تنتشر هذه الايام مئات المجموعات على (الفيسبوك) منها من يطالب (بإنهاء الانقلاب في غزة) ومنها من يطالب بالتخلص من حكومة رام الله متهما اياها بأشنع الصفات الخارجة عن الأدب والحوار والذوق العام، ففي حين خرجت حشود المتظاهرين في غزة وامتنعت في رام الله، فإن هناك مجموعات أخرى تتكاثر لتضع مطالبات مثل تغيير منظمة التحرير أو المطالبة بالوحدة الوطنية أو ترشيحات لطلاب وطالبات لأنفسهم لانتخابات الرئاسة الفلسطينية إلى مجموعات تطالب بإنهاء الانقسام أو الانقلاب وغيرها الكثير بحيث تحولت مئات المجموعات غير المؤتلفة أو المتفقة إلى مجرد سوق فلسطينية مليئة بالشعارات.

السلطة الوطنية ومنظمة التحرير بغض النظر عن ملاحظات لنا ولغيرنا هنا وهناك بادرت لإعلان ديمقراطي بحت بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية حسب القانون في كل من الضفة وغزة، ولكن للأسف الشديد يرفضها من يقف ضد الديمقراطية من منظور حزبي ضيق معتقدا أن الانتخابات انما هي لمرة واحدة وتطبق القداسة على أعناق الناس أو على حد تعبير عزيز دويك أن حكومة غزة لا تسقط أبدا؟!.

في العالم العربي خرج الناس ضد الديمقراطية بوضوح مرتين، كانت المرة الأولى عندما حل الرئيس جمال عبد الناصرالأحزاب –باستثناء الاخوان المسلمين الذين قدموا أنفسهم جمعية دينية وليست حزبا، وكانوا بالطبع مع حل الاحزاب- فخرجت الحشود تناهض الديمقراطية وتنادي بحياة الحزب الواحد (؟!) واليوم تتكرر المأساة التاريخية برفض حماس وبعض التنظيمات الأخرى للديمقراطية تحت تحسبات وادعاءات وتبريرات ليست لها قيمة ما دام الصندوق هو الحكم ما يرفضونه حكما.

دعوات (الفيسبوك) وفي عدد منها ما هو خارج عن روح الشعب الفلسطيني المناضل الذي تأثر بعدوى المطالبات لدول ليس فيها احتلال أو انقلاب أو انقسام فبدأ يتساوق مع شعارات لا تتفق معنا، وان تضامنا وأيدناها في بلادها فهذا شأن، وان قبلناها في بلادنا فإنها باطلة وبلا قيمة وطنية إن لم تتصل مع شعارات الشعب الحقيقية أولا، وهي:الشعب يريد إنهاء الاحتلال، الشعب يريد إزالة المستوطنات، الشعب يريد انتخابات رئاسية، الشعب يريد إنهاء الانقسام.

إن الفرصة سانحة والعالم ينظر وسيحترم تحرك مئات ألوف الفلسطينيين في غزة والضفة والخارج لتحقيق هذه الشعارات والله ناصرنا.