بعد شهرين من الأخذ والرد، وجه الرئيس محمود عباس رسالةالى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يستعد للعودة الى الأمم المتحدة فيحال تلقيه ردا سلبيا من الجانب الاسرائيلي.

فقد سلم كبير المفاوضين الفلسطينيين د. صائب عريقاتالثلاثاء الماضي نتنياهو رسالة من الرئيس عباس لم ينشر مضمونها خلال اجتماع في القدس،هي الأولى على هذا المستوى منذ توقف مفاوضات السلام في أيلول 2010.

وقال الرئيس في الرسالة التي حصلت فرانس برس على نسخةمنها «نتيجة لسياسات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة»، لم يعد للسلطة الفلسطينية «أيسلطة وأصبحت دون ولاية حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية والجغرافية والأمنية،أي ان السلطة فقدت مبرر وجودها»، محذرا من ان السلطة لن تستطيع الوفاء بالتزاماتهااذا ما استمر هذا الوضع.

وطالب الرئيس الحكومة الاسرائيلية بالقبول بمبدأ الدولتينعلى حدود 1967، مع «تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل» وتجميد الاستيطان بما في ذلكفي القدس الشرقية بهدف العودة الى طاولة المفاوضات، كما ورد في مسودة الرسالة.

وغداة تسليم الرسالة، أكد عريقات انه «اذا لم يحدث ذلكفان السلطة ستتابع الاستراتيجية فيما يتعلق بالتوجه الى الجمعية العامة ومجلس الأمنومؤسسات الأمم المتحدة الأخرى».

وقال عريقات الأربعاء الماضي في مؤتمر بالخليل حول عضويةفلسطين في الأمم المتحدة «قلنا لرئيس الوزراء الاسرائيلي اننا لن نسمح باستمرار الأوضاععلى ما هي عليه».

وتوافق الطرفان على ان يسلم رئيس الوزراء الاسرائيليرده للرئيس عباس «في غضون اسبوعين» عبر موفده الشخصي اسحق مولخو، لكن يبدو ان الردالاسرائيلي لن يكون ايجابيا خصوصا ان نتنياهو يرفض حدود 1967 وتجميد الاستيطان «كشرطينمسبقين».

وفي بيان الأربعاء الماضي، كررت الجامعة العربية تأييدهاللجانب الفلسطيني، خصوصا رسالة الرئيس عباس لرئيس الوزراء الاسرائيلي، اضافة الى لجوءأبو مازن الى الأمم المتحدة سعيا الى عضوية فلسطين الكاملة في المنظمة الدولية.

وكان الرئيس اعلن في 12 شباط خلال اجتماع لوزراء الخارجيةالعرب في القاهرة انه سيوجه رسائل الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والعالم«تحدد أسس استئناف المفاوضات» المتوقفة بين اسرائيل والفلسطينيين.

واضاف «سننتظر الرد على رسائلنا، وفي حال عدم الاستجابة،سنبدأ خطواتنا المتعلقة بمجلس الأمن والجمعية العامة ومؤسسات الأمم المتحدة الأخرى».

وجاء موقف الرئيس اثر لقاءات استكشافية بين اسرائيلوالسلطة عقدت في كانون الثاني الماضي في عمان برعاية الأردن واللجنة الرباعية الدولية،لكنها انتهت من دون الاتفاق على العودة للمحادثات.

وكان الرئيس تقدم رسميا في 23 أيلول الماضي بطلب انضمامدولة فلسطين الى الأمم المتحدة، لكن لجنة دراسة طلبات العضوية في مجلس الأمن الدوليخلصت في تشرين الثاني 2011 الى انها غير قادرة على الخروج بتوصية موحدة بشأن طلب انضمامدولة فلسطين.

ولم يتمكن الفلسطينيون من حشد غالبية التسعة أصوات اللازمةفي مجلس الأمن الدولي لاقرار توصية بقبول طلب عضوية دولتهم في المنظمة الدولية.

وكررت الخارجية الأميركية الأربعاء الماضي رفض واشنطنالخطوات التي قد يلجأ اليها الجانب الفلسطيني في الأمم المتحدة. واعلنت مهمة جديدةللموفد الاميركي الى الشرق الأوسط ديفيد هايل الذي سيلتقي الرئيس عباس اليوم.

وعلق المحلل السياسي الفلسطيني عبد المجيد سويلم «يعتقدان البعض ان هذه الرسالة تهدف ببساطة الى وضع المسؤولين الاسرائيليين أمام مسؤولياتهمحيال عملية السلام وجس النبض، في حين يرى آخرون انها نهاية المطاف والفرصة الأخيرة».واضاف «ما يمكن ان نستنتجه ان هذه الرسالة تعني ان العلاقات الاسرائيلية الفلسطينيةلا يمكن ان تستمر كما كانت في السابق».