةُ ضياعٌ

ونحنُ غافلونَ

وصلنَا الى أبعدَ ارضٍ

الارضُ قريبةٌ

ونحنُ بعيدُونَ

الارضُ ترحلُ

ونحن نرحلُ

أيُّ محنةٍ تلك البلادُ

إنَّ العدلَ سرابٌ

4

تؤلمُنا أرضُنا

أكتبْ لأنسى

الشارعُ رماديٌّ

بلادي سطرُ ألمٍ

لغريقٍ لم يشفَ من أمراضهِ

خيوطُ القمرِ حريرٌ

لقدرٍ معلّقٍ على أعمارنا

ماذا لو كانتْ هذه الأقفالُ قلوبَنا

من يدافعُ عن براءة بلادنا

من لا يكسرهُ خوفٌ

في قلبِهِ أكثرُ من رَجُلٍ

علّمتني الأرضُ أن أغني

لكي لا أتوجعَ

على صليبٍ من خشبٍ

تسكنني شجرة

على أنغامِ طواحين

تولدُ ذكرياتي

أرضُنَا المجبولةُ بالدموعِ في كأسِ محنتِنا

لا تسعفُها مناديلُ عيوننا

وحيدةٌ كنهرٍ تجرينَ في دمي

أُحبكِ لآخرِ مدى