الثامن من آذار من كل عام تسطع فيه ملامح جديدةمن عطاءات المرأة في اصقاع الارض على مدار عام مضى. وهو يوم تجدد فيه نساء الارض العهدعلى مواصلة كفاحهن التحرري للانعتاق من قيود المجتمع الذكوري والقوانين والاعراف والعاداتوالقيم البالية. كما تمتشق معاول الهدم لمركبات القهر الوطني والاجتماعي والثقافي حتىتحقيق المساواة الكاملة مع الرجل في ميادين الحياة المختلفة.

يأتي الثامن من آذار هذا العام والثورات العربيةقد دخلت في معظمها عاما على انطلاقة شرارتها. بعضها خطت خطوات مهمة على طريق التحررمن انظمة الاستبداد الديكتاتورية العربية، وبعضها (الثورات) ما زالت حتى اللحظة تكافحلكنس النظام البائد. غير ان كل الثورات العربية ما زالت حتى الآن تعيش مخاضا صعبا ومعقدانتيجة غياب البرنامج السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسبب يعود لافتقاد الثورةلقيادة موحدة، وايضا لتبوؤ القوى الاصولية مكانة مركزية في البناء الفوقي للانظمة الجديدةبفضل صناديق الاقتراع، وللاسف اسهمت النساء المضللات اسهاما بارزا في ذلك الانحرافالحاصل. وبالتالي تعيش المرأة لحظة حرجة في كفاحها في الساحات العربية، مع انها كانتصانعا مهما للثورة وانجازاتها، ولم تقل اسهاماتها عن الرجل، لا بل انها قد تكون اكثراسهاما في نجاح الثورة هنا او هناك. الامر الذي يفرض على قوى الثورة الحقيقية العملالمتواصل بين النساء والرجال على حد سواء لاستعادة الثورة عافيتها، وتخليصها من الادرانوالعقبات التي علقت بها. لا سيما ان الاصوات الاصولية المتربعة في البرلمانات (مجالسالشعب) لم تخجل من اطلاق العنان لمواقفها المتزمتة والمعادية لمصالح وحقوق المرأة.مما يشي بان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة نضال صعبة ومعقدة ضد القوى الاصولية وافكارهاالبائدة والظلامية المعادية لتحرر المرأة ومساواتها الكاملة بالرجل.

كما ان الثامن من آذار يأتي هذا العام والبطلة الفلسطينيةهناء شلبي تواصل كفاحها التحرري من داخل زنازين وباستيلات الاحتلال الاسرائيلي، منخلال خوضها معركة الامعاء الخاوية للاسبوع الثالث على التوالي في إضرابها العظيم تحديالقانون الاعتقال الاداري الاستبدادي، الذي يتنافى مع ابسط حقوق الانسان، ومع المواثيقوالاعراف الدولية، واتفاقية جنيف الرابعة والثالثة.

هناء شلبي في إضرابها المجيد، تمجد المرأة الفلسطينيةوالعربية والاممية في يومها العالمي. وتؤكد مجددا أن المرأة لا تقل عطاء عن الرجل لافي مواجهة الاحتلال والعدوان القومي، ولا في الكفاح الاجتماعي ولا في أي

ميدان من الميادين.

اسيرة الحرية البطلة شلبي، التي واصلت طريق البطلخضر عدنان، شاءت ان تقول لدولة الابرتهايد الاسرائيلية ولكل اعداء الشعب العربي الفلسطيني،إن المرأة الفلسطينية شريك أساسي للرجل في الكفاح التحرري الوطني، ولا يمكن التحررمن الاحتلال الاسرائيلي الا بوحدة الرجل والمرأة في ميادين الكفاح المختلفة، كما تؤكدانه لا يمكن للشعب الفلسطيني التحرر الا بتحقيق الوحدة الوطنية وطي صفحة الانقلاب الاسودوردم هوة الانقسام والتمزق. لان المستفيد من الانقسام والانقلاب كان وما زال الاحتلالالاسرائيلي، الذي يجب ان يدفن مرة والى الابد وفتح الابواب امام اقامة الدولة الفلسطينيةالمستقلة على حدود الرابع من حزيران / 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودةللاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194.

هناء شلبي سليلة الماجدات الفلسطينيات على مدارالتاريخ، تصنع التاريخ اليوم مع رفاقها وشركائها في الكفاح من داخل سجون سلطات الاحتلالالاسرائيلي. وتدون باحرف من نار ونور عظمة المرأة الفلسطينية، التي امتشقت البندقيةمنذ اليوم الاول للثورة الفلسطينية المعاصرة. وتؤكد مجددا ان المرأة ، هي حارسة احلاموآمال الشعب، وهي ام واخت وابنة وملهمة الابطال من الرجال. ولم تتخلف عن الرجل يومافي اي ميدان من ميادين الكفاح، لا بل كانت سباقة في حمل راية التحرر والثورة الوطنيةوالاجتماعية .

في يوم المرأة العالمي كل التحية للمرأة الفلسطينيةوالعربية والاممية. وكل التحية للمناضلات البطلات، اللواتي تمثلهن العظيمة هناء الشلبي،التي انتصرت لذاتها ولنساء الارض قاطبة، التي ستهزم دولة الابرتهايد الاسرائيلية كمافعل خضر عدنان قبل فترة وجيزة.