نظَّم مركز باحث للدراسات الفلسطينية والإستراتيجية ندوة حوارية بعنوان "المصالحة الفلسطينية: آفاق وتحديات" حاضر فيها كل من أمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان رفعت شناعة، وممثّل حركة حماس في لبنان علي بركة، بحضور ممثلي فصائل "م.ت.ف" وقوى التحالف الفلسطيني وعدد من الباحثين، مساء الجمعة 2014/5/9، في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والإستراتيجية في بئر حسن في بيروت.

وألقى بركة كلمة أشار فيها إلى أن "حركة حماس مع تشكيل الوحدة الوطنية ضمن إطار منظمة التحرير، وان المصالحة لا تعني الاندماج بين "فتح" وحماس فالاختلاف السياسي موجود بين كافة الفصائل وهذا ما يضبطه المجلس الوطني المنتخب".

وعن موقف حماس من المفاوضات قال: "إننا في حركة حماس وافقنا على المفاوضات ضمن وثيقة الأسرى التي وقعنا عليها وهي بعهدة "م.ت.ف" وليست بعهدة السلطة وان أي اتفاق يتم يجب أن يُعرَض على المجلس الوطني ويتم الاستفتاء عليه ونحن لا نعترف بمفاوضات ليست على ارض، فالعدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة".

وعن المقاومة أشار إلى أن "المقاومة ليست اتفاقًا سريًا" وأن "المقاومة حق للشعب الفلسطيني" لافتًا إلى أن "م.ت.ف" هي التي ستضع البرنامج السياسي القادم ضمن إطار المجلس الوطني الجامع.

ثم ألقى شناعة كلمة لفت فيها إلى أن "المصالحة تُعدّ مفصلاً سياسياً وتاريخياً بعد مرور 7 سنوات من حالة الانقسام"، مشيرًا إلى أن الانقسام "لم يأتِ بالربح لأي طرف فلسطيني والجانب الإسرائيلي هو من يستخدم هذا الانقسام لمزيد من خلط الأوراق في الساحة الفلسطينية والإقليمية".

وأضاف شناعة "إن المصالحة هي نصر للشعب الفلسطيني، ونحن أمام محطة لا نستطيع أن ننكرها لأن هذا الحدث والمطلب الوطني عملنا عليه لمدة زمنية طويلة حتى نوحِّد جهودنا وان ما تم الاتفاق عليه يعود فضله إلى الأسرى من خلال الوثيقة الوطنية التي اعتُمِدت وهي الوثيقة الوطنية التي اعتُمِدت في المعتقلات ونجد أن هناك برنامجاً واضحاً سياسياً يحدد الوجهة بما يتعلَّق بالنضال الفلسطيني والدولة الفلسطينية والقدس الشرقية وحق عودة اللاجئين وتحديد واضح لموضوع المفاوضات هي من اختصاص دائرة المفاوضات في إطار "م.ت.ف" محكومة بالمصالح الوطنية العليا وان أيَّ تقدمٍ يجب أن يخضع للاستفتاء أو للمجلس الوطني الفلسطيني الذي سيشكَّل بمشاركة كافة القوى في أي اتفاق ممكن أن يحصل".

وعن اللقاءات الأولى لمعالجة حالة الانقسام قال شناعة: "الرئيس أبو مازن أعطى تعليمات واضحة إلى عزام الأحمد بالتوجه إلى القاهرة للتوقيع على اتفاق المصالحة،" وأشار إلى أن "الولايات المتحدة آنذاك اتصلت بمبارك وطلبت إليه أن يقنع الجانب الفلسطيني أن لا يوقع ولكن الرئيس أبا مازن أبى إلا أن يوقع لأن مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل الاعتبارات لأن أبا مازن يعمل بنظرية كان قد عمل بها أبو جهاد الوزير سابقاً وهو توجه وطني نحو فلسطين ومقاومة الاحتلال".

وأردف شناعة "نحن دخلنا بمرحلة تحدي واضحة للولايات المتحدة وإسرائيل التي تبني حساباتها لإضعاف الوضع الفلسطيني وتراهن على إيجاد الفتنة داخل الفصائل. اليوم أعلن الرئيس أننا نحن في "م.ت.ف" لم نُسقِط مبدأ المفاوضات ولكن إذا اتفقنا أن نفاوض سيكون ضمن شروط، أهمها أننا سنفاوض ضمن قرارات الشرعية الدولي، وتابع "إن زيارة الرئيس أبو مازن إلى قطر ولقاء مشعل قد وضع النقاط على الحروف ونحن قادمين على تشكيل حكومة بتوافق بين الجميع وإعادة بناء ما تدمر في قطاع غزة وإقرار الانتخابات وتحديد مواعيدها.. إن لجنة تفعيل "م.ت.ف" لها دور مهم في هذا الجانب وعليها ان تضع معايير معينة لكيفية الاختيار وخاصة في الشتات".

وخُتِمت الندوة بعدة مداخلات للحضور حول الأجندات المستقبلية لتطبيق بنود المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني.