قلةمن الأشخاص الذين تألفهم أو تحبهم من النظرة الأولى، وقد لا تجد كثيراً من الناسمن يشي وجهه وحركاته ومنطق حديثه بالقبول من النظرة أو الموقف الأول.

وصفوةمن الناس من يتسم بالحلم، فلا تكاد تراه غاضبا أو منزعجا حتى في أحلك الظروف وأشدالأيام صعوبة ومنها في المعارك والمواجهات والأزمات.

وفئةمتميزة من البشر هي التي تستمع إليك بمودة وشغف فلا تكاد تقاطعك إلا بغيةالاستفسار أو الاستفهام أو طلبا للاستزادة لأن الصدر الواسع والإصغاء الكاملوالهدوء الذاتي هي من مكونات الحليم.

عبدالرؤوف العلمي الرجل المؤمن بالله بعمق، وبدينه ووطنه، من قادة العمل الوطنيالفلسطيني، وسيف من سيوف فلسطين، هو من هذه القلة والصفوة والفئة المتميزة التيأشرت لبعض صفاتها، إذ تشدك وتأسرك وتحبك كما أنت فلا تفرض عليك نفسها أو رأيها بلتتخذ من الرحابة إلى حد الذوبان فيك منهجا ثم تلقى عليك بظلالها بخفة ومهارة.

عرفتهوأنا طالب أحبو في خطواتي الأولى نحو السياسة والفكر والتنظيم والكتابة والأدب،وتقاطعت معه في كثير من المواقف حتى جاورته زميلا على طاولة لجنة الإقليم في حركةفتح بالكويت، واستمرت علاقتنا ملفعة بالوداد والثقة والعبير.

وإذاستطاع أبو سمير أن يرسم شخصية مقبولة للجميع بل ومحببة لكل الأطراف المختلفة فيحركة فتح حينها على أفضل السبل لخدمة الوطن، فإنه شكل رابطا وفكرا وسطيا جامعا.

لميؤمن يوما بالتفرق وإن عد الاختلاف رحمة وسياقاً محموداً ضمن المرجعية الواحدةالتي كانت حينها ممثلة بشخص عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأستاذ سليم الزعنون.

عبدالرؤوف العلمي إلى ما سبق طاقة إدارية علمية تنفيذية جبارة، يؤمن بالمبادرة كمايؤمن بالعمل، ولا ينفك منشغلا بمهامه مبتعدا قدر إمكانه عن الاضطراب وبحور الخلافضاربا بذلك نموذجا في القيادة الإنسانية الرفيعة التي تشاركها وإن كل بأسلوب مختلفومحبب مع المرحوم حسن المطري.

بعدخروجه من الكويت واصل مسيرته العملية عضوا ومديرا للمجلس الوطني الفلسطيني في مقرهالرئيس في عمان، ولم يتغير عليه شيء، فهو الرجل العملي المرحاب ذو القلب الكبيرواللمسة الحانية ولقطات العشق البارزة للوطن والناس ما أورثه لأولاده خاصة سمير.

واليومفي شهر آذار من العام 2012 إذ يتوقف قلبه المفعم بالحب عن النبض فإنه ترك ولداصالحا، وأخوة في العمل الوطني.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.