فتح مـيديا _ رام الله
أكد الرئيس محمود عباس رغبة وحاجة القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني للسلام المبني على الشرعية الدولية، وجدد رفضه للدولة ذات الحدود المؤقتة، وتقديم أية تنازلات بالحقوق الفلسطينية، وقال 'نحن أصحاب حق ونقول كلمتنا وموقفنا، وسنتحمل كل الضغوط من أجل بقاء قرارنا مستقلا، ولا أحد يمكنه مصادرة قرارنا وان نقدم تنازلات، وإذا لم نستطع سنخرج وليحاولوا أن يجدوا الحل مع هذا الشعب ولن يجدوا'.
واضاف سيادته خلال لقائه وفود مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، مساء اليوم الخميس، في مقر الرئاسة برام الله، بحضور عضوي اللجنة المركزية لحركة 'فتح' محمود العالول، وناصر القدوة: 'إذا توصلنا إلى اتفاق سلام سنأخذ رأي الشعب فإذا وافق يتم الاتفاق، وإذا لم يوافق بنتهي كل شئ وتنتهي السلطة وينتهي كل شئ'، مشددا على أن أبناء المخيمات يشكلون الدرع الحامي للمشروع الوطني الفلسطيني.
وتحدث الرئيس امام وفود اللاجئين حول قضيتي المصالحة والانتخابات، وقال 'إجراء الانتخابات لابد منه، وهي قضية ضرورية يجب أن نهتم بها، وان ننفذها واستحقاق يجب تأديته'، واضاف 'تفضلوا لنذهب إلى الانتخابات، الم تأتوا بالانتخابات، لذلك يجب أن نحتكم إلى صندوق الاقتراع، أنا مثلكم جئت بالانتخابات، وانتم جئتم بالانتخابات، وبالتالي كيف نحسم هذا الصراع وهذا الخلاف، لأن هذا الانقسام الوطني عار علينا'.
وكان سيادته قد استهل حديثه امام وفود اللاجئين بالقول: 'في السنوات الماضية دخلنا في مفاوضات مع الإسرائيليين وعندما أقول مفاوضات لم يكن هناك إلا المفاوضات التي جرت في عهد أولمرت والتي تناقشنا فيها في كل قضايا المرحلة النهائية، ولكننا لم نصل إلى أي اتفاق لأسباب تخص أولمرت شخصيا، ولم يحصل بيننا وبينه اتفاقات، لكن أستطيع أن أقول بحثنا الحدود، الأمن، القدس، اللاجئين، المياه، وحتى الأسرى، لأن الأسرى أضفناها كقضية سميت القضية السابعة وقلنا لا يمكن إنهاء أو الاتفاق على كل شيء قبل أن يخرج جميع الأسرى من السجون،
وتساءل سيادته 'هل اتفقنا على شيء؟، كلا، لم نتفق على شيء، ثم جاءت حكومة نتنياهو ومن البداية اختلفنا حول النشاطات الاستيطانية وطلبنا من الحكومة الأميركية أن تقنع الإسرائيليين بوقف الاستيطان، وحاولوا ولم ينجحوا، ثم بدؤوا يضغطون علينا، لماذا لا تعودون للمفاوضات، نحن طلبنا المفاوضات إذا وقف الاستيطان'.
وتابع سيادته 'بعد ذلك نحن وضعنا برنامجا لنا إذا كانت هذه الدول وهذه القوى العظمى وهذه الرباعية لا تستطيع أن تفعل شيئا فلنذهب إلى مجلس الأمن، وفعلا ذهبنا إلى مجلس الأمن لنقول له نريد قرارا بتحريم استمرار الاستيطان'.
وقال الرئيس 'نحن لسنا عدميين، نحن نريد حلول، نريد سلاما وبأعلى صوت نقول نريد سلاما ولكن ليس بأي ثمن، نريد السلام المبني على الشرعية الدولية الذي هو الحل الأدنى من حقوقنا، حتى حدود الـ67 '.
واضاف 'يتحدثون عن دولة ذات الحدود المؤقتة، التي قبلها البعض هي أن تأخذ من خمسين إلى ستين بالمائة من الضفة الغربية، ثم القدس نؤجلها واللاجئين لا نتكلم عنها، هذا حل قلنا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبل به، إما أن نأخذ الحدود كاملة إضافة إلى كل القضايا، وإما ليس عندنا استعداد، لذلك بدؤوا يتجهون إلى جهات هنا وهناك ويتحدثون مع جهات، الويكيليكس التي ظهرت مؤخرا أرجو أن تقرؤوها التي ظهرت قبل أربع.. خمس أيام، هذا الموضوع لن نقبل به، دولة ذات حدود مؤقتة لن نقبل بها، نحن الذي نقبل به أيها الإخوة والأخوات، والذي لم ولن نتراجع عنه، الحدود حدود 67، القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، حل عادل ومتفق عليه حسب القرار194 كما ورد في المبادرة العربية التي أصبحت جزء لا يتجزأ من خطة خارطة الطريق'.
وتابع 'لذلك قالوا إن هذا الرجل نريد أن نتخلص منه، طيب مش صعبة.. وغيروا بيجي وغيروا بيجي وسيقف نفس الموقف ولن يتراجع ومش راح يتراجع ولا يوجد أحد يتراجع، والذي يتراجع عن هذه الحقوق لا أعتقد أن الشعب يمكن أن يقف معه أو يؤيده لأن هذا هو الحد الأدنى من الحقوق، في هذا الظرف ونحن في هذه الورطة وهذه الزحمة وعم بنشد وعم نرفض.. وأنا واحد من الناس تعرفونني رجل سلام لكن أنا رجل سلام ومؤمن بالسلام ومؤمن بدولتين تعيشان جنبا إلى جنب، بأمن واستقرار، لكن في هذا الوقت خرجت قناة الجزيرة بما خرجت به الوثائق والأوراق التي أصدروها كثير منها صحيح ، صحيح لأن الأوراق من عنا، لكن في فرق انك تحرف كلمة من هون وكلمة من هون تطلع النتيجة غير صحيحة..
وأشار سيادته في هذا الصدد إلى أن حبل الكذب قصير، وتابع 'قال انتم اتفقتم مع الإسرائيليين واحد على خمسين، اتفقنا مع إسرائيل على واحد مقابل خمسين بطلعنا من كل الضفة الغربية عشرة كيلو متر مربع، قال لا لا مش هيك قصدنا، لا هيك قصدنا بس هما اللعبة ما كملوها وانو القدس متنازلين عن الشيخ جراح والحي الارمني ومش عارف ايش، وين ما حصلش الكلام إلي حصل على القدس أيام كامب ديفيد.. فنحن قلنا هذا موقفنا ونحن نتحدى انو الموقف الذي نقوله موجود عند كل وزراء الخارجية العربية، وعند أمين عام جامعة الدول العربية، بالمناسبة يا إخوان إحنا من سنتين ونص حتى الآن في عنا لجنة المتابعة، هذه اللجنة كل ما دق الناقوس بالجرة بناديهم تعالوا يا إخوان احكوا اسمعوا صار معنا كذا، كذا، بقلوا اجمع لجنة المتابعة العربية ليش، أولا إحنا مش راح نخليها سر مفاوضات وغيرو، مش سر بدنا الغطاء العربي يكون معنا، بس لما يكون معي غطاء عربي من 22 دولة عربية'.
واضاف الرئيس 'قلنا لمندوبنا في الأمم المتحدة اجمع العرب والمسلمين وعدم الانحياز قول لهم بدنا نروح على مجلس الأمن صاروا يتهربوا البعض مثل ما صار في جولدستون، تذكروا جولدستون بدؤوا يتهربوا تعال فش لا تتهرب ولاشي كلو يجتمع ويقول موقفوا مش هون كلام وهون كلام لأنو إحنا بنقبلش.
واستطرد سيادته في معرض كلمته امام وفود مخيمات اللاجئين في الضفة: 'يوم العدوان على غزة اتصل بي احد وزراء الخارجية قال لي ابو مازن إحنا بدنا نروح على مجلس الأمن قلت له حاضر، ولكن مجلس الأمن بحاجة إلى ترتيبات، وقابلتني الوزيرة رايس وقالت لي اترك هذه المسألة، قلت لها لماذا إن الشعب في غزة يذبح، وأنا جئت مع 22 وزير لنتخذ قرار، قالت اترك لي 22 وزير أنت قل فقط انك لن تذهب والباقي لن يحضر، فرفضت وقلت لها نريد أن نذهب إلى مجلس الأمن ونتخذ قرار، وكنت كاتب كلمة وتركتها ولم اعرف ماذا قلت في كلمتي في مجلس الأمن'.
وحول المصالحة قال سيادته 'عند التوقيع على الوثيقة المصرية، ابلغنا الجانب المصري أن حماس قرأت الوثيقة، وأبدت ملاحظات عليها تم الأخذ بها، فقالوا لنا سنبعث الوثيقة ورجاءنا أن لا تغير فيها، فوافقنا وتم التوقيع عليها رغم كل الضغوط الكبيرة التي مورست علينا ورغم كل الملاحظات الكثيرة التي لدينا لأننا نريد المصالحة ولا نريد الوثيقة، وبالفعل ذهبنا ووقعنا عليها، ولكن حماس رفضت لماذا لا نعلم، وأصبحوا يرددون أننا نخضع للضغط الأميركي.. كذلك في القمة العربية التي عقدت في دمشق مورست علينا ضغوط كبيرة من قبل نائب الرئيس الأميركي الذي طالبنا بعدم الذهاب، أو إرسال مبعوث من جانبنا وعدم حضور القمة، ولكن اصرينا وذهبنا رغم كل المحاولات لمنعنا، حتى أن الرئيس السوري كان غير مصدق أننا حضرنا القمة، ونحن ذهبنا كذلك لان كل القمم العربية عقدت من اجل فلسطين فكيف لا نحضر'.
وشدد سيادته 'عند الضرورة نحن أصحاب حق ونقول كلمتنا وموقفنا، وسنتحمل كل الضغوط من اجل بقاء قرارنا مستقلا، ولا احد يمكنه مصادرة قرارنا وان نقدم تنازلات، وإذا لم نستطع سنخرج وليحاولوا أن يجدوا الحل مع هذا الشعب ولن يجدوا.
وتحدث الرئيس امام وفود اللاجئين حول قضية الانتخابات، وقال 'إجراء الانتخابات لابد منه، وهي ضرورية لكن نتعامل معها بعقل، يعني إننا نريد بلديات تخدم الناس، الموقف هو انه يجب أن نأتي برؤساء وأعضاء بلديات يستطيعون خدمة الناس، لان رئيس البلدية بحاجة إلى مواصفات معينة عنوانها كيف تخدم البلد فإذا كان يستطيع فنعم وإذا لا لا تأتي به. هذه قضية يجب أن نهتم بها، وان ننفذها وبالتالي هي استحقاق يجب تأديته'.
واضاف 'الانتخابات التشريعية والرئاسية، قلنا أكثر من مرة ليذهبوا ويوقعوا على الوثيقة المصرية، لكن أنا اليوم أقول لا نريد التوقيع لكن تفضلوا لنذهب إلى الانتخابات، الم تأتوا بالانتخابات، لذلك يجب أن نحتكم إلى صندوق الاقتراع، أنا مثلكم جئت بالانتخابات، وانتم جئتم بالانتخابات، وبالتالي كيف نحسم هذا الصراع وهذا الخلاف والمشكلة، والانقسام الوطني، لان هذا الانقسام الوطني عار علينا، لا تريدون أن توقعوا الورقة لان فيها كذا وكذا، وأنا اشهد الله إنهم قرؤوها وعدلوها قبل أن نوقع عليها ثم رفضوا. أنا ألان ادعوهم لنذهب مباشرة إلى صناديق الاقتراع في أي وقت يختاروه ولكن كلما كان أسرع كان أحسن لنا ولهم'.
وفيما إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام قال سيادته 'سنعمل استفتاء يشارك فيه كل فلسطيني حول كل قضايا الحل النهائي، ولكن إذا رفضت إحدى الدول المستضيفة للاجئين إجراء الاستفتاء لا نستطيع عمل شئ، فهل استطيع أن اذهب إلى سوريا أو إلى لبنان أو الخليج واجري استفتاء بدون موافقة الدولة.. وإذا توصلنا إلى اتفاق سلام سنأخذ رأي الشعب فإذا وافق يتم الاتفاق، وإذا لم يوافق بنتهي كل شئ وتنتهي السلطة وينتهي كل شئ.
بدوره رحب العالول بوفد اللاجئين، وقال 'هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الهادفة إلى مزيد من التواصل مع فئات شعبنا مزيد من الحوار من خلال مؤسسات وأفراد وممثلين، ونحن الليلة سيادة الرئيس في لقاء مع إخوة ممثلي مخيماتنا في الضفة الغربية وممثلي مؤسسات في هذه المخيمات، ربما هذا التواصل مسألة هامة وضرورية بشكل دائم وفي كل الظروف لكن من الضرورة أن نكثف هذا التواصل وتحديدا في الفترات التي يكون فيها الكثير من التحديات التي من المطلوب أن نواجهها معا بشكل عام حتى لا نترك فرصة على الإطلاق لأي خرق في صفوفنا، وكلنا نعيش هذه الظروف الاستثنائية في هذه الأيام'.
من جانبهم، أكد ممثلو مخيمات اللاجئين تأييد أبناء المخيات المطلق للسيد الرئيس ورفضهم للحملات المشبوهة التي تستهدف تدمير المشروع الوطني الفلسطيني.
وشدد اللاجؤون على التفافهم حول السيد الرئيس والقيادة الفلسطينية مؤكدين ثقتهم بقيادتهم وبالنضال السياسي الذي تخوضه في المحافل الدولية لتثبيت حقوقهم وتحصيلها.
وأشاروا إلى أن اللاجئين في كل أماكن الشتات لن تنطلي عليه هذه الأكاذيب التي تستهدف تدمير المشروع الوطني، مؤكدين أنهم ضيوف لدى الدول المستضيفة لهم.
وقدم ممثلو الوفود مطالب واحتياجات المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، كما أشاروا إلى الصعوبات التي تعترض حياتهم اليومية. وقد وعد سيادته بتقديم كافة الإمكانيات التي تخفف من أعباء أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة أبناء المخيمات الذين يشكلون الدرع الحامي للمشروع الوطني الفلسطيني.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها