افتتح رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب خالد شهاب المؤتمر السادس للاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين فرع لبنان في بئر حسن يوم الأحد 2014/6/1، بإشراف الأمين العام للاتحاد، ورئيس الفيدرالية العالمية للمنظمات الهندسية مروان عبد الحميد، وحضور سفير دولة فلسطين لدى لبنان اشرف دبور، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان رفعت شناعة وأعضاء قيادة الإقليم، وعضو المجلس الثوري مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان آمنة جبريل، ونقيب المهندسين في الشمال ماريوس بعيني، وأمين المال في نقابة المهندسين ميشال متى، والأمين العام لاتحاد المهندسين العرب عادل الحديثي، ومستشار الرئيس الفلسطيني عدنان سمارة، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود إسماعيل، ومسؤول ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان صلاح صلاح، ومسؤول المهن الحرة في حزب الله المهندس حسن حجازي، وعضو نقابة المهندسين في بيروت غالب غانم، وحشد كبير من المهندسين الفلسطينيين واللبنانيين وفصائل "م.ت.ف" في لبنان.

بعد النشيدَين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وكلمة عريف الاحتفال، تحدَّث رئيس فرع لبنان في الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين منعم عوض، فألقى الضوء على الواقع المهني المرير للفلسطينيين في لبنان في ظل استمرار السلطة اللبنانية بقرارها منع الفلسطيني من مزاولة أكثر من 72 مهنة منها مهنة الهندسة، وأضاف "ولكن نتيجة العلاقة الأخوية التي تربطنا مع النقابتين في بيروت والشمال، كانوا يتدخلون –مشكورين- لحل الكثير من المشكلات مع ارباب العمل الذين يحاولون استغلال منع المهندس من ممارسته المهنة".

وتحدث عوض عن العلاقة المميزة مع اتحاد المهندسين اللبنانيين، مؤكِّدا أن متابعة الملفات الفلسطينية المهمة مستمرة بما فيها إعمار مخيم نهر البارد، والبنى التحتية في المخيمات، ومشيرًا إلى أن اللجنة الاتحادية في بيروت أعدَّت دراسة حول موضوع الكهرباء في مخيمات بيروت وموضوع تحلية المياه وصيانة البيوت.

ثم ألقى راعي الحفل النقيب خالد شهاب كلمة حيا فيها الشعب الفلسطيني، وأكَّد أن "قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني هي أحد عناوين القضية الأم"، وأن "النضال بكل أشكاله يجب ان يستمر للإفراج عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال لأن هذه القضية هي جزء لا يتجزأ من خيارنا كمجتمع نقابي وأهلي ومدني."

وقال: "نحن لن نألو جهداً بما نملك من قدرات، خصوصاً على مستوى إتحاد المهندسين اللبنانيين وإتحاد المهندسين العرب والجمعية العالمية للفيدرالية ورئيسها بيننا اليوم وهو ابن هذه القضية، أن نرفع الصوت وإياكم في هذه المحافل وأن نبذل الجهد المضاعف في سبيل إعطاء هذه القضية الأولوية لأنها قضية إنسانية محقة"، مؤكّدًا دعم كل المبادرات التي تقوم بها الهيئات الفلسطينية والعربية والدولية لعقد ملتقى دولي لدعم قضية الأسرى، ومطالبًا بالعمل على تفعيل هذا الدور في كافة المحافل النقابية العربية والدولية، من خلال تشكيل لجنة متابعة في كل بلد عربي وأجنبي دعماً للأسرى والمعتقلين لإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، على أن تعمل هذه اللجان من خلال إستراتيجية واضحة ومحدّدة على كافة المستويات، تهتم وتتابع هذا الملف الإنساني والأخلاقي، وتستند لدعم وبرامج وأهداف واضحة.

وأشار شهاب إلى أن اختيار تسمية هذا المؤتمر بـ"دورة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني" هو خير دليل على الإخلاص للقضية، خاتمًا بتوجيه التحية والتهنئة بمناسبة المصالحة الوطنية الفلسطينية.

كذلك كانت كلمة للدكتور عادل الحديثي الذي رأى أن المهندسين الفلسطينيين يلقون كل الدعم في أنشطة اتحاد المهندسين العرب وفي هيئاته المتخصصة ولجانه الدائمة، وأوضح "لقد تولّى 3 زملاء فلسطينيين رئاسة اتحاد العام للمهندسين العرب ولهم مشاركة فاعلة في كل المؤتمرات والندوات التي تُعقَد، وللحق أقول أن المهندسين الفلسطينيين في لبنان قد انتموا إلى الاتحاد العربي بحصولهم على هوية المهندس العربي، وهم على تواصل مع كل الاتحادات العربية".

من جهته، نقَل عضو اللجنة التنفيذية لـ"م.ت.ف" محمود إسماعيل تحية أهالي فلسطين والرئيس الفلسطيني محمود عباس للحضور وللبنانيين، مشيدًا باحتضان لبنان للفلسطينيين في المخيمات والشتات اللبناني.

وأضاف "إن المهندسين الفلسطينيين في لبنان هم عقول فلسطين النيرة التي تبدع وتبتكر وتخترع لرفع أعمدة الدولة الفلسطينية القادمة" عارضًا للأوضاع الصعبة التي تعيشها الأمة العربية في ظل التآمر الامبريالي الاميركي –الصهيوني عليها ومحاولته تجزئتها، مؤكّدًا أن "أمتنا العربية امة لا تموت"، ومضيفًا "إن الفلسطينيين اليوم يتصدون على أبواب المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والحرم الابراهيمي الشريف بصدورهم العارية الممتلئة بالايمان والصبر والمجابهة والاستمرار في النضال لإحقاق الحق عاجلا ام آجلا".

ونوَّه إسماعيل لممارسات الحكومة الصهيونية بحق الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن "الفلسطيني على الرغم من كل الصعوبات استطاع أن يقدم للعالم نموذجين فريدين تمثَّلا بالانتفاضة ومعركة الأمعاء الخاوية التي يقودها الأسرى.

ثمَّ تحدث السفير دبور، فقال: تواجه المنطقة العربية تحديات وأزمات كبيرة داخلية مما يفقد قضيتنا الفلسطينية السند والدعم العربي ويسمح للاحتلال في التمادي في مخططاته الاستيطانية، وخاصة مدينة القدس التي تتعرض لأعتى هجمة لمحو طابعها العربي الإسلامي والمسيحي وتكرار تجربة الحرم الابراهيمي في الخليل. وفلسطين وعلى الرغم مما يراد لها أعلن الفلسطينيون الوحدة الوطنية وانتهاء الصفحة السوداء في تاريخ القضية الفلسطينية وها نحن نرى بشائرها بالإعلان عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".

وأضاف "إن أمن لبنان من امننا وازدهاره سند لقضيتنا، ولنا ملءُ الثقة بالإخوة اللبنانيين بالسعي لتنفيذ ما اقره مجلس النواب اللبناني من تعديل للمادة 59 التي تجيز للفلسطيني العمل، وهذا كفيل بالتخفيف من المعاناة التي يعيش في ظلها الشعب الفلسطيني إلى حين العودة القريبة، ليُسجَّل في صفحات التاريخ الفلسطيني اضافة الى التضحيات والاحتضان من قبل لبنان الحبيب وشعبه الشقيق انه لم يقبل حياة البؤس والحرمان لأبناء الشعب في الفلسطيني سواء في المخيمات او خارجها".

وتابع "إن ملف نهر البارد نتابعه من خلال دائرة متخصصة في السفارة الفلسطينية في بيروت، وأيضًا موضوع الأوراق الثبوتية حيث أصبحنا الآن نُصدِر بطاقة خاصة للذين حُرِموا من شهادات إثبات جنسية. وبالنسبة لهوية اللاجئين الفلسطينيين، فقد عملنا على مكننة هذه الهوية، والآن أصبحنا على مقربة من إصدار هوية للاجئين الفلسطينيين كالبطاقة اللبنانية، وعليها بطاقة هوية لاجئ فلسطيني".

وأردف: "بالنسبة للإخوة الطلاب نقوم من خلال صندوق الأخ الرئيس محمود عباس بمساعدة الطلاب، والجميع بدأ يلحظ ما هو مستوى التطور والتقدم الذي وصلنا اليه ونحن الآن بصدد انشاء نادي خريجي الطلاب الذين تم مساعدتهم من صندوق الأخ أبو مازن لان هذه السنة تم تخريج الدفعة الأولى، واثبت الطلاب انهم من المتفوقين، وحصلوا على أعلى الدرجات وهذا مدعاة فخر لنا وللشعب الفلسطيني". وتحدث السفير دبور عن صندوق الضمان الصحي الذي يساعد ما تدفعه الأونروا وتغطية الاحتياجات المتبقية، واشار الى التنسيق مع لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني قائلاً " قريبا نصل الى صيغة لتطوير وتفعيل آلية التنسيق ومتابعة كل القضايا".

وتطرَّق السفير دبور إلى موضوع البيوت الآيلة إلى السقوط في المخيمات، حيثُ قال: "أُبلِغت الآن ان بيتًا سقط سقفه على عائلة من ثمانية أفراد نتيجة عدم الصيانة الدورية، ونرجو من اخوتنا الفلسطينيين المهندسين واللبنانيين إيلاء هذا الموضوع الاهتمام اللازم بالتعاون مع السفارة والانروا".

وحيا السفير دبور الأسرى في معتقلاتهم مؤكدا انهم يناضلون عبر امعائهم الخاوية منذ 39 يوما، منتقدًا عدم ايلاء الاعلام المساحات الوافية لعكس صورة الاسرى لكسر احكام الظلم والقهر.

بدوره ألقى أبو العردات كلمة جاء فيها: "احتضان هذا المؤتمر في بيت المهندس له دلالة كبيرة حيث ان هذا البيت احتضن كل النشاطات الفلسطينية ومؤتمراتنا"، ووجَّه التحية لشهداء الثورة الفلسطينية وللمقاومة الإسلامية وللأسرى والمعتقلين وقال: "يجب أن نطوِّر حركتنا لدعم قضية الأسرى والمعتقلين في السجون الصهيونية، ويجب أن نحشد كل طاقاتنا في سبيل دعم هذه القضية، ونخصّص لها أيام ثابتة في الأسبوع داخل المخيمات وخارجها وبالتعاون مع اخوتنا اللبنانيين والعرب، لان الاسرى والمعتقلين يناضلون في الداخل من اجلنا ومن اجل اطفالنا".

وأضاف "مبارك لكم مؤتمركم كاستحقاق انتخابي، وهو قاعدة من قواعد منظمة التحرير الفلسطينية ورافد اساسي من روافد النضال، وصرح من صروح الدولة الفلسطينية المستقلة. ففي زمن الازمات الكبرى يجب علينا ان نتمسك بالثوابت في ظل ما يجري من تحولات تستهدف تقسيم المقسم تحت عناوين ومسميات عدة. يجب تحصين الساحة الفلسطينية بالوحدة وانهاء الانقسام".

وتناول أبو العردات الوضع في المخيمات مؤكِّدا ان الأمن في لبنان هو من مسؤولية الدولة اللبنانية، وأننا كفلسطينيين تحت سقف القانون وواجب علينا ان نحترم النظام، وأردف "نحن اليوم في احسن حالات التنسيق مع الدولة اللبنانية، ونبذل قصارى جهدنا في إطار السياسة الفلسطينية المرسومة التي تعتمد على عدم التدخل في الشأن اللبناني والحياد الايجابي".

وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس الفيدرالية العالمية للمنظمات الهندسية مروان عبد الحميد الذي أسهب في شرح كيفية دخول فلسطين كعضو في الفيدرالية العالمية للمنظمات الهندسية منذ العام 1975 والاعتراضات التي واجهتهم من قِبَل الأعضاء الكبار خصوصًا العضو البريطاني الذي كان يرفض إدخال فلسطين على اساس ان مهندسيها لا ارض لهم ولا وطن.

كما تطرَق لمرحلة تأليف الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين واعتبار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المهندس الأول بعدما رفض الرئيس عرفات ترؤس رابطة المهندسين الفلسطينيين في الجزائر على اعتبار انه مع تشكيل الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في كل العالم وهذا ما حصل.

واشاد عبد الحميد بدور المهندس اللبناني خصوصا ما تحلّى به في الانتخابات الأخيرة لنقابة المهندسين في بيروت، التي رسمت توافقا بين الاطراف اللبنانية كافة، مؤكدا أن ذلك هو باب للسياسيين اللبنانيين للسير بالصيغة التي سار عليها المهندسون وغلبوا منطق التوافق على اي شيء آخر.

كما تناول موضوع الصداقة والاخوة والمحبة التي تربط المهندس اللبناني بالمهندس الفلسطيني.

بعد الانتهاء من القاء الكلمات تم تبادل تقديم دروع القدس والشهيد ابو عمار.