لأول مرة تطأ قدماه قرية أجداده التي حلم طويلا أن يراها ويشم نسيمها العليل، لكن وصوله إلى هذه القرية تزامن مع أغلى مناسبة على قلبه وهي يوم زفافه الذي تزامن مع احياء الشعب الفلسطيني لذكرى النكبة السادسة والستين.
عماد الدين يونس رمان أصر على أن يصطحب عروسه رنا عاصي وهي بفستان الزفاف إلى قريته المهجرة صوبا غربي القدس بالجوار من القسطل.
وعلى الرغم من عدم امتلاكه لتصريح دخول إلا أن مظهر العروسين والسيارة التي حملت لوحة ترخيص إسرائيلية لم تلفت نظر الجنود على الحاجز العسكري ومر العروسان صوب القرية الواجمة حزنا على أهلها الذين أبعدوا عنها قسرا منذ 66 عاما.
وقف عماد على أطلال قريته وبين ما تبقى من بيوتها القديمة المتروكة على حالها منذ "الهجرة" يحكي لعروسه ما سمعه عن قريته وعن ماضيها، بينما لم يتمالك الاثنان نفسيهما وانهمرت الدموع من عيونهما، لا سيما عندما التقت الذكرى الحزينة بالعروس أيضا تشتاق لقريتها المهجرة دير طريف والتي لم تشأ الوصول إليها في حياتها.
عماد المُحب للعسكرية والذي يعمل مدربا في الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية، قال لـ "معا" إنه فخور بما فعله لأن حلمه تحقق في ذلك اليوم، وعلى الرغم من مشاعر الحزن التي انتابته وعروسه لرؤيتهما جمال قريته، إلا أن أملا ما زال يحدوه للعودة يوما إلى صوبا كي يعيد بناء بيت والده القديم ويعمر أرضه ليعتاش من خيرها.
وعلى ثرى القرية المهجرة قطع عماد لعروسه وعدا بأن تكون الزيارة المقبلة برفقة ابنهم أو ابنتهم التي ستحمل اسم القرية العزيزة على قلبه.
ومما لفت أنظار المدعوين إلى سهرة عماد ارتداؤه بدلة عسكرية واعتماره الكوفية الفلسطينية في مشهد بدا غير مألوف في حفلات الأعراس التي يلبس العريس فيها بدلة رسمية.