أعلن الجندي السابق في الجيش الأردني أحمد الدقامسة أنه قرر البدء بإضراب مفتوح عن الطعام حتى الإفراج عنه بعد ١٧ عاما من الاعتقال في السجون الأردنية التي يقضي فيها حكما بالمؤبد.

وحكم على الدقامسة عام ١٩٩٧ بالسجن المؤبد بعد أن قتل أثناء خدمته العسكرية في الجيش الأردني ثماني طالبات إسرائيليات على معبر الشيخ حسين، الواصل بين الأردن وإسرائيل، ورفضت السلطات الأردنية الإفراج عنه في مناسبات عدة.

الإعلان عن إضراب الدقامسة جاء في بيان وزعه رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الدقامسة، وهو ابن عمه زياد الدقامسة.

وجاء في البيان "نعلن لكل القوى السياسية الفاعلة والشرفاء من أبناء الشعب الأردني أن الجندي القابع في صحراء المفرق (سجن أم اللولو)، دخل اعتبارا من مساء هذا اليوم الجمعة الموافق 14/3/2014 في إضراب عام عن الطعام احتجاجا على استشهاد القاضي رائد زعيتر واحتجاجا على استمرار اعتقاله علما أنه  قضى 17 عاما في السجن".

وحذرت اللجنة الشعبية في بيانها "السلطات الأردنية من تدهور حالته الصحية والمساس بها واعتقاله اعتقالا فرديا".

ويأتي إعلان الدقامسة الإضراب عن الطعام وسط مطالبات برلمانية وشعبية بالإفراج عنه بعد مقتل القاضي الأردني رائد زعيتر برصاص جندي إسرائيلي الاثنين الماضي، على معبر الكرامة، الواصل بين الأردن والضفة الغربية.

وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني، قال في مؤتمر صحافي، الخميس، إن "وضع الدقامسة شأن قضائي لا شأن للحكومة به".

لكن نوابا في البرلمان مارسوا ضغوطا على الحكومة للتنسيب للعاهل الأردني الإفراج عن الدقامسة عبر عفو خاص، وهو ما لم تستجب له الحكومة حتى الآن.

وأمهل مجلس النواب حكومة عبد الله النسور حتى الثلاثاء المقبل، من أجل طرد السفير الإسرائيلي من عمان، واستدعاء السفير الأردني من "تل أبيب"، احتجاجا على قتل زعيتر، ولوح النواب بطرح الثقة في الحكومة إذا لم تستجب لمطالبهم.

وتسعى الحكومة لتجاوز الأزمة الحالية مع البرلمان وعدم الوصول لطرح الثقة بها، عوضا عن أنها ترى أن مسألة قطع العلاقات مع إسرائيل لا تتعلق بها -وفق سياسيين برلمانيين-، حيث أكدت مصادر سياسية لـ"الجزيرة. نت"، وجود مفاوضات جادة بين الحكومة والبرلمان لتجاوز الأزمة الثلاثاء المقبل، حيث يرى هؤلاء أن الإفراج عن الدقامسة مطروح على طاولة لحل الأزمة نتيجة الضغوط الشعبية والبرلمانية.

وشهدت عمان الجمعة مسيرة قرب السفارة الإسرائيلية حيث حاول محتجون الوصول لمبنى السفارة، لكن قوات الأمن والدرك منعتهم بالقوة.

وكان محيط السفارة شهد مسيرات واحتجاجات منذ مقتل زعيتر، انتهى بعضها باشتباكات بين الأمن ومحتجين، حيث تحولت المنطقة المحيطة بالسفارة في ضاحية الرابية غرب العاصمة عمان لما يشبه الثكنة العسكرية نتيجة إغلاق الشوارع وتعزيز الأمن وجوده لمنع المحتجين من الوصول لها.