هنأ الرئيس محمود عباس الأسرى وأهاليهم بالانتصار الذيحققوه، لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة. وذلك بعد أن وقع الأسرى اتفاقا مع مصلحةالسجون الإسرائيلية في سجن عسقلان يقضي بتحقيق مطالبهم وإنهاء إضرابهم عن الطعام المستمرمنذ 28 يوما. فيما ذكر نادي الأسير أن ممثلين عن لجنة إضراب الأسرى والمحامي جواد بولسقاموا الليلة الماضية بزيارة سجن الرملة الإسرائيلي للقاء الأسرى الإداريين السبعةالمضربين عن الطعام، لإبلاغهم بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه.

وشكر الرئيس عباس كافة الأطراف التي وقفت إلى جانب قضيةالأسرى ومطالبهم العادلة، مؤكدا أن الهم الأساسي لسيادته وللقيادة هو الإفراج عن كافةالأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال. وأشار إلى أنه طالب خلال لقائه مبعوث رئيس الوزراءالإسرائيلي بالإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين، خاصة الذين اعتقلوا ما قبل عام1994.

جاء ذلك خلال لقاء الرئيس، مساء أمس، بمقر الرئاسة فيمدينة رام الله، وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس،ووكيل وزارة شؤون الأسرى زياد أبو عين، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، وعضو الكنيستالعربي، رئيس الحركة العربية للتغيير أحمد الطيبي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواءماجد فرج.

بدوره، نقل قراقع تحيات الأسرى وأهاليهم للرئيس عباس،مثمنين جهوده الكبيرة التي بذلها لدعم صمودهم والوقوف إلى جانب مطالبهم الإنسانية.وشكر قراقع الرئيس على جهوده واتصالاته المكثفة مع كافة الأطراف للضغط على الجانب الإسرائيليلتحقيق مطالب الأسرى، التي أثمرت عن تحقيق هذا الإنجاز الوطني بانتصار الأسرى واستجابةإسرائيل لمطالبهم.

ووقع الأسرى أمس اتفاقا مع مصلحة السجون الإسرائيليةلإنهاء إضرابهم عن الطعام في سجن عسقلان، بحسب ما أعلنت مصادر إسرائيلية وفلسطينية.وبموجب هذا الاتفاق يفترض الإفراج عن المعتقلين إداريا وبينهم معتقلو الرملة الإداريونبمجرد انتهاء فترة حكمهم «اذا لم تقدم ملفات أمنية واضحة للمحكمة ضدهم»، إلا أنهم يصرونعلى الإفراج الفوري عنهم بحسب نادي الأسير.

وجاء في نص الاتفاق الذي تم توقيعه، فيما يخص المعتقلينالإداريين، حسب وزير شؤون الأسرى انه سيتم فحص «ملف إي معتقل إداري من قبل الجهات القضائيةالإسرائيلية، (..) والمعتقلون الذين لم تتوفر بحقهم معلومات أمنية لن يتم تجديد اعتقالهم».

وكان رئيس نادي الأسير قدورة فارس قال للصحفيين عقبالإعلان عن اتفاق إنهاء الإضراب «قرار الاستمرار في الإضراب أو التوقف بالنسبة لثائروبلال هو حقهما، ونحن معهما في اي قرار يتخذانه».

بدوره أكد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلاميان «حتى هذه اللحظة الإخوة ثائر وبلال أعلنا استمرارهما في الإضراب ، فالاتفاق غامضبخصوصهما». وأضاف ان «الاجتماع الذي يعقد ألان في سجن الرملة هو الذي سيحدد» ما سيحصل،مؤكدا ان «حركة الجهاد ستقف خلف قرارهما سواء بالإضراب او بسواه».

وذكر نادي الأسير ان ممثلين عن لجنة إضراب الأسرى والمحاميجواد بولس يقومون بزيارة سجن الرملة للقاء المعتقلين الإداريين السبعة المضربين عنالطعام، لإبلاغهم بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه. وقالت متحدثة عن نادي الأسير، لوكالةفرانس برس « نحن ننتظر الآن ما سيسفر عنه لقاء المحامي بولس ولجنة الإضراب مع المضربينفي مستشفى الرملة».

وبين المعتقلين الإداريين السبعة ثائر حلاحلة وبلالذياب اللذان يمضيان يومهما الـ78 في الإضراب عن الطعام الذي أعلناه احتجاجا على وضعهمافي الاعتقال الإداري. والأسيران اللذان أطلقا حركة الإضراب عن الطعام الأخيرة داخلالسجون الإسرائيلية، معرضان لخطر الموت بسبب تدهور حالتهما الصحية. واتبع حركة الإضرابحوالي ألفي أسير.

وأكدت سيفان وايزمان المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيليةفي بيان انه «تم التوصل الى اتفاق لإنهاء الإضراب عن الطعام المستمر منذ 28 يوما».وأضافت «تم التوصل الى الاتفاق عقب تفاهمات تمت صياغتها في الأيام الأخيرة».

وأضاف فارس «كانت نقاط الخلاف الرئيسية هي العزل الانفراديوالاعتقال الاداري وزيارات غزة، وجاء ضابط مصري رفيع ليشارك في المفاوضات» التي جرتفي سجن عسقلان.

من جهتها، أكدت حركة حماس في بيان توقيع الاتفاق مشيرةإلى «أن السفير المصري المشارك في المفاوضات ابلغنا بتوقيع الاتفاق».

وقال بيان صادر عن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)«وقع قادة السجناء في إسرائيل التزاما بالتوقف تماما عن الأنشطة (الإرهابية) من داخلالسجون الإسرائيلية وأعلنوا انتهاء إضراب الأسرى». واعتبر البيان ان هذا الاتفاق جاءنتيجة «وساطة من السلطة الفلسطينية ووساطة مصرية».

وبموجب الاتفاق حسب الشاباك «سيمتنع الأسرى عن أي عمليدعم الإرهاب بما في ذلك تجنيد أشخاص لذلك أو قيادتهم أو أي تمويل أو تنسيق أو مساعدة(..) وينطبق التفاهم على كافة السجناء الأمنيين من كافة الفصائل وفي كافة السجون وسينطبقعلى الأسرى المستقبليين كذلك».

وتابع البيان «وفي المقابل وافقت اسرائيل على اعادةالسجناء الموجودين في العزل الانفرادي الى الزنازين العادية والسماح بزيارات اقاربالدرجة الاولى من قطاع غزة والضفة الغربية».

وفيما يتعلق بالاسرى الاداريين قال الشاباك انهم «سينهوناضرابهم عن الطعام وسيتم اطلاق سراحهم عند انتهاء محكوميتهم الادارية الحالية ما لميتم تقديم مزيد من الادلة حول قضاياهم».

من جهته علق مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيليبنيامين نتنياهو على الصفقة لوكالة فرانس برس قائلا «ردا على طلب من الرئيس الفلسطينيعباس فاوضت اسرائيل على نهاية اضراب الاسرى. ونامل بان تدفع هذه البادرة نحو بناء الثقةبين الطرفين».

وقال مسؤول مصري شارك في المحادثات ان إسرائيل وافقتبموجب الاتفاق لانهاء الإضراب على انهاء العزل الانفرادي لتسعة عشر سجينا ورفع حظرزيارة الأقارب الذين يعيشون في قطاع غزة للاسرى. وأضاف المسؤول ان إسرائيل وافقت ايضاعلى تحسين الاوضاع الاخرى للسجناء والافراج عمن يطلق عليهم اسم «المحتجزين اداريا»فور انتهاء فترة احتجازهم ما لم يحالوا إلى المحاكمة.

وفور الاعلان عن الاتفاق تحولت خيم الاعتصام في المدنالفلسطينية الى مسارح للاحتفال بانتصار الاسرى.

وكان وزيرا خارجية الاردن ومصر اكدا امس ضرورة ممارسةالضغوط على اسرائيل لايجاد حل لقضية الاسرى المضربين عن الطعام. وقال وزير الخارجيةالاردني ناصر جودة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري محمد عمرو في عمان «تحدثنافي موضوع الاسرى في السجون الاسرائيلية وضرورة الاستمرار في الضغط على الحكومة الاسرائيليةلتحسين احوالهم وصولا الى الافراج عنهم».

واضاف ان «مصر والاردن من خلال علاقتهما الدبلوماسيةوالتمثيل الدبلوماسي مع اسرائيل تمارسان كل الضغوط من خلال القنوات الدبلوماسية المباشرةوغير المباشرة» في هذا الشأن، مشيرا الى ان «هذا الموضوع مقلق جدا ونتابعه يوميا وعلىمدار الساعة».

من جهته، اكد وزير خارجية مصر ان «هناك اتصالات ثنائيةلاجل معالجة وضع الاسرى في السجون الاسرائيلية ورفع المعاناة عن جميع الأسرى». واوضحان «هذا الموضوع هام جدا بالنسبة لنا»، مشيرا الى انه «يجب الوصول الى حل كبير لانهلو حدثت اي حالة وفاة لا قدر الله ستكون عملية لا نقبلها وعملية مأساوية».