دعا مجلس وزراء الإعلام العرب يوم الثلاثاء، إلى تعزيز البرامج والمشروعات الخاصة بدعم مدينة القدس، وتكثيف الحملات الإعلامية بهذا الخصوص، خاصة في ذكرى إحياء حريق المسجد الأقصى المبارك، الذي يصادف في الحادي والعشرين من آب من كل عام.

وثمن وزراء الإعلام العرب في بيان صدر عن الجامعة العربية بشأن القرارات التي تم اعتمادها في ختام الدورة العادية الـ45 التي عقدت في الجامعة العربية في الخامس عشر من أيار الجاري، بالجهود التي تبذلها وكالة 'بيت مال القدس' التابع للجنة القدس والخاص بتمويل عملية ترميم محيط المسجد الأقصى، وتمويل مشاريع تهم قطاع الإسكان والصحة والثقافة والشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة، إضافة إلى ترميم المساجد والمباني الأثرية في المدينة.

وأكد البيان على القرارات الأخيرة 'الهامة' التي اتخذتها لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي في دورتها الـ20، والتي انعقدت خلال الفترة من 17 - 18 كانون الثاني الماضي، بمدينة مراكش برئاسة ملك المغرب بشأن حماية القدس ودعم صمود المقدسيين، مثمنا دعم جهود المملكة الأردنية الهاشمية في حماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وتثمين الدور الأردني في رعاية وصيانة هذه المقدسات، في إطار الرعاية والوصاية الهاشمية التاريخية التي أكدها الاتفاق الهام الموقع ما بين العاهل الأردني عبد الله الثاني، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس في الحادي والثلاثين من آذار الماضي.

وطالب المجلس في بيانه، بالعمل على حشد الرأي العام العالمي لمناهضة الإجراءات والسياسات الإسرائيلية في المدينة المقدسة ونوايا إسرائيل تجاه المسجد الأقصى، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وشددوا على إبقاء القضية الفلسطينية عموما وقضية القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية خصوصا حية في عقول وقلوب العرب والمسلمين، من خلال برامج التوعية الإعلامية وفق سياسة عربية متواصلة.

وشدد على ضرورة الاستفادة من التقرير المقدم من رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ( OCHA) في الأراضي العربية المحتلة حول الأوضاع الإنسانية في فلسطين للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية خلال اجتماعهم الذي عقد في السابع من أيار الجاري.

ودعا الوزراء وزارات الإعلام العربية ومجالس السفراء العرب لبعثات الجامعة العربية في الخارج وأجهزة الإعلام العربية إلى 'التحذير من خطورة الأوضاع المأساوية التي يعيشها المختطفون والمعتقلون والأسرى الفلسطينيون والعرب، بما فيهم الوزراء والنواب ورؤساء البلديات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، في ظل ممارسات بشعة تتنافى مع كافة الشرائع والمواثيق الدولية'.

وأدان البيان حملات التحريض على العنف والكراهية والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتجريم الحملات التي تشجع الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون ضد الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة تشجيع التواصل مع الشعب الفلسطيني على أرضه في القدس وسائر الأراضي المحتلة من خلال التغطية الإعلامية المستمرة، والتأكيد على أن زيارة الأراضي الفلسطينية لا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع الاحتلال.

ودعا وزراء الإعلام العرب وسائل الإعلام العربية إلى فضح الدور الإسرائيلي في تعطيل عملية السلام، موضحا أنه تم تكليف بعثات الجامعة العربية في الخارج وعلى وجه الخصوص اللجان الإعلامية بمخاطبة وسائل الإعلام المختلفة في هذه الدول لشرح ما يجري في الأراضي العربية المحتلة من انتهاك وتهويد لمدينة القدس، ومطالبا بتزويد وزارة الإعلام الفلسطينية بنسخة من الأرشيف الإعلامي الفلسطيني المتوفر لديها سواء أكان مطبوعا أم مرئيا أم مسموعا، وذلك استنادا لقرارات اتحاد إذاعات الدول العربية - اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية .

كما طالب المجلس بضرورة دعم الدول العربية لصندوق دعم الأسرى الفلسطينيين والعرب الذي أنشئ في مؤتمر دعم الأسرى الفلسطينيين والعرب، الذي عقد في بغداد خلال فترة الحادي عشر والثاني عشر من كانون الأول لعام 2012، والذي أسهمت فيه الحكومة العراقية بمبلغ مليوني دولار أميركي.

وحث المجلس وزارات الإعلام العربية على تقديم الدعم اللازم للإعلام الفلسطيني في كافة مجالاته ' المطبوع، والمرئي، والمسموع، والإعلام الجديد، وذلك في مجال الأجهزة والمعدات والتدريب وإنتاج الدراما، حتى يتمكن الإعلام الفلسطيني من القيام بالدور المنوط به بشكل مهني يواكب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.

وأكد في بيانه على ضرورة عقد اتفاقيات الشراكة والتوأمة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، والعمل على البث والربط المشترك في المناسبات المختلفة، لما في ذلك من أهمية في نقل الأحداث من مواقعها.

ووافق المجلس على إنشاء 'منصة راديو وتلفزيون جامعة الدول العربية على شبكة الانترنت' ( Webcast) ليبث بالغتين العربية والإنجليزية، 'تماشيا مع الثورة المعلوماتية الهائلة، وتحقيقا لأهداف 'عشرية التنمية التشاركية للإعلام والاتصالات في المنطقة العربية 2009 – 2018'، واعتباره أحد مشاريع الخطة الجديدة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج، على أن تقوم الأمانة العامة بإعداد دراسة تفصيلية عن المشروع'.