سيكون غريبا ان هم استقاموا، أو اخلصوا النوايا واثبتوها بالعمل، سيكون تغييرا حقيقيا ان هم صدقوا، فالجماعة في حماس يؤيدون مطالب المصريين في التغيير والحرية والديمقراطية، لكنهم يرفضون عندما يتعلق الأمر بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه والاستحقاقات القانونية المشروعة، يهللون ويكبرون في الشوارع على ايقاع خطاب « اخوانهم» في الجماعة، ويطلقون النار ابتهاجا بخبر تخلي الرئيس حسني مبارك عن منصب رئاسة الجمهورية، لكنهم برؤيتهم المتفردة، يعبثون بمصير الفلسطينيين، يشددون الحصار على ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة، يمنعون فرصة لاستعادة الوحدة الوطنية ومكانة القضية الفلسطينية، يرفضون اعلان منظمة التحرير الفلسطينية اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية قبل سبتمبر – ايلول القادم !!.
يباركون للمصريين انجازاتهم، لكنهم يعاركون ابناء الوطن ويرعبونهم ان هم فكروا بانجاز خطوة ولو «فيسبوكية» تنهي واقع الانقسام الجيوسياسي، فان كانت جماهير قوى مصرية قد تجمعت والتقت على هدف واحد في ميدان التحرير في القاهرة، فان جماعة حماس عندنا قد عزموا وربما اقسموا أن يمنعوا الوطنيين الفلسطينيين على الالتقاء والتآلف والتعاضد والاخاء والعهد والقسم على هدف التحرير والاستقلال الفلسطيني !!. فبأي آلاء ربهم يكذبون ؟!
يرددون صوت «جماعتهم الاخوانية» في شوارعنا، لكنهم يخنقون صوت الوطنيين الفلسطينيين المطالبين بالانتقال من واقع الفرقة والانقسام الى واقع الوحدة، من واقع الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح الى التداول على السلطة سلميا.
يرفعون الى ما فوق الغيم، ويركلون الى ما وراء الغيب «الشعب يريد» فتحتل «حماس تريد» الفضاء والسمع وتعمي الأبصار، ومن لا يعجبه فليشرب من البحر!.
الثورة ان تخضع حماس للقانون والنظام، أن تعلن انتهاء عملية اختطاف القطاع بقوة السلاح، والانسحاب وترك الفرصة للمواطنين للتعبير عما يريدون واختيار من يريدون.
الثورة أن تعلن حماس موافقتها على الانتخابات، لكن من بات على يقين بأن الانتخابات ستكون ثورة بيضاء، تطيح بنظام الحكم المستبد لن يفعلها، فحتى لو فاض ميدان الجندي المجهول بغزة بدماء الشباب المتظاهرين فان حماس لن تجرؤ على اعلان هذه الثورة، لأنها بالأساس كانت لوأد ثورة الشعب الفلسطيني ومشروعه التحرري الوطني.. وكفانا تنظيرا !!.