اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي وصل مساء امس الى روما سيغادرها صباح اليوم الاربعاء متوجها الى الاردن للقاء الرئيس محمود عباس.

وقالت بساكي ان "كيري سيتوجه غدا (الاربعاء) الى عمان للقاء الرئيس عباس في محاولة لتقريب المواقف بين الطرفين المعنيين"، مضيفة ان كيري "سيجري ايضا مشاورات هاتفية او عبر الدائرة المغلقة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو".

ووصل كيري مساء امس الى روما آتيا من لاهاي حيث كان رافق الرئيس باراك اوباما الذي حضر اجتماعا لمجموعة السبع حول اوكرانيا وقمة دولية حول الامن النووي. وهولندا هي المحطة الاولى في جولة اوروبية ستقود اوباما الاربعاء الى بروكسل والخميس الى روما والفاتيكان قبل ان يتوجه الى الرياض الجمعة.

وتعذر مساء امس معرفة ما اذا كان كيري سيعود الخميس الى ايطاليا لمرافقة اوباما مجددا، ام انه سينضم اليه مباشرة في الرياض حيث سيلتقي الرئيس الاميركي العاهل السعودي.

وقبل عشرة أيام، اعتبر كيري ان مفاوضات السلام بلغت "منعطفا" داعيا الرئيس عباس الى العمل لتقليص الخلافات مع اسرائيل.

من جانبهم، قال مسؤولون فلسطينيون امس ان القيادة ستتوجه الى المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة في حال لم تطلق اسرائيل سراح الدفعة الرابعة والاخيرة من الاسرى الفلسطينيين المتفق عليها لاستئناف مفاوضات السلام.

وكانت اسرائيل وافقت خلال استئناف المفاوضات في تموز 2013 على اطلاق سراح 104 اسرى فلسطينيين مع تقدم محادثات السلام على اربع دفعات خلال تسعة اشهر. وقد افرجت حتى الان عن 78 اسيرا في ثلاث دفعات.

واعرب وزراء اسرائيليون الاسبوع الماضي عن معارضتهم لاطلاق سراح دفعة جديدة من الاسرى الفلسطينيين، في حال عدم قيام الفلسطينيين بتمديد المفاوضات لما بعد موعدها النهائي المحدد في 29 من نيسان المقبل.

وقال ياسر عبد ربه امين سر منظمة التحرير الفلسطينية امس في حديث مع اذاعة صوت فلسطين الرسمية "سيتم التوجه الى المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة اذا لم تطلق اسرائيل الدفعة الرابعة والاخيرة من الاسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو عام 1993".

واضاف "اسرائيل حاولت ان تقول ان اطلاق الاسرى جاء مقابل استمرار الاستيطان، نحن قرارنا كان اطلاق الاسرى مقابل تجميد توجهنا للمنظمات الدولية". وأكد "لا نقبل الربط بين اطلاق سراح الاسرى واستمرار المفاوضات، هذان امران مختلفان تماما" مشيرا الى ان اي محاولة للربط بين الموضوعين "مرفوضة لانها ستؤدي الى نتائج وخيمة بالنسبة لنا لان اسرائيل تريد تمديد المفاوضات الى ما لا نهاية".

وبحسب عبد ربه فان اسرائيل "ستواصل الابتزاز والتوسع والاستيطان مقابل الاسرى ومن اجل القبول بشروطهم للحل وهو ما نرفضه". وتابع "كان ينبغي ان نتوجه للانضمام لهذه المنظمات الدولية منذ زمن لان لدينا مصالح وحقوق واسعة" مؤكدا انه من خلال الانضمام لهذه المنظمات "يمكننا التوجه ضد جرائم الحرب الاسرائيلية بحق شعبنا وارضنا ومنها جرائم القتل والاعتقال والعقوبات الجماعية والاستيطان".

وأكد عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح في تصريحات صحفية ان رفض اسرائيل الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى سيكون له "تداعيات خطيرة منها توجه قيادة السلطة للامم المتحدة". واضاف "الموعد المحدد للافراج عن الدفعة الرابعة سيكون تاريخا رئيسيا يمكن ان يشهد على نوايا اسرائيل تجاه العملية السياسية"، مشيرا الى ان رفض اسرائيل لاطلاق سراح الاسرى يعني "انتهاكا جسيما للتفاهمات التي جرى الاتفاق عليها مسبقا والسلطة حينها ستتخذ القرارات المناسبة".

وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني امس "في حال أقدمت اسرائيل على هذه الخطوة الكارثية (عدم الافراج عن الدفعة الرابعة) فإنه سيكون على منظمة التحرير الفلسطينية التوجه فورا الى الانضمام إلى المؤسسات الدولية ما يمكن من فتح جبهة مع الاحتلال في كل أنحاء العالم".

وأضاف "الثلاثين من الشهر الجاري (موعد الافراج عن الدفعة الرابعة) يجب أن يكون حدا فاصلا بين جدية الموقف الفلسطيني وتلاعب الطرف الاسرائيلي إذ ان قضية الأسرى القدامى وعلى رأسهم الأربعة عشر أسيرا من الاراضي المحتلة عام 48 غير خاضع للمساومة إطلاقا".

وطالب قدورة القيادة في حال عدم التزام اسرائيل بالافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى "بالإعلان عن وقف المفاوضات فورا.