قال الرئيس محمود عباس 'إذا لم يكن الجانب الإسرائيليمستعدا للعودة للمفاوضات فإننا سنشكو ذلك للمؤسسات الدولية، وهذا من حقنا، وسنذهبإذا لم يحصل هذا إلى الأمم المتحدة مرة أخرى'. 

وأضاف سيادته في حفل وضع حجر الأساس لمشروع بناءالمقر الجديد لسفارة دولة فلسطين في مصر، الاثنين أن القيادة الفلسطينية مستمرة فيالعمل بجدية لإحلال السلام، ولإنهاء الانقسام رغم الصعوبات القائمة. 

وتابع سيادته لدينا قضيتان أساسيتان، هما المسارالسياسي، والمصالحة الوطنية، وتعلمون العقبات التي توضع بطريق المسار السياسي منقبل الجانب الإسرائيلي الذي يرفض حتى الآن الاعتراف بالشرعية الدولية، ويرفض وقفنشاطاته الاستيطانية. 

وقال: نحن من جهتنا نقول بأنه على إسرائيل أن تقبلبالشرعية الدولية وأن توقف الاستيطان وهذه ليست شروطا، بل التزامات واستحقاقات علىإسرائيل حسب الشرعية الدولية، وعندما تقبل إسرائيل بهذين الالتزامين نكون جاهزينتماما للعودة للمفاوضات. 

وأردف: حتى هذا التاريخ لا توجد إشارات من الجانبالإسرائيلي بأنه يقبل بذلك، ونحن عدنا لمفاوضات غير مباشرة برعاية الرباعيةالدولية أولا، ثم برعاية العاهل الاردني عبد الله الثاني ولمدة شهر كامل في عمان،وحولنا المفاوضات غير المباشرة في حينه إلى مباشرة مع الجانب الإسرائيلي أملا بأنيتزحزح موقفه، وأملا بأن يغير موقفه، وأن نحصل على أي تقدم ممكن، ولكن مع الأسفالشديد لم نتمكن من تحصيل أي شيء'. 

وأوضح الرئيس بأن القيادة الفلسطينية قررت إرسالرسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، مضيفا: قلنا له بهذه الرسالة باختصار شديد،'أنت جعلت السلطة الوطنية الفلسطينية غير سلطة، أنت سحبت منها كل اختصاصاتهما وكلالتزاماتها وكل ما كانت تقوم به، وكانت تشرف عليه وتنفذه، والآن لم يعد لدينا شيء،فأنت تقبل بذلك أو لا تقبل'، وهذا الكلام سيقال له خلال الأسبوع القادم، وغداسيكون هناك لقاء تمهيدي بين أحد مساعديه، وبين صائب عريقات، وبعد ذلك سنرى ماذايمكن عمله، وإذا وافق نحن مستعدون تماما للعودة للمفاوضات. 

وتابع سيادته: إذا لم يكن الجانب الإسرائيلي مستعداللعودة للمفاوضات سنشكو ذلك للمؤسسات الدولية، وهذا من حقنا، وسنذهب إذا لم يحصلهذا إلى الأمم المتحدة مرة أخرى. 

وأشار الرئيس إلى أن المسار السياسي لا يتناقض أويتعارض مع مسار المصالحة الفلسطينية، وقال: إن مصر قامت منذ الانقلاب عام 2007،وأقول الانقلاب وهو انقلاب، بجهد خارق، من أجل رأب الصدع بين الفلسطينيين ووصواإلى ما سمي بالوثيقة المصرية التي وقعنا عليها، ورفضت حماس التوقيع عليها، إلى أناستمر الجهد المصري وتم توقيع الاتفاق من قبل الجميع، ثم شكلنا لجانًا لإزالة كلالعقبات التي تقف في طريق المصالحة، وأخيرا كانت هناك لقاء الدوحة الذي اتفقنا بهعلى تسمية رئيس الوزراء وعلى شكل الحكومة، والخطوات التي يجب أن تسبق تشكيلالحكومة، وكل شيء كان على ما يرام ونحن ما زلنا ملتزمين بكل ما اتفقنا عليه سراوعلانية، وبالمناسبة لا توجد هناك أسرار، والأمور كلها معروفة وعرضت على القيادةالفلسطينية هنا في اجتماعها الأخير، وباركت هذه الخطوات وكل ما اتفقنا عليه. 

وتابع الرئيس: نريد تشكيل حكومة انتقالية منالمستقلين، والتكنوقراط لمدة محددة ولهدف محدد وهو الانتخابات، وخلال هذه الفترةنحاول ما نستطيع على صعيد إعادة بناء غزة'، مذكرا بمقررات مؤتمر المانحين في شرمالشيخ الذي قرر تقديم مبالغ مالية كبيرة لهذا الغرض. 

وأردف الرئيس: الهدف الأساسي لنا الانتخاباتوالعودة إلى الشعب، وبكل تواضع لدينا ديمقراطية ومؤمنون بها، وكل انتخاباتناديمقراطية وبها من الشفافية الشيء الكثير، ونريد أن نعود للديمقراطية ومن ينجح فيالانتخابات من حقه أن يمسك زمام الأمور، ولذلك لا بد من الإعداد للانتخابات. 

وشدد سيادته على أن الإعداد للانتخابات يتطلب أنتعمل لجنة الانتخابات بحرية، وأن تستأنف عملها في تحديث سجل الناخبين لأنها منذخمس سنوات لم تسجل المواليد الجدد ومن بلغوا سن الثامنة عشرة ومن حقهم الإدلاءبأصواتهم، موضحا بأن عدد هؤلاء المواطنين لا يقل عن ربع مليون شخص. 

وتابع الرئيس: من دون تسجيل هؤلاء تكون الديمقراطيةمنقوصة، لأننا نكون قد حرمنا ربع مليون إنسان من الذهاب للانتخابات، ولذلك الخطوةالأولى التي تدل على الجدية للوصول إلى المصالحة يتمثل بالبدء في تجديد سجلالناخبين، وعندما نبدأ نعرف البداية ونعرف النهاية، وهنا تكون حكومة انتقاليةوليست أبدية، وإن لم نعرف البداية لن نعرف النهاية والنتيجة تشكيل حكومة لا نعرفمتى تنتهي وهذا غير مقبول، ومرفوض تماما، وهذه هي رؤيتنا للمصالحة والعمل السياسي. 

وأكد سيادته أن لا تناقض بين المصالحة وعمليةالسلام، أو مسار على حساب مسار، وقال: إذا نجحنا بالمصالحة نسير بها ولا نسأل عنأحد، وإذا سارت الأمور فيما يتعلق بالعمل السياسي نسير في الموضوع ولا نسأل عنأحد'. 

وذكر الرئيس بكلام نتنياهو في السابق عندما قال:الانقسام موجود، مع من أتفاوض مع غزة أم الضفة، مضيفا: عندما بدأنا نفكر بالمصالحةقال نتنياهو على عباس أن يختار بين إسرائيل وما بين حماس، وكان ردنا عليه، نحننختاركم الاثنين، حماس أخوان لنا، وأنتم شركاؤنا في السلام، ونحن نؤمن بحلالدولتين، ونريد أن نبني دولتنا على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس إلىجانب دولة إسرائيل، وتعيشان جنبا إلى جنب بأمن واستقرار، لكن هذا الكلام لا يريدأن يفهمه أو يسمعه نتنياهو، ومن هنا خاطبناه' عليك أنت أن تختار ما بين السلاموالاستيطان'. 

وأردف الرئيس: الاستيطان يتوقف من أجل السلام وإذاكان نتنياهو محبا وراغبا بالسلام فعليه أن يوقف الاستيطان. 

وأضاف سيادته: الجو العالمي صعب، رغم ذلك نحن نسيرمن دون أخطاء، ونحن لدينا 132 دولة تعترف بفلسطين دولة مستقلة بما فيها دول فيأوروبا الغربية، وهناك تمثيل آخر أدنى من ذلك في باقي دول العالم، وإن شاء اللهسنحصل على اعتراف كل هذه الدول على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف. 

وتابع الرئيس: الذي يرفض هو فقط إسرائيل ومع الأسفتدعمها أميركا، وعندما ذهبنا إلى لجنة حقوق الإنسان أخذنا إجماعا باستثناء معارضواحد، وهذا لا يجوز، هذا ظلم، والدول الكبرى عليها أن تنظر للصغار بعين الرعايةوالمساواة، وليس بعين التحيز والانحياز، ومع ذلك نحن مصممون على السير إلى الأمام. 

وأوضح الرئيس، أن هذه السفارة التي يحتفل بإقامةمبناها الجديد في القاهرة هي إحدى عشرات السفارات التي احتفل في إقامتها على مدارالسنوات الثلاث الأخيرة. 

وأضاف، لدينا سفارات وبيوت سفراء لـ70% من ممثلينافي العالم، ونرجو الله بدعمكم ومساعدتكم أن نكمل هذا المشوار ليكون بيتا لفلسطينوملكا لفلسطين في كل دول العالم. 

ودعا الرئيس الجميع لزيارة مدينة القدس، وقال: لاتستمعوا إلى الفتاوى التي تحرم الذهاب إلى القدس، والتحريم يجب أن يكون بنص، إنوجد نص بالقرآن أو بالحديث يتم التحريم، ولكن النص غير موجود، ومن هنا لا يجوز لأيكان أن يحرم ما أحل الله، أو ما لم يحرمه الله ورسوله. 

وتابع: يجب عدم إدخال الدين بالسياسة، والرسول عليهالسلام زار القدس في ليلة الإسراء ولم يأخذ إذنا من الرومان، وكان يطوف الكعبة وهيمليئة بالأصنام، ولم يقل إنها محتلة من المشركين، وبعد صلح الحديبية قال للمشركينإإذنوا لأن أزورها وأن أقوم بالعمرة، وقالوا له: ممكن ولكن ليس يوم غد، بل بعد غد،ووافق على ذلك، وذهب للكعبة وأدى العمرة...وزار الكعبة وهي تحت حكم المشركين. 

وأضاف سيادته: المسلمون زاروا الكعبة لمدة مئة عاموهي محتلة من الصليبيين، وأنا أعرف بأنه منذ عام 1918 وحتى عام 1948، وجد الانتدابالبريطاني وكان المندوب السامي البريطاني يسكن في جبل المكبر، والجيش البريطانييحرس الأقصى والناس يأتون لتقديسه وإعماره. 

وعبر الرئيس عن فرحته للشروع بإقامة المقر الجديدللسفارة الفلسطينية بالقاهرة، وقال 'هذه مناسبة نفتخر بها جميعا ونعتز بأننا نضعحجر الأساس لسفارة دولة فلسطين، لبيت فلسطين في أرض الكنانة، وهذا تعبير قليلوبسيط ولكنه هام، أن يوجد هذا البيت الفلسطيني في مصر لما تعنيه العلاقة المصريةالفلسطينية من أواصر تمتد عبر التاريخ، لعلاقات لا يمكن أن نحصيها، ولكفاح ونضالمرير قام به الشعب المصري من أجل قضية فلسطين عبر التاريخ. 

وأضاف: فلسطين بالنسبة لمصر هي عمقها الاستراتيجي،ولذلك من هنا تكون هذه العلاقة والمحبة بيننا وبين أشقائنا في مصر، ونحن اليومنعبر عن ذلك من وضع حجر الأساس لبيت فلسطين، وليس فقط للسفارة، لأنه سيشمل السفارةوبيت السفير وبيوت الموظفين ومركزا ثقافيا، وغير ذلك من الامور التي نحتاجها بهذاالبلد الكريم. 

وقدم الرئيس جزيل الشكر لوزارة الخارجية، التي عملتبدأب وجهد لتخصيص هذه الأرض لنا هنا لنبني عليها مقر السفارة، وكذلك نشكر كل منساهم من مصر رئيسا وحكومة وشعبا لوضع هذه المناسبة موضع التحقيق اليوم. 

وجرى حفل وضع حجر الأساس بحضور عدد من كبارالمسؤولين المصريين من ضمنهم وزير الشؤون الخارجية محمد كامل عمرو، ووزير الثقافةشاكر عبد الحميد، ومحافظ القاهرة الوزير عبد القوي خليفة، بالإضافة إلى أعضاءالسلك الدبلوماسي المعتمدين لدى مصر، والسفير محمد صبيح ممثلا عن الجامعة العربية. 

كما حضر الحفل من الجانب الفلسطيني وزير الشؤونالخارجية رياض المالكي، ووزير العمل أحمد مجدلاني، ومدير عام الصندوق القومي رمزيخوري، والمستشار السياسي للرئيس نمر حمّاد، والمستشار الدبلوماسي للرئيس السفيرمجدي الخالدي، وسفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية بركات الفرا. 

كما شارك في الاحتفالية وجهاء الجالية الفلسطينيةوممثلو التنظيمات الشعبية الفلسطينية في مصر وقيادة حركة فتح في جمهورية مصرالعربية والعشرات من المواطنين الفلسطينيين المقيمين في القاهرة. 

وكان الحفل قد بدأ بآيات من الذكر الحكيم قرأهاالشيخ محمد جمال أبو هنود، وبالسلامين الوطنيين الفلسطيني والمصري.